أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - المياه: المحرك الخفي للصراعات الدولية والإقليمية.؟














المزيد.....

المياه: المحرك الخفي للصراعات الدولية والإقليمية.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند استقراء دور المياه في مستقبل المنطقة، لابد من القول بان جميع الدول تعتبر عنصر المياه من العناصر الأساسية المتعلقة بصياغة السياسات العامة للتنمية المستدامة في المنطقة، حيث تلعب المياه دورًا محوريًا في صياغة سياسات التنمية المستدامة للعديد من الدول حول العالم، وخاصة في المناطق التي تعتمد على الأنهار الدولية المتشاركة والعابرة للحدود. ورغم وجود مساعٍ لتعزيز التعاون بين الدول المتشاركة في أحواض الأنهار، إلا أن الأبعاد السياسية لهذه القضية غالبًا ما يتم تجاهلها لصالح الخطاب الدبلوماسي الإيجابي والتفاؤل، رغم أن أزمة المياه تمثل تهديدًا استراتيجيًا متصاعدًا.
المياه كأداة ضغط واستثمار سياسي من قبل دول المنبع وتعتبر السيطرة على مصادر المياه وسيلة لتحقيق الهيمنة ووسيلة فعالة للضغط على الدول الواقعة في مجرى الأنهار السفلي. المثال الأكثر بروزًا يتجسد في العلاقة بين تركيا وسوريا والعراق حول نهري دجلة والفرات، حيث عملت تركيا، عبر بناء السدود واستثمار التكنولوجيا الحديثة، على تعظيم حصتها من المياه دون مراعاة احتياجات الدول الأخرى، مما أثر بشكل بالغ على معدلات تدفق المياه نحو سوريا والعراق وزاد من معاناتهما من شح المياه. يُنظر إلى المياه باعتبارها “سلاح استراتيجي” في يد دول المنبع، تُستخدم أحيانًا ضمن أدوات الابتزاز السياسي لفرض الرؤى والمصالح. ومن الأمثلة لصراعات وأزمات مائية إقليمية سوريا والعراق وتركيا والتوتر المزمن حول حصص نهري دجلة والفرات مثال بارز على كيف يمكن أن تتخذ المياه طابعًا سياسيًا حادًا؛ إذ أدى انخفاض التدفقات المائية، نتيجة بناء السدود التركية، إلى أزمات بيئية، اقتصادية واجتماعية في العراق وسوريا، بل وكان أحد العوامل التي غذت الاضطرابات والحروب الداخلية. النيل (مصر، السودان، إثيوبيا) النزاع حول سد النهضة يُظهر الأبعاد الاستراتيجية للمياه، حيث ترى مصر أن أي نقص في حصتها تهديد وجودي، وتتمسك بحقوق تاريخية، بينما تسعى إثيوبيا لتعظيم استفادتها التنموية من موارد النهر، مما أدى إلى حالة من التوتر الدائم بين دول الحوض. الهند وباكستان (نزاع كشمير) تتداخل أبعاد الصراع على المياه مع الخلافات الحدودية والسياسية، ففي ظل اعتماد باكستان الكبير على مياه أنهار تنبع من الهند، تستخدم المياه أحيانًا كورقة ضغط سياسي وعامل تهديد للأمن القومي الباكستاني، بل ظهرت مؤخرًا تهديدات بإعادة النظر في الاتفاقيات التاريخية المنظمة لتقاسم المياه.
المياه كعامل خفي في النزاعات رغم أن كثيرًا من النزاعات الإقليمية تظهر في صورة خلافات طائفية أو دينية أو عرقية، إلا أن نقص وشح المياه غالبًا ما يكون عاملًا رئيسيًا غير مُعلن يقف خلف هذه الصراعات. وقد حذر خبراء وسياسيون مرارًا من أن الحروب المقبلة في المنطقة ستكون “حروب مياه”، لا سيما مع تنامي الضغوط الديموغرافية وتغير المناخ وتصاعد الطلب على المياه. لذا من الضروري ان تتعامل دول المصب، مثل العراق، مع ملف المياه باعتباره مسألة أمن قومي، وتطوير استراتيجيات متقدمة للبحث وإدارة الموارد وفتح قنوات للحوار والتفاوض الفعّال مع دول المنبع. نقص وتبني سياسات شاملة تشمل إصلاح البنية التحتية وإدارة الطلب وترشيد الاستهلاك وتهيئة التشريعات اللازمة لضمان الحصص المائية دون اللجوء إلى التصعيد. تظل المياه عاملًا خفيًا ومدفوعًا رئيسيًا خلف العديد من أوجه الصراع المعاصرة، ويظل إدراك أبعادها السياسية والاستراتيجية ضرورة ملحة لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي مستقبلاً.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن المائي وأمن الماء في العراق والتطورات الداخلية والإقلي ...
- جفاف الأنهار وخزانات السدود وانخفاض مناسيب المياه الجوفية وا ...
- دور الجاموس في الاهوار العراقية في التوازن البيئي.؟
- الإدارة المتكاملة للموارد المائية النهج الأمثل والخطوة الأسا ...
- تحلية المياه في العراق هل هو - ضرر ضروري- أم ضياع لحقوق العر ...
- إرساء إدارة فعالة لمواردنا المائية كفيل بتذليل التحديات التي ...
- سياسات دول التشارك المائي وسوء إدارة المتوفر من المياه وتغير ...
- مستقبل إدارة المياه في العراق: التغلب على التحديات بحلول قاب ...
- تفعيل الدبلوماسية المائية مع الاتحاد الأوربي لضمان حقوق العر ...
- نهج -الإدارة المتكاملة للموارد المائية- السبيل الى حلحلة ازم ...
- صراعات الموارد الطبيعية: المياه كمحرك للتوتر بين الهند وباكس ...
- تقادم عمر السدود العراقية ومستقبل الخزين الاستراتيجي من المي ...
- المطلوب أن يكون للعراق رؤى واضحة الى العام 2050 لأداره موارد ...
- متى يتحول العراق من خطاب التصريحات والاجتماعات إلى الحقائق ا ...
- الجفاف وسوء الأدارة لموارد المياه وتغير المناخ وتحكم دول الم ...
- ما السبيل الى صياغة مستقبل مستدام للأهوار العراقية التي بدأت ...
- يسرُ مركز -نهرين- للسياسات المائية وتغير المناخ طرح هذا المق ...
- الاحتكار تفكك ادوات التنمية وتنقلها من فضاءات النمو والتطور ...
- لماذا يلوح بانهيار سد الموصل بين الفينة والأخرى وهل أصبح سد ...
- مقومات إدارة الموارد المائية تتطلب التخلص من العقلنة السلطوي ...


المزيد.....




- رئاسة سوريا تصدر بيانا حول السويداء والدرزية وقبائل البدو
- تعويض ب10 مليارات.. ترامب يصعّد ضد صحيفة وول ستريت جورنال لز ...
- بريطانيا تنضم إلى أحدث حزمة عقوبات أوروبية ضد روسيا
- لماذا تهدد روسيا بحظر تطبيق واتساب؟
- القضاء البرازيلي يفرض قيودا مشددة على بولسونارو وواشنطن تهدد ...
- ترامب يقاضي قطب الإعلام روبرت مردوخ وصحيفة وول ستريت جورنال ...
- ما دلالات تحذيرات أنقرة لقوات قسد؟ وكيف تترجمها تركيا عمليا؟ ...
- هل نحتاج إلى مساحيق البروتين لبناء عضلات أقوى وجسم سليم؟
- ألمانيا ـ نسبة تلاميذ المدارس بخلفيات مهاجرة تثير زوبعة سياس ...
- إسرائيل وسوريا يتفقان على وقف إطلاق النار والاشتباكات مستمرة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - المياه: المحرك الخفي للصراعات الدولية والإقليمية.؟