أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - سوريا على حافة الهاوية














المزيد.....

سوريا على حافة الهاوية


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 13:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما لم تفهمه وتتعلّمه شعوب ودول هذي المنطقة ذات الأغلبية المُسلمة، والمتعدّدة القوميات والأديان والطوائف والمذاهب والقبائل والعشائر؛ أنّه لا يُمكن لدولة في هذا العصر أن تكون موحّدة وتعيش شعوبها ومكوّناتها بأمان ودون خوف، حين يسيطر على السلطة والحكم جماعة دينية طائفية من لونٍ واحد، وتفرض سطوتها وسيطرتهاعلى باقي المكوّنات بالقهر والإذعان والإذلال، ثُمّ تتدّعي أنها تريد المحافظة على وحدة البلاد، ولكن من خلال حكم مركزي شمولي طائفي تكفيري وإرهابي!
وأنا أتحدّث الآن بالتحديد عن سوريا والأحداث الدموية التي جرت وتجري فيها حتى الآن، منذُ تسلُّم سلطة الأمر الواقع برئاسة الجولاني "الشرع" والفصائل الإسلامية السنيّة الجهادية والمُصنّفة كفصائل إرهابية، ومنهم الجولاني ذاته، والذين اجتاحوا المدن والبلدات السورية في غضون إثنى عشر يوماً وصولاً إلى دمشق، بالتخطيط والتنسيق والتعاون مع جهات ودول وأجهزة مخابرات خارجية، باتت معروفة للجميع، وهذا مُعلن وغير سرّي، وهؤلاء اليوم يتّهمون بعض المكوّنات السورية بالتعامل مع إسرائيل، بينما إسرائيل ذاتها هي من مهّدت الطريق لهم للسيطرة على الحكم، من خلال ضرب الميليشيات الإيرانية وحزب الله وبإسقاط حكم الأسد الطاغية.
وهذا يذكّرنا ببيت الشعر القائل: "لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتي مثله * عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ".
والأنكى من ذلك؛ يُعلن قادة وأتباع سلطة الأمر الواقع هؤلاء؛ أن سوريا لن تكون إلا لهم "أموية" إسلامية سنيّة للأبد، ويُجاهرون علناً بعدائهم لباقي الطوائف والمكونات السورية ويهدّدونهم بالإبادة، فكيف يُلام المُهدّد بالإبادة أن لا يطلب الحماية من الخارج، حتى ولو من الشياطين الزرق؟!
سيّما وأن هؤلاء هُم أنفسهم أثناء تعرّضهم لحملات القتل والإبادة من نظام وحكم العصابة الأسدية؛ قد طالبوا علناً بالحماية الدولية، فهل نُكرّر ذات بيت الشعر السالف؟
مُختصر الكلام؛ هؤلاء الجهاديون الإرهابيون، بفكرهم العنصري التكفيري؛ لن يستطيعوا بناء دولة مواطنة ولا دولة قانون ومساواة، وهُم بحكم خلفياتهم الدينية الطائفية العنصرية؛ غير مؤهّلين لذلك ولا قادرين، والمعروف عن تلك الحركات الجهادية أنّهم مُعادون لكل ما هو عصري وحداثي، ففي قرآنهم وتراثهم وكتبهم يُكفّرون كل الأديان والطوائف الأُخرى، ويُكفّرون الفلسفة والفلاسفة والفنون جميعها، ومُعادون للمرأة وحقوقها، وإن محاولة فرض رؤيتهم وأيديولوجيتهم تلك على باقي المجتمع، لن يُنتج إلا حروب أهلية دموية.
وقد يسألُ سائل؛ إذاً ما هو الحلّ لهذا الواقع المُركّب الذي يُنذر بمزيدٍ من المواجهات والمذابح، والذي سيقود البلد ربما للتقسيم؟
الحلّ موجود ومطروح من جهات عديدة، وهو اتباع النموذج الفيدرالي السائد في العديد من دول العالم، مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وألمانيا والبرازيل والهند ونيجيريا الأفريقية، وحتى في دولة الإمارات والعراق، ونموذج كردستان العراق، وهو الإقليم الأفضل والمُزدهر في كل هذي المنطقة.
في العام 1947 عندما كان الهندوس والمسلمين يتقاتلون ويتذابحون في الشوارع على خلفيات دينية، كان المهاتما غاندي مُجتمعاً مع محمد علي جناح زعيم "عصبة مسلمي عموم الهند"
الذي طالب باستقلال باكستان عن الهند، فقال له المهاتما غاندي؛ بدل أن تحكم الباكستان، فأنا أقبل بأن تحكم وتكون رئيساً على كل الهند بدل التقسيم، فردّ عليه جناح وهو كان يُحب ويقدّر المهاتما؛ أنا أصدّقك وأعلم بأنك تقبل ذلك، ولكن إذا خرجنا للناس الآن وأخبرناهم باقتراحك هذا، أفلا يمزّقوننا أنا وأنت إرباً، ثُمّ تتفاقم وتستعر المذابح بين شعبينا؟
فردّ عليه غاندي؛ إذا كان التقسيم بديل المجازر والدماء فليكن.
من هنا أقول؛ بأن الحل الفيدرالي هو الأمثل لسوريا بدل خطر التقسيم والانفصال الكلّي وتداركه قبل وقوعه، وليدير كل إقليم في سوريا شؤونه بنفسه، دون تدخّل السلطة المركزية في معتقدات الناس وثقافاتهم وعاداتهم، بدل هذا الاقتتال والمجازر التي تزرع الكراهية والأحقاد بين مكونات الشعب السوري، وجراح لا تندمل ربما لعقود طويلة، تفوق أخطار التقسيم بكثير.



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الإسلامي المحدود!
- - في غياب الشمس تعلّم أن تنضج في الجليد -
- سؤال لم يُجب عليه!
- -الغباء البشري-!
- توظيف الدراما في إيقاظ الأحقاد
- مُحال تجنّب سوء الأفعال
- استعصاء الثقافة والتغيير
- لَعنَة الدين والطائفيّة
- السوريون أمام امتحان تاريخي
- تذهب السَكرَة وتأتي الفِكرة
- بين الأرض والسماء
- حصاد غوغائية العربان
- إعجاز علمي !
- باب العامود ، طريق الآلام ، والشاعر -الصعلوك-.
- حضارة واحدة، وتعدّد ثقافات
- أصول الاستبداد عند بني يعرب
- هستيرية بني يعرب!
- نازيون بسمنة ونازيون بزيت ...!
- الحلقة الجهنّميّة !
- -الغزو مستمرّ-


المزيد.....




- المتحدث باسم حركة فتح: تصور اليوم التالي للحرب بغزة أصبح خطة ...
- المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية يدعو إلى طرد إسرائيل من ال ...
- التصوف بالحبشة.. جذور روحية نسجت هوية الإسلام في إثيوبيا
- ماليزيون يطالبون حكومتهم بعدم قبول سفير أميركي يهاجم الإسلام ...
- من هو حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز؟
- نتنياهو أبلغ بابا الفاتيكان بقرب التوصل لاتفاق لإطلاق الأسرى ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على كل الأقمار الصناعية بجودة عا ...
- بعد استهداف الكنيسة في غزة.. اتصال بين البابا ونتنياهو ووفد ...
- قادة مسيحيون في زيارة -نادرة- للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في ...
- الفاتيكان يكشف ما قاله البابا لاوُن لنتنياهو حول الكنيسة في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - سوريا على حافة الهاوية