أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - العقل الإسلامي المحدود!














المزيد.....

العقل الإسلامي المحدود!


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 13:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في العام 1899م أصدر المُفكّر المصري قاسم أمين كتابه "تحرير المرأة"، فصدر في ذات العام 216 كتاباً ردّاً عليه ومهاجمته فيما ذهب إليه في كتابه وتكفيره، واعتبار ما قاله في تحرير المرأة مُخالف للتعاليم والشريعة الإسلامية، ثمّ المطالبة بعدم نشر الكتاب وإعادة طباعته.
وفي العام 1925م صدر كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق، وهو قاضٍ في الأزهر، والذي استنتج من خلاله بوجوب فصل الدين عن السياسة، أي تبنّي نظام الدولة العلمانية، فصدر ضدّه عشرات الكتب ومئات المقالات التي شنّت عليه حملة شعواء ترفض ما توصّل إليه، واعتبار ما ذهب إليه من استنتاجات مُخالفاً للشريعة الإسلامية، فتمّ تكفيره ومحاكمته وفصله من الأزهر ومنع كتابه من التداول وإعادة النشر.
بعده بعامٍ واحد، أي عام 1926، أصدر عميد الأدب العربي طه حسين كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي"، فأقاموا عليه الدنيا ولم يقعدوها، فصدرت ضدّه أيضاً عشرات الردود من الكتب والمقالات ترفض العديد من الاستنتاجات التي توصّل إليها واعتبارها خروجاً على الإسلام والقرآن والطعن به، فلم ينجو أيضاً من التكفير والمُحاكمة، التي أجبرته على تغيير بعض من فقرات الكتاب وتصحيحها بحسب ما يرتأي الأزهر، ثمّ إصدار طبعة جديدة مُصحّحة بعنوان "في الأدب الجاهلي".
ولا بُدّ هنا من الإشارة إلى أن أصحاب الكُتب الثلاثة هُم خرّيجي جامعات غربية، فقاسم أمين وطه حسين تخرّجوا من جامعات فرنسية، وأما علي عبد الرازق فهو خرّيج جامعة أوكسفورد البريطانية، وهذا يوضح مدى تأثير الانفتاح على الثقافات الأُخرى والاستفادة منها، بدل الانغلاق على الذات والتعصّب الديني العنصري الذي لا يؤدّي إلا للمزيد من الجهل والتخلّف، بل إلى التقهقر إلى الوراء.
نتابع في مسيرة القهر الفكري الذي انتهجه الإسلام وما زال يُمارس حتى اللحظة.
في العام 1992 تمّ اغتيال المُفكّر المصري فرج فودة، على خلفية مناظراته وكُتبه وأشهرها كتاب "الحقيقة الغابة"، فشنّوا عليه حملة تكفيرية رهيبة، وفي نهاية المطاف أصدر الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية فتوى عام 1986 بقتل المرتد فرج فودة، فتمّ الأمر.
الأكاديمي والباحث المصري نصر حامد أبو زيد، المتوفى عام 2010، أثارت كتاباته ضجة إعلامية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، واتُهم بالردّة والإلحاد، وحكمت محكمة مصرية بالتفريق بينه وبين زوجته وتطليقهما قسراً، على أساس "أنه لا يجوز للمرأة المُسلمة الزواج من غير المسلم"، فهاجر وزوجته الدكتورة ابتهال يونس، الأستاذة فى الأدب الفرنسى إلى هولندا فاستُقبلا أحسن استقبال.
لا أريد الاسترسال في المزيد، فالتاريخ الإسلامي ومحاكم التفتيش فيه سبقت بقرون محاكم التفتيش في أوروبا أيام الكنيسة الكاثوليكية، لكن الفارق توقّف الأوروبيون المسيحيون عن الاضطهاد الفكري والتكفير، لكن المسلمون مستمرّون حتى الآن، وبفجورٍ أعظم.
أعطيت فقط أربعة نماذج تختزل استبداد العقل الإسلامي الحبيس منذ قرون، سجين دينه المتخلّف ومعتقداته الخرافية الأسطورية البالية، وشريعته وأحكامه العنصرية المُجرمة، في ما يُنذر بمستقبل ظلامي للأجيال القادمة إذا استمر الحال، وما لم ينشأ تيار جارف وكبير، يقضي على هذي الثقافة العنصرية الهمجية الإسلامية، ويُرسي ثقافة إنسانية عَلمانية بديلة تُثري حياة الناس، في مُستقبلٍ أفضل.



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - في غياب الشمس تعلّم أن تنضج في الجليد -
- سؤال لم يُجب عليه!
- -الغباء البشري-!
- توظيف الدراما في إيقاظ الأحقاد
- مُحال تجنّب سوء الأفعال
- استعصاء الثقافة والتغيير
- لَعنَة الدين والطائفيّة
- السوريون أمام امتحان تاريخي
- تذهب السَكرَة وتأتي الفِكرة
- بين الأرض والسماء
- حصاد غوغائية العربان
- إعجاز علمي !
- باب العامود ، طريق الآلام ، والشاعر -الصعلوك-.
- حضارة واحدة، وتعدّد ثقافات
- أصول الاستبداد عند بني يعرب
- هستيرية بني يعرب!
- نازيون بسمنة ونازيون بزيت ...!
- الحلقة الجهنّميّة !
- -الغزو مستمرّ-
- أهداف خارج المرمى!


المزيد.....




- 400 عالم يؤيدون فتوى تصنيف من يُهددون المرجعية، بالحرابة
- بروجردي.. إيران الإسلامية ستتحول لواحدة من القوى الكبرى في ا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يعتقل عرفات نجيب أحد حراس المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يعتقل أحد حراس المسجد الأقصى
- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة
- -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد- انتصا ...
- “متعة جنونية” تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي ...
- ماما جابت بيبي..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل ...
- الأوقاف الفلسطينية: نبش الاحتلال المقابر في خان يونس انتهاك ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي بجودة رائعة وإ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - العقل الإسلامي المحدود!