أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عباس - الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الخامس














المزيد.....

الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الخامس


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 03:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


سادسًا، لا يمكن بأي شكل من الأشكال اختزال المكون السرياني الكوردستاني في الجزيرة ضمن سردية قبائل زبيد أو طيء أو شيبان، فهذه القبائل، وإن وُجدت بالقرب من مناطق تواجد السريان، إلا أن السريان أنفسهم لم يكونوا يومًا تابعين لها، بل عاشوا في مدنهم وقراهم، ببنى مجتمعية ودينية خاصة بهم، أو في مجتمعات مشتركة مع الكورد المسلمين والإيزيديين، واحتفظوا بمؤسساتهم الكنسية والثقافية، حتى تحت أسوأ ظروف التهجير.
سابعًا، فيما يتعلق بالادعاء بأن تسمية "باعربايا" في الأدبيات السريانية تعني أرض العرب، فإنها في الحقيقة كانت تعني، وفق كثير من المؤرخين السريان، المناطق التي احتلها أو استقر فيها بعض من العرب لاحقًا، لكنها لم تكن تعني أبدًا أن سكانها الأصليين كانوا عربًا. بل ظلت المنطقة تحت هيمنة الكنائس السريانية، وبقيت اللغة السريانية لغة الأدب والصلاة والعلم، حتى بعد دخول الإسلام.
ثامنًا، إن الرواية التي يسوقها بعض أبناء القبائل عن "أصلهم السرياني" ليست إلا محاولة للتماهي مع التاريخ الروحي العريق للمنطقة، وهو أمر يمكن فهمه من منطلق إنساني، لكنه لا يسمح بتحويل التماهي العاطفي إلى قرصنة تاريخية، فحب التراث السرياني لا يعني أن صاحبه سرياني، تمامًا كما أن تبني بعض المفردات الكوردية في اللغة العربية لا يجعل ذلك العربي كوردًا.
وأخيرًا، إن هذا النوع من الخطاب، الذي يذيب الفروقات القومية تحت يافطة "التحالفات التاريخية" أو "أحلاف الدم"، يخدم الأجندات السلطوية التي طالما سعت إلى محو الهويات المغايرة باسم الوحدة، سواء أكانت وحدة عربية أو إسلامية أو حتى قومية مزيّفة، إن الدفاع عن أصالة المكون السرياني، بصفته قومية مستقلة، أو ذوي أصول كوردية، اعتنقوا المسيحية، مثلما اعتنقوا سابقا اليهودية، والإسلام، هو دفاع عن التنوع الحقيقي في سوريا، وضمانة ضد النمطية القومية التي أفرزت أنظمة الاستبداد والتهجير.
وفي الواقع المقال ومصادره، ينطوي على مجموعة من المزاعم المضلّلة والمفاهيم، لكونها تستند إلى روايات شفوية غير موثقة، وتهدف، دون مواربة، إلى إذابة الهوية الكوردية والتشويش على الانتماء القومي للسريان والمحلمية ضمن سردية عشائرية عربية تُعيد إنتاج الاستعمار الداخلي، هذه المرة بلغة “التكافل” والأخوة الزائفة”.
أولاً: من أين يستقي قرياقس رواياته؟ وأين المصادر؟
من اللافت أن عبد المسيح قرياقس، كما يقدمه النص، يبني سرديته على شهادات وجدانية، تأثرت بمسيرة انخراطه في حزب البعث، والمكتسبات التي حصل عليها من خلفها، لا على وثائق موثّقة أو دراسات أكاديمية، فلا نجد في حديثه إحالة إلى مصدر أرشيفي موثوق، أو إلى دراسات أنثروبولوجية أو تاريخية، بل يعتمد على مرويات نشرتها الأنظمة العروبية وكتاب حزب البعث، ومصطلحات منقولة شفهيًا، فهل يمكن تأسيس مفهوم قرابة قومية وعرقية ودينية على هذا النمط من الحنين العشائري؟ وهل يصح تحويل علاقات الجيرة أو المصاهرة إلى أدوات لإعادة تعريف شعوبٍ عريقة كالسريان أو الكورد المسيحيين؟ إنها اختزالية خطرة لا تنتمي إلى العلم أو التاريخ، بل إلى أجندة سياسية ناعمة تُراد لها أن تمرر عبر قنوات العاطفة.
ثانيًا: ما علاقة “الشيبانية” بالمحلمية؟ ولماذا هذا التغيير في هوية القبيلة؟
القول إن المحلمية، وهي مجموعة عريقة استقرت في مناطق طور عابدين وجبال كوردستان منذ قرون، قد تحولت إلى “قبيلة بني شيبان”، هو ادعاء لا سند له “شيبان” اسم لقبيلة عربية تعود إلى ربيعة، وهي مختلفة تمامًا عن المحلمية من حيث الأصل والمجال الجغرافي، وحتى من حيث اللغة الثقافية، فالمحلمية عاشوا في كنف الثقافة الكوردية، وداخل المجال الكوردستاني، وعرفوا بتداخلهم مع السريان والأرمن والإيزيديين، وإن تم “تعريب” شرائح منهم لاحقًا، فهذا كان في إطار سياسي قسري، ضمن مشروع “تأميم الهوية” الذي مارسه العثمانيون أولًا، ومن ثم الأنظمة القومية العربية.
ثم كيف نفهم أن شيخ القبيلة يُقدّم نفسه كشيباني بينما سكان المنطقة، تاريخيًا، لا يعرفون إلا اسم “المحلمية”؟ ولماذا هذا التهجير الاصطلاحي إن لم يكن جزءًا من مشروع “إعادة تأطير الجغرافيا”؟ إنها محاولة لإخراج المحلمية من سياقهم التاريخي الكوردستاني، وزجهم في هوية عربية لا تاريخ لها في المنطقة قبل الإسلام.

يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
4/7/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان إلى الحكومة الأمريكية واللجان المعنية بالشأن السوري
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الرابع
- سوريا تُذبح بهوية واحدة، حين تُقصى المكونات ويُفرض الكفر باس ...
- أردوغان بين انهيار الرهانات واعتراف مؤجل بالكورد
- حزب العمال الكوردستاني ما بين القداسة والعداء، جدلية أبعد من ...
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الثالث
- المبعوث الأمريكي الذي ضلّ الطريق
- أوجلان كما لا يراه أنصاره وخصومه، خطابٌ بين الكاريزما والواق ...
- مشهدٌ يتجاوز رمزيته ما بين إلقاء السلاح وولادة مرحلة جديدة
- توماس باراك يجمّل وجه السلطة المركزية ويزوّر حقيقة التحالف ا ...
- توماس باراك يجمّل وجه السلطة المركزية ويزوّر حقيقة التحالف ا ...
- توماس باراك وسرّ الشرق الأوسط المؤجّل 2/2
- توماس باراك وسرّ الشرق الأوسط المؤجّل 1/2
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الثاني
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الأول
- تغيير الشعار لا يغيّر القبح بل يعمّق جذور الإقصاء
- يالچين كوچوك مفكر النظام التركي العميق في ثوب ماركسي ممزّق
- سطوة التاريخ وازدواج الهيمنة في قلب الشرق
- منابر العار تهاجم مظلوم عبدي، حين يرتجف الحقد أمام الشرف
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. العثور على ضعف ما أبُلغ عنه من عدد حيوان ...
- جان نويل بارو يزور كييف بعد وابل من القصف الروسي
- سرعتها تفوق 700 كيلومتر في الساعة..كييف تعثر على حُطام المُس ...
- إيران تكشف عن موعد ومكان محادثاتها مع -الترويكا- الأوروبية.. ...
- ترقب بشأن تطور هجوم برشلونة بعد التحاق النجم الانجليزي راشفو ...
- استئناف المحادثات النووية بين إيران والقوى الأوروبية في إسطن ...
- عشائر بدو سوريا.. جذور عميقة في التاريخ وامتداد في الجغرافيا ...
- السجن ثلاث سنوات لطالب في كوت ديفوار بتهمة الإساءة للرئيس
- المحتوى المضلل يجد طريقه إلى -شات جي بي تي- بفضل المحتالين
- ما المواد -المتطرفة- التي أقرت روسيا تغريم الباحثين عنها؟


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عباس - الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الخامس