أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى - 647 -حزب الله عند مفترق طرق: نهاية مرحلة أم إعادة تموضع؟-














المزيد.....

طوفان الأقصى - 647 -حزب الله عند مفترق طرق: نهاية مرحلة أم إعادة تموضع؟-


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د.زياد الزبيدي

15 يوليو 2025

في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها لبنان والشرق الأوسط، يقف "حزب الله" أمام أخطر لحظة وجودية في تاريخه المعاصر. فبعد عقود من التمكين العسكري والتأثير السياسي في لبنان، والإنخراط الإقليمي ضمن محور "المقاومة"، تتعرض الحركة الشيعية المسلحة لضغوط متصاعدة من الداخل والخارج قد تفضي إلى تفككها أو إعادة صياغتها ضمن أطر الدولة اللبنانية.

يشير التقرير الصادر عن "مؤسسة الثقافة الاستراتيجية" للكاتب والمؤرخ الروسي فاليري بورت بتاريخ 9 يوليو 2025 بعنوان (مرحلة من التأمل والقلق) إلى أن "حزب الله" يعاني اليوم من "علامات ضعف خطيرة"، لا سيما بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة التي طالت البنية التحتية العسكرية للحزب شمالي نهر الليطاني، وخسارة مستودعات أسلحة، وإنكفاء قواته إلى الخلف.

وفي تطور بالغ الدلالة، أغتيل زعيم الحزب الشيخ حسن نصر الله، إلى جانب عدد من مساعديه، في عملية ينسب الفضل فيها إلى جهاز "الموساد"، مما شكل ضربة معنوية وعملية قاصمة للجناح القيادي. وإزدادت العزلة بعد سقوط النظام السوري، الحليف التقليدي، في ديسمبر 2024، وإشتداد العزلة الإيرانية بعد الحرب القصيرة مع إسرائيل.

وما يعزز صورة الإنحدار هو ما ذكره الكاتب بأن الحزب "فقد لأول مرة منذ سنوات طويلة هيبته داخل الأوساط الشيعية اللبنانية"، بل وبدأت مؤسسات الدولة تتعامل معه كخطر يجب إحتواؤه. فقد أعلنت قيادة الجيش اللبناني بدء عملية لنزع سلاح الحزب، وتمت السيطرة فعليًا على عدة مخازن أسلحة تابعة له، وهو ما أعتُبر ضوءًا أخضر دوليًا لإنهاء الثنائية المسلحة في البلاد.

ويبدو أن الدولة اللبنانية تحاول توظيف لحظة ضعف الحزب لعرض "صفقة" على الولايات المتحدة، مستوحاة من خطاب الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب. حيث إقترح الرئيس اللبناني جوزيف عون، وفق صحيفة "الشرق الأوسط"، صفقة تبادل تقضي بأن "تسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان مقابل تسليم الحزب أسلحته الثقيلة إلى الجيش اللبناني".

ويرى الكاتب أن واشنطن ترحب بهذا التوجه، حيث صرح المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط توماس باراك بأنه "مسرور جدًا بتطور الأحداث"، معتبرًا أن "اللبنانيين وحدهم من يجب أن يقرروا مستقبل حزب الله"، داعيًا إياهم إلى "إستعادة بلادهم كجوهرة للشرق".

لكن رغم هذا التوجه، يحذر الكاتب من أن إشارات التهدئة قد تكون تكتيكًا فقط. فالحزب، حسب وصفه، قد يسعى إلى "إلتقاط الأنفاس وإعادة تجميع القوى، تمهيدًا لجولة جديدة من الصراع". في حين تواصل إسرائيل ضرباتها، مستهدفة مواقع التصنيع والتخزين والمنصات الصاروخية التابعة له.

ويبرز أيضًا العامل المالي، إذ نجحت إسرائيل في قطع طرق الإمداد بالأسلحة والمال من إيران، بما في ذلك إستخدام طائرات مدنية لنقل الأموال، حسبما كشف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري. وقد فرضت تل أبيب، ردًا على ذلك، حظرًا على الرحلات التجارية بين بيروت وطهران وشددت إجراءات الأمن في مطار بيروت.

وأمام هذا التآكل الإستراتيجي، تطرح القيادة اللبنانية خيار دمج مقاتلي حزب الله في الجيش اللبناني، كما حصل بعد إنتهاء الحرب الأهلية (1975-1990). لكن هذا، بحسب الكاتب، "يعني فعليًا نهاية حزب الله كقوة مؤثرة في الشرق الأوسط".

فأين ستذهب "أحلام المقاومة"؟ وكيف سيتعامل آلاف المقاتلين مع هذه التحولات؟ هل ستقبل إيران، الحاضنة العقائدية واللوجستية، بهذا الإنكماش؟ وهل يشكل هذا فرصة فعلية لدمج المكون الشيعي في مشروع الدولة أم بداية لتشظي جديد؟

يختم الكاتب تحليله بما يشبه التنبؤ، قائلًا إن قادة الحزب "إنغمسوا في لحظة تأمل قلقة، يتساءلون: كيف نتصرف الآن؟ وأين نوجه طاقة مقاتلينا الذين إعتادوا على الحرب؟ وهل سيبدأ نزيف داخلي من الإنشقاقات والإنحلال؟"

الجواب، كما يبدو، سيحدده ميزان القوى الإقليمي، وتوازنات ما بعد الحرب بين إسرائيل وإيران، لا مجرد قرارات بيروت الرسمية.
---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية ألكسندر بوتيلوف: إنهيار الثقة بالمؤسسات الدولية و-تفكك ...
- طوفان الأقصى 646 – -مافيا الذرة – 5 خطايا كبرى تفضح إنهيار ث ...
- «المومياء الخلافية»: حين تتحوّل الذاكرة التاريخية إلى ساحة ص ...
- طوفان الأقصى 645 – -إيران لن تسقط: مناشدة نووية وملاحم صوفية ...
- ألكسندر دوغين - باكس أوروبا - مسيرة النازيين الليبراليين
- طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة ...
- ألكسندر دوغين – حزب أمريكا – النموذج الجديد
- طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانست ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في ...
- أذربيجان بين المطرقة الروسية والسندان الإيراني - قراءة في تص ...
- طوفان الأقصى 641 - الجولة الأولى من حرب إيران – إسرائيل برعا ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 640 - الأمم المتحدة في عامها الثمانين: أزمة الش ...
- ألكسندر دوغين - أساليب جديدة لخوض الحرب
- طوفان الأقصى 639 - نتنياهو كيكيمورا - حين تتحوّل السياسة إلى ...
- ألكسندر دوغين - روسيا بحاجة ماسة اليوم إلى وضوح فلسفي
- طوفان الأقصى 638 – إيران تضرب العمق الإسرائيلي – عصر الحرب ا ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر ما يحدث - -ترامب بدأ يتراجع-
- طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشر ...


المزيد.....




- تحوّل مغاير كليًا.. شاهد كيف ردت روسيا على عزم ترامب تزويد أ ...
- -أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية- - ...
- اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء.. وإسرائيل تأمر بمهاجمة ق ...
- إسبانيا تطلب تعليق اتفاق الشراكة الأوروبي مع إسرائيل مادامت ...
- للمرة الأولى.. فرنسا تمنح حق اللجوء لجميع الغزيين غير المشمو ...
- 3 حالات خلال 10 أيام.. انتحار الجنود يكشف عمق الأزمة النفسية ...
- احتفال في مدينة يوتوبوري السويدية بمناسبة الذكرى 67 لثورة 14 ...
- ثورة الخصوبة في الشرق الأوسط .. أطفال أقل مشاكل أكثر؟
- الولايات المتحدة: إجلاء 500 شخص على الأقل من منطقة غراند كان ...
- نيس: --صدمة كبيرة-- بعد منح محكمة فرنسية كنيسة أرثوذكسية ومق ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى - 647 -حزب الله عند مفترق طرق: نهاية مرحلة أم إعادة تموضع؟-