أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مسار عبد المحسن راضي - أبو أمل: -الشيعيون- قادمون و العراقيون -الأشقاء- راحلون














المزيد.....

أبو أمل: -الشيعيون- قادمون و العراقيون -الأشقاء- راحلون


مسار عبد المحسن راضي
(Massar Abdelmohsen Rady)


الحوار المتمدن-العدد: 7714 - 2023 / 8 / 25 - 00:24
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


السياسي العراقي في تاريخ بلاده المُعاصر، غالباً ما اتخذ من الإيديولوجيات السائدة، ثياب رحلة بحريَّة. أبرزُ قطعة في هذا الدولاب العقائدي ذو المقابض البحريَّة، هو القميص "المْشَجَّر" بحسب اللفظ العراقي. التشجير في هذا القميص، هو كناية عن وجود جميع الأفكار.. قديمة و حديثة، بدون تمحيص الأولى و توطين الثانيَّة في بلاده.
رئيس الوزراء الأسبق، عادل عبد المهدي و كمثال، بدأ قومياً ثُمَّ انتصف شيوعياً لينتهي شيعياً. في محطة المنتصف و النهاية حَمَلَ الاسم الحركي "أبو أمل". عُهدة هذا الاسم تقعُ على صديقه الصحافي التركي جنكيز تشاندار.
هذا الروليت الإيديولوجي جَلَسَ على مقعده معظم السياسيين العراقيين. فاضل الربيعي فسَّر ادمان الجلوس فوقه، بأنه اختزال للصراع الشيعي و السُّني. الأول استخدم الشيوعية و الثاني استخدم القومية.
أبو أمل الماوي – نسبة إلى ماو تسي زيدونغ – نشر في الـ 12 من يوليو الماضي، بحثاً من سبعٍ و خمسين ورقة، يُدافع فيه عن النظام، مفاده أن الدولة و الحكومة بعد 2003، لم تتحوَّل الأولى فيها إلى طائفية، و لم تكُن الثانية بحكوماتها المتعاقبة لصوصيَّة و شوفينيَّة، إنَّما القاعدة حيث النظام و المجتمع.
لَعِبَ رئيس الحكومة الأسبق، دور فردٍ من الحرس القومي، لا لحماية الأمَّة العربيَّة كما فعل سابقاً، و إنَّما لحماية الأمَّة الإسلاميَّة التي يجب أن يرأسها أمير المؤمنين الشيعي، المُشكَّل من أحزابٍ طائفيَّة بحسب الحالة العراقيَّة. قسَّم العراقيين أيضاً، و الذين لم يعُد ممكناً اختزالهم بعد ثورة تشرين 2019 إلى سُّنة و شيعة، إلى صنفين.
الصنف الأول هم "الأصوليون"، المتطامنون مع تاريخهم و تراثهم و المتصدون للهيمنة العالمية. هم أيضاً يمتلكون روابط حقيقية مع المجتمع العراقي. باختصار وباستخدامٍ وصفٍ وظَّفتُه لبيان سبب نجاح الثورة الخُمينية في إيران "رقصوا في عُرس ابن الوزير و ساروا في جنازة ابن الغفير".
الصنف الثاني هم "أشباه التنويرين"/ أو "الأشقاء/ الأعداء"، المتوافقين مع الفكر الغربي و الذين يعملون كخَدَم للإمبريالية من حيثُ يشعرون أو لا يشعرون. هكذا فإنَّ الصنف الأول واقعي لكنه بدون برنامج، و الثاني لديه برنامج يشبهُ باروكة مُستعارة، حوَّل مجتمعه بسببها إلى مُختبرٍ لإجراء التجارب السياسيَّة.
استخدم أبو أمل أسلوب الكذبة الكُبرى..
لمُخاطبة من كان عمرُهم عشرة سنين في 2003. هو اعترف بأن كلامه موجَّه لأُذني هذا الجيل الذي لم يمتلك بعد القُدرة على إجراء حفريات معرفيَّة. سببُ اختيار هذه الفئة العمرية، لإسماعِها الكذبة الكُبرى، يستطيعُ عالم السياسة الأمريكي جوزيف فرانكل، توضيحهُ لنا فهي إن " رددت ترديداً كافياً فسوف تُصدِّقُها الجماهير تصديقاً جُزئياً على الأقل إذ أن أكثر الناس يفتقرون إلى سعة الأفق اللازمة لإدراك أن ترديد تصريحات ما لا يعني صحتها. و فرض رِقابة على مصادر الإعلام الأُخرى أمر ضروري لنجاح هذه التقنية".
الرئيس الأسبق أبو أمل، لم يجِد حرجاً في استخدام الكَذِب السياسي لنفي وجود مجتمع عراقي. هذه اللفظة "المجتمع" رغم إنها اصطلاحٌ غربي بحسب تحليله، هي غير متوفِّرة في العراق الذي يشترك أفراده في حالة "اجتماع" بحسب تعبيره. هم بذلك مجموعات بشرية صلدة، لم تسطع تجربة الدولة الوطنية/ القومية الاصطناعية أن تحفِر فيها شعوراً وطنياً.
هدفُ البحث السياسي لأبو أمل، و المكتوب بأخلاقٍ سياسيَّة فاضِحة، كان دفن كارثة العشرين عاماً بعد 2003 بالتبريرات، و التي سيطرت عليها شخصيات "أصولية" وصولية هو من قشدتِها، و تسويق النظام و شخصه هو تحديداً من جديد، بعد الحصول على كامل الرضى الأمريكي، و الذي ظهر في البيان المشترك بين بغداد و واشنطن، في الثامن من أوغست فيما يخص حوار التعاون الأمني بينهما.
سرَّب أبو أمل بدوره، و عبر تصويره العراق و لحين 2003، كبلدٍ بلا مؤسسات دولة ولا مقومات هوية وطنية، إلى "التنويريين الأعداء" و "أشباه الأشقاء"، إن الحكومة القادمة ستكون حكومة أغلبية شيعية، بعد أن أعطى المكوِّن الأكبر فُرصة عشرين عاماً لبقيَّة المكوِّنات العراقيَّة؛ كي تعرف حجمها وما تستطيع الحصول عليه!
الحقيقة الأساسية في التاريخ العراقي، و التي نالت استحسانه، كانت الإشارة إلى الحدود الطويلة بين العراق و إيران، و روابط المذهب. نسي هذا "المْشَجَّر" السياسي، إنَّ المُرشد الإيراني الأول، و قبل موته "أعطى الحق للدولة بتعطيل حدود الشرع من أجل المصلحة العامة" لا المذهب فقط، بحسب سامي زبيدة.
أهم ما كان يسعى إليه أبو أمل الماوي، و المؤمن بفكرة العُصب المُسلَّحة، في فلسفة الكفاح الثوري الصيني، كان الإعلان عن اتساع عباءته، لاستقبال الفصائل الولائية الغير مقبول بها من قبل الأحزاب الشيعيَّة الأُخرى. هو سيحقق بذلك فائدتين، منها التعويض عن عدم امتلاكه قاعدة جماهيرية لدى "الأشقاء/ الأعداء"، و الثاني تسويق نفسه دولياً كواحد من صُنَّاع الاستقرار، عن طريق ضبط الإيقاع "الأصولي" لهذه الفصائل الولائية.
السيد عادل عبد المهدي، استعان أيضاً بأرقام من "الإحصاءات الرسمية العراقية وبيانات أُممية و تقارير دولية" لكي يُبيَّن بأن أشباه التنويريين و الأشقاء الأعداء، ينطلقون من أحكام مُسبقة، تُعمي أعينهم عن رؤية النجاحات التي تحققت. منها إنَّ أعداد النخيل في العراق، زادت بعد 2003 من 12-20 مليون نخلة. هذا التصوّر الطفولي المنفصل عن وقائع الأشياء، و الذي جعله في رقبة بيانات رسمية غير موجودة، يجعلك تعرف أنك أمام بيان سياسي لا بحثٍ علمي، زَعَمَ بأنَّه سيكون جزءً من كتاب يقوم بتأليفه.
أهم النجاحات التي حققتها تجربة العراق السياسية بعد 2003، كانت زيادة أعداد الشعب العراقي من 23 مليون إلى 42 مليون بحسب أبو أمل، و بالتالي زيادة نسبة الشباب الذين و بحكم أعمارهم لديهم أُذنين مُرهفتين لسماع كل تفسيرات الهُراء و الكذب و الطائفية كعلاجٍ وحيد لالتهاب الوعي السياسي العراقي منذُ 2019.



#مسار_عبد_المحسن_راضي (هاشتاغ)       Massar_Abdelmohsen_Rady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيك الزيارة الألمانية للسوداني.. -المجهول- غربياً و -البسي ...
- فياغرا رينجرز
- مقتل ترول: إعدام ميداني و اغتيال استباقي
- ثورة -تشرين- ليست فرنسية
- إبراهيم رئيسي: قاسم سليماني من متحف 79
- الحرب الإعلامية الخفية في سوريا
- بهاراتيا جاناتا للعالم: لكم غاندي ولنا غودسي
- البيانات الضخمة: داعش رقمي لتأسيس دولة الخلافة الأمنية على ج ...
- قُبلة -درونزية-، جنتلمان بالستي، وأحلام صينية
- الصدر: -جيهيمرات- إيران ولسان الأمل الأخرس في العراق
- مرجعية النجف العليا تدعو لبناء سور الشيعة العظيم
- نيوزيلندا: دولار القومية البيضاء يطارد يورو اللاجئين الأوروب ...
- المالكي يبني جامع ((Daily Beast)) في الجادرية
- الأنبياء الفضائيون الفرسان الأبديون لحروب الجيل الرابع
- العراق 2019..قِطة فوق -كاشان- تكعيبية
- مرافعة متأخرة/ -نيجاتيف- محاكمة الخليفة هشام في الكوفة
- اقتراع المائتان متر تعريف فرنسي لقرار عادل عبد المهدي
- الدعوة ورحلة الأيام الطويلة من الفاتيكان الشيعية الى فينيسيا ...
- نجم علاوي بين خسوف البعث وطالع الجوزاء الأمريكي
- الصدر.. - متجر Play- الانتخابات القادمة


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مسار عبد المحسن راضي - أبو أمل: -الشيعيون- قادمون و العراقيون -الأشقاء- راحلون