أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسار عبد المحسن راضي - كاميكازي -الدولمة- العراقية العميقة














المزيد.....

كاميكازي -الدولمة- العراقية العميقة


مسار عبد المحسن راضي
(Massar Abdelmohsen Rady)


الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النائب العراقي مصطفى سند وصف زملائه في البرلمان العراقي بـأنهم "مو خوش اوادم"؛ أي غير جيَّدين. عاد بعدها لحشوه بمزيدٍ من التفصيلات "الجيدون في البرلمان لا تتجاوز نسبتهم الأربعين في المائة و هم على الصامت". سند رغم كُل شيء لديه إيمان بخلود هذا النظام "باقون إلى يوم القيامة". يرى كذلك أن نسبة المشاركة الجماهيرية في الانتخابات النيابية لا تؤثِّر على شرعية النظام "سواء واحد أو خمسة في المائة". عليه فإن اتصال الصندوق الانتخابي بالمخرجات السياسية المرغوبة شعبياً في العراق يكون دائماً على وضع الـ "اوفلاين".
احمد البشير الكوميدي العراقي الشهير بانتقاداته للنظام العراقي، كان واحداً من الأسباب البارزة التي أدَّت إلى ظاهرة "تَمَخَض البرلمان فولد سنداً". النُسخة الأقدم من هذه الظاهرة تسلَّقت البرلمان حينها بفضل مبارزاته اللفظية مع البشير. نوع من الاحتفال الروماني بعودة جنرالٍ منتصر، لكن بدل إكليل الرأس نال مقعداً نيابياً. شَعَرَ النظام بالحاجة إلى هذا النصر الروماني المؤقت لأنَّ شَعْر شرعيَّته كان كـ فتاةً في سيارةٍ مكشوفة، يتطايرُ في كُل الاتجاهات مع كُل ضغطةٍ من انتقادات البشير على دوَّاسة برنامجه.
اصبح الكوميدي العراقي بعدها رئيس "جمهورية البشير شو". السياسيون العراقيون بدأوا يحجون إلى برنامجه زرافاتٍ و وحدانا؛ فصعود سيارة مكشوفة في مرآب البرنامج أسلمُ من ركوبها مع البشير عن بُعد. النتيجة التي أرادها النظام السياسي هي حُقنة قبول تنفعهم شعبياً.
النائب سند نوعٌ مختلف. هو درسٌ مجّاني للَّاعبين السياسيين في كيفية الدخول "اونلاين" مع الشعب. التصريحات النارية على السوشيال ميديا تُعطي الناس القُدرة على "التنفيس" بحسب النائب، و أيضاً لحظات بسيطة من التواصل بين النيابي و الفرد العادي لا تتجاوز ثواني مقطع "ريلز" على منصات التواصل الاجتماعي.
الدرس الآخر للنائب هو كيفية أن تكون "انتحاري" في التصريحات و تبقى حيَّاً في السياسة العراقية. يجب على البرلماني العراقي الحذر من خصلتين بحسب خبرة سند السياسية " الضعف و الطيبة". الحياة في صالون العراق النيابي تحتاجُ وجهين "وجهاً لا يرحم مع الزملاء و ودود مع الشارع". الدرس الثالث للشباب الطامحين إلى دخول المجلس النيابي هو الحصول على "ثروة رمزية" بالرماية على أهدافٍ سياسية كبيرة. أمثلة النائب العملية للحصول على هذه الثروة عديدة، منها وصفه لـ مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة السابق بأنَّه "رجل الصدفة الذي لا يستحق مكانه"، كما قيَّم محمد شياع السوداني رئيس الحكومة الحالية بالقول "ناجح كوزير فاشل كرئيس وزراء". هذه الدروس الثمينة دفعت مُعجباً للتعليق "الآن فهمت كل شيء بهذه الدولمة العميقة". و بالفعل فهذه الأكلة العثمانية الأصل التي تعتمد على الحشو، تشبهُ في نواحٍ كثيرة كيفية "التنسيق الإطاري" لحشو الفهم السياسي في رأس المواطن.
هذا النائب الكاميكازي "الرياح المُقدَّسة" استطاع الهبوب على "ستة عشر فاسداً" و الرمي بهم خلف القضبان. كاميكازي 16غيغابايت استطاع ذلك لأن النظام العراقي – هذا من الدروس غير المدوَّنة في المنهاج السياسي - عصفور يريد أن يُنظِّف نفسهُ بنفسه، لا بملفات الفساد التي تدخل هيئاته الرقابية فتبيتُ صُراخاً إعلامياً و تُصبِحُ كرشاً منسيَّاً اسمهُ لُجنة تحقيق. أمّا لبُّ المسألة فهو نتف اللاعبين السياسيين لريش بعضهم الآخر من الواجهات الاقتصادية – رجال الأعمال – و بالتالي حِفاظ صُنَّاع الملوك و أمراء السلاح في العراق على توزيع غيغابايت الثروات و النفوذ بدون شريكٍ مُزعج.
شكوك الناس البسطاء المسلوقين بصعوبات الحياة تذبل سريعاً، و يرضى الناس بهذه السياسة الكاميكازية لأن "القوانين تعبانة" في البلاد على حدِّ تعبير النائب. جدار الشك عند آخرين غيرُ مرئي بالنسبة له، لأنه يمتلك جمهوراً يخترِقُ الحائط "جمهوري حشداوي". هو إذاً "مستقل" ومن لا يُعجِبُه ذلك فليضرب رأسه بكل الحيطان.
النائب سند ممكنٌ تعريفه بـ "تطبيق سياسي مكتوب بـ كودات شعبوية تتوفر دائماً نُسخة منه في متجر بلي نظام ما بعد 2003". لكن ما يُعاب على مثل هكذا تطبيقات أمرين أساسيين. الأول، هي احتمالُ منافستها من قبل تطبيقات أحدث و لهذا تبحثُ عن مموِّل حزبي لها في كُل دورة انتخابية جديدة كي تُحدِّث "كوداتها" بمقعد نيابي. الثاني، يتعلَّق بقُدرته على المطاولة بسلوكٍ لا يُشبه "جمهوره السوشيالي و المُتحشِّد". مع الأسف شعر النائب بالتعب قبل أسابيع نتيجة انتقاداتٍ وجِّهت له. دفعته لاستخدام "استقلاليته" و الذهاب بسيارات دفعٍ رُباعية مع حمايته، إلى قناة فضائية تواجد فيها مُطلق تلك الانتقادات. كان الهدف أن يُريه عظائِم سند. الحمد لله أن "الأخلاق العشائرية" التي يفتخِرُ النائب بها و حظ الناقد بالتواجد في "مضيف الشيخ" الفضائي أنقذته من العاقبة.
اختمُ بالإشارة إلى لقائي مع السياسي العراقي ظافر العاني في تحضيرات انتخابات 2018، و التي أُثير فيها حديث عن ضرورة مشاركة الشباب في الحياة السياسية مما دفعهُ للتعليق "يجب أن لا يُخدعوا بالشعارات". الإعلان الشبابي لم يكُن لعبة دعائية بقدر ما كان رافعة سياسية "ضرورية" لحزبٍ سياسي تأسس في يوليو 2017 – تفسيري الحالي - علماً إنهُ في الأنظمة السياسية المحترمة و لو بالحد الأدنى فإن الشباب و الشيوخ سيجدون قوانين و سياسات متراكمة، يضيفون إليها أو يبتدعون منها و هم على امتلاء لا على فراغٍ يبحثُ عن سند.



#مسار_عبد_المحسن_راضي (هاشتاغ)       Massar_Abdelmohsen_Rady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي ملكاً: متلازمة الرقم واحد في قوائم بغداد الانتخابية
- الإفطار التنسيقي على مائدة الانتخابات القادمة
- نظام العراق السياسي يختبئ في دولاب القمة 34
- شهيق الحلبوسي زفير الخنجر: رئة عراقية و أوكسجين سوري
- دور الصحافة -المَهْجَريَّة- في رعاية البطريق الاستوائي
- عراق 18 ديسمبر.. ديجا فو مالكية و كونغ فو صدرية
- أكتوبر فلسطين في جولة حول العالم
- أحداث كركوك.. عين حزبية برموش إقليمية و مسكارا أمريكية
- أبو أمل: -الشيعيون- قادمون و العراقيون -الأشقاء- راحلون
- تفكيك الزيارة الألمانية للسوداني.. -المجهول- غربياً و -البسي ...
- فياغرا رينجرز
- مقتل ترول: إعدام ميداني و اغتيال استباقي
- ثورة -تشرين- ليست فرنسية
- إبراهيم رئيسي: قاسم سليماني من متحف 79
- الحرب الإعلامية الخفية في سوريا
- بهاراتيا جاناتا للعالم: لكم غاندي ولنا غودسي
- البيانات الضخمة: داعش رقمي لتأسيس دولة الخلافة الأمنية على ج ...
- قُبلة -درونزية-، جنتلمان بالستي، وأحلام صينية
- الصدر: -جيهيمرات- إيران ولسان الأمل الأخرس في العراق
- مرجعية النجف العليا تدعو لبناء سور الشيعة العظيم


المزيد.....




- ترامب: لن نسمح لإيران بأي تخصيب لليورانيوم
- -سي إن إن-: الجولة السادسة من مفاوضات الاتفاق النووي بين الو ...
- أوربان: بروكسل قررت أن على أوكرانيا مواصلة النزاع
- مكتب -أوتشا-: حياة مئات الآلاف في كردفان غربي السودان على ال ...
- الرئاسة التركية: نأمل في وقف إطلاق النار بعد المفاوضات بين ر ...
- 20 ألف شخص يخلون مساكنهم في كولونيا بألمانيا والسبب وجود قنا ...
- مستشار عسكري سابق لميركل: تسليم صواريخ توروس إلى أوكرانيا يو ...
- محامون لأجل فلسطين: عناصر -غزة الإنسانية- همم جنود استخبارات ...
- ترامب: نجهز مخزوناتنا من الأسلحة بوتيرة غير مسبوقة
- دبلوماسي إيراني: طهران تعتزم رفض المقترح الأمريكي النووي وتع ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسار عبد المحسن راضي - كاميكازي -الدولمة- العراقية العميقة