أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة حين يرتبك المعنى .














المزيد.....

مقامة حين يرتبك المعنى .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 15:18
المحور: الادب والفن
    


مقامة حين يرتبك المعنى :

أتذكرون مسرحية وليم شكسبير (( Midsummer night dream )) حلم ليلة صيف ؟ ما أكتبه هو هلوسات ليلة صيف حارة أنقطعت فيها الكهرباء , بسبب أخوتنا في الأسلام الذين ( بلعوا النخل مع السلي ) على حد تعبير أخوالي في الهويدر , حر تموز وأنقطاع الكهرباء جعلني في حالة أرتباك المعنى , وعندما يرتبك المعنى في سياق الكلام , فهذا يعني أن هناك عدم وضوح أو اضطراب في الفهم , حيث يصبح المعنى غير محدد أو متداخل وغير مفهوم , يحدث هذا عادةً عندما تكون هناك كلمات أو عبارات غير واضحة , أو عندما تكون هناك تناقضات في الأفكار المطروحة , مما يجعل من الصعب تحديد المعنى المقصود , ذلك مادفعني أسطر كل الهلوسات :

نبتدأ مع من كتب : (( من البديهة القول إن اللصوص لا يبنون دُولاً , ولا يحافظون عليها إن وُجدت , وكذلك القبليون والجهويون والإقليميون , والعقائديون )) , وأن الفضيلة والشرف ليست حصرا بالمسلمين , كان أبو اسحق الصابي أديبا بارعا وكاتبا معروفا , كان أبو اسحق الصابي يصوم رمضان احتراما للمسلمين , ويحفظ القرآن ويقتبس آياته في كتاباته , كان الصابي رفيقا مخلصا وصديقا وفيا للشريف الرضي ولما توفي سنة 384 هجرية رثاه الشريف الرضي بقصيدة مشهورة , لامه الناس وعاتبوه على ذلك وحجتهم أن الصابي وكما هو معروف من اسمه لم يكن مسلما , فرد عليهم الشريف الرضي بقوله : (( إنما رأيت فضله )) , أعرفتم قيمة الفضل عند عميد الطالبيين ؟ هنا يرتبك المعنى لأسأل : هل من فضل لأي من سياسيي مابعد 2003 أو لمسؤولي الكهرباء علينا لنرثيهم كما فعل الشريف الرضي ؟

وفقاً للأدب الشعبي المصري حول سُبل واختيارات البشر والأمم , وبعد (( سكة السلامة )) التي يسود فيها العقل والحكمة , و(( سكة الندامة )) التي ينبغي فيها تجنب النزق لدى الإنسان والآيديولوجيات التي تعمي الأمم , فإن (( سكة الذي يذهب ولا يعود )) ينكسر فيها الأمل , ويحدث فيها الانزلاق إلى الرمال الناعمة التي كلما تحرك فيها المعني بالاختيار , يغوص أكثر ويكون الغرق والاختناق نصيبه , هنا يرتبك المعنى , أليس المقصود بالمجتمع المدني أنه غير عسكري , أو غير ديني , بل أنه ليس متخلفاً ؟ وعلامات التخلف مثل علامات التقدم , لا عدّ لها , ليس البذلة الجديدة , بل البذلة اللائقة والشارع النظيف , والبيت النظيف , والمدينة النظيفة , كما كانت مدننا قبل وصول الهكسوس , الذين أوقعونا في متلازمة الكهرباء .

حين تَشرُقُ من جديدٍ بعدَ تجربةٍ مريرةٍ , علَيكَ أن تكونَ شمساً لِمَن كانَ معكَ في ظلمتِكَ , ففي ظل العولمة , بات من السهل أن تتأثر الثقافات المحلية بالأنماط العالمية , وقديماً عند العرب كان يُقال عن الحرب التي تُشنّ فجأة في الصباح , الفلانيون (( صبّحوا )) الفلانيين , وفي التنزيل الكريم (( فساء صباح المُنذرين )) , وفي الأرياف يُقال: (( فاتك القطار )) , يُقال لمن تقدّم به العمر ولم ينجز شيئًا , أو لمن بقي متشبثًا بماضيه بينما الدنيا من حوله تغيّرت, هو مثل شعبي بسيط , لكنه يحمل حكمة عظيمة تنطبق تمامًا على حال بعض الدول والشعوب اليوم , حين تبقى الشعوب على الرصيف والتاريخ يمضي , فيا أيها النور الذي ابتكر الحياة , فقدت بكارتها الحروف , فلا جديد لما جرى .

يقول الأديب السوري أدونيس: (( أنا أشك في أن هناك حبا في العالم العربي , هناك غرائز وحب تملك و إنجاب , العالم العربي بعيد عن كل ما يمت الى الحب )) , ويقول هاشم بلطي : (( ما لصوتي على شفرة البوح تسقط أجراسه ؟ أهي رجفة العشق؟ أم هو جزر الجسد )) , ليرد عليه شاعر أحرقه الحر والغيض من الحكام : ((أذا ذُكِرَ الجَمالُ فأَنْتَ أَجمل , ‏وإنْ ذُكِرَ الوَفاءُ فَلَستَ تَبْخَلْ , ‏فأِنْ لَم تَنْتَفِض وتَشِدُّ أَزْري , فَرُبَّ .. كَما أُكِلْتُ أَنا سَتُؤكَلْ )) , نقول : يقاس الذهب بعياره لا بلمعانه , ويقاس التقي بأفعاله لا بأقواله ,
ويقاس الصديق بصدق وفائه لا بطول وصاله , وهكذا نجد كل الأشياء تقاس بجوهرها لا بمظهرها , الجميع يضيء على السطح ولكن العبرة بمن يتلألأ بـ الأعماق والناس في هذه الحياة معادن , فكن أنت كالذهب مهما صهرته الحياة يبقى غالياً وثميناً , وتبا للفسدة .

في وقتٍ تثقُ فيه أنَّكَ ارتقيتَ إلى مُستوىً عالٍ جدّاً منَ الوعيِ والنقاءِ والصِّدقِ , يُباغتُكَ القدَرُ بفخٍّ جميلٍ مُغرٍ لِتَهبِطَ درجاتٍ , قد يكونُ الفخُّ من صديقٍ أو مُحبٍّ , ردَّةُ فعلِكَ على الفخِّ , من وُقوعٍ فيه أو تجنُّبٍ له , تُؤكِّدُ لكَ أينَ تَقِفُ بالضَّبطِ في هَرَمِ الوعيِ , وهل كنتَ فعلاً قد نَجَحتَ في كُلِّ الاختباراتِ والتجارِبِ المريرةِ السَّابقةِ حتّى أصبحتَ جبلاً لا يَهتزُّ أمامَ أحجارِ الطَّريقِ , ومن الحكم الجميلة التي قرأتها : لا تزرع الشوك في أرض تمر بها , فربما عدت فيها حافي القدم , والحياة , كالطريق الملتف , كل شيء تفعله , قد يعود اليك – يوما ما- لذا , افعل كل ما هو جميل, فهو مردود إليك .

لا عليكم , مثل البحر انا اغضب وأثور وأهدأ , اصمت لاخبئ بأعماقي كل بوح , لكن , احذروني في اعصاري ان غضبت وضاق احتمالي , هاقد أكملت مقامة هلوساتي الشائطة حرا , ولا زالت الكهرباء مقطوعة , فجازى الله المؤمنين مسؤوليها .

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة جدل اللغة .
- مقامة الشخة .
- مقامة الشطح .
- مقامة الخرق .
- مقامة طِشّاري .
- مقامة الباينباغ .
- مقامة مربع المجون .
- مقامة النوم .
- مقامة السكارى .
- مقامة الكتابة .
- مقامة الأنهيار .
- مقامة صدأ الروح .
- مقامة الرحاب .
- مقامة الدهاليز .
- مقامة الخواطر .
- مقامة طباخات الرطب .
- مقامة الزمن الجميل .
- مقامة العيون عيون .
- مقامة الفرهود .
- مقامة سجدة الشعر .


المزيد.....




- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة حين يرتبك المعنى .