أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ثورة 14 تموز شعلة تتجدد وإن تنوعت أساليب إعلاء إرادة الشعب وتحقيق الانعتاق والتحرر















المزيد.....

ثورة 14 تموز شعلة تتجدد وإن تنوعت أساليب إعلاء إرادة الشعب وتحقيق الانعتاق والتحرر


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين الأمس واليوم 14 تموز مبادئ ترسم إرادة الشعب
— ألواح سومرية معاصرة
تمر اليوم الذكري 67 لثورة 14 تموز العراقية مستمدة من احتفالات سومر لآلاف السنوات والأعوام بتموز الولادة والخصب والنماء محققة التغييرات البنيوية اقتصاديا سياسيا واجتماعيا في عموم البلاد معترفة بالحقوق والحريات ومحررة المجتمع من أسر قيود التخلف والجهل مركزة على أهمية العقل الجمعي العلمي وعلى دوره في البناء والتنمية وفي حركة التنوير ودمقرطة الحياة ومثلما كل ثورة ببعض ما قد يطفو من هنات أو هفوات جرى ويجري تضخيمها تشويها وعداء فإن 14 تموز مرت بتجاريب حتى تم اغتيالها بعناصر محلية وتبعية تلك العناصر لتدخلات خارجية لأطراف كبرى مثلما اليوم تبعية قوى وعناصر بتبريرات وتسويق الدين السياسي وشيطنته بالأسلمة ونهجها ما يتطلب 14 تموز وإن بخطاب وآليات نوعية تستجيب لشروط المرحلة الراهنة.. هذه معالجة للثورة بين الأمس واليوم
***

بأي حال من الأحوال فإن أحزاب الطبقات الفقيرة توافرت لها شروط التغيير الراديكالي، مضطرة بعد أن تم حجب فرص عملها السلمي بوجه ومطاردتها وهي تنهض بمهام التنوير حدّاً وصل إلى التصفيات الدموية بتعليق قادتها على أعواد المشانق!

إن وجود العنصر العسكري من القوات المسلحة ومن داخل الجيش، ليس قضية خيار بلا شروط بل جاء نابعا من انحياز الجيش بروحه الوطني إلى الحركة الشعبية ومن تصديه لظواهر تسليم السيادتين الخارجية والداخلية لأطراف غير وطنية تأتمر بإرادة شركات الاستغلال الرأسمالي عابرة الحدود..

وعليه فإن ما أوقفته ثورة 14 تموز هو تلك الممارسات التي باعت الوطن والناس ووضعت المقدرات في خدمة الاستعمار وما أتت به هو تلبيتها لشروط إطلاق مسيرة العدالة الاجتماعية وردع الاستغلال الفاحش الذي رهن البلاد والعباد للإقطاع والرأسمالية الطفيلية فكان قانون الإصلاح الزراعي وانتزاع الأرض من مغتصبيها وتوزيعها على أصحابها من الفلاحين والمزارعين الفقراء أحد أهم أركان وصف الرابع عشر من تموز يوليو ثورة وطنية وكان تأميم الأرض العراقية من شركات النفط ورفض سطوتها على العراق وإنهاء تلك السطوة ركنا آخر للتحرر الوطني.. وجاء قانون الأحوال الشخصية ليستكمل خطى الثورة في التحامها مع القيم والمبادئ السامية لتحقيق المساواة والعدل وإلغاء خطاب التخلف وقيمه وتقاليده التي ظلت تجتر شروط حكمها لقرون وعقود مذ أسقطوا بغداد على يد التتار ووحشيتهم..

ثم اتجهت الثورة للإعداد للتعددية الحزبية والانتخابات إلا أنها بقراراتها التي حررت البلاد والعباد من القيود والأغلال لم تنجُ لا من الثورة المضادة ولا من التدخلات الأجنبية التي تبنت جرائم التخريب والانقلاب.. وتم وأد الثورة قبل أن تكمل عامها الخامس وتتجه لتلك الانتخابات التي كانت ستضع العراق بمسيرة مختلفة نوعيا..

لنجاح الثورة ولتراجعها عوامل وأسباب موضوعية لستُ بصدد التوقف عندها ولكنني بصدد التذكير بأن السلطات الانقلابية باختلاف تمظهراتها منذ فاشية 1963 حتى اليوم أعادت ارتهان العراق لمقدرات التبعية والخنوع سواء لقوى دولية أم لقوى إقليمية وبذرائع جميعها سياسية الجوهر وإن شاءت تقديم نفسها في يومنا بمرجعية الدين السياسي وادعاء خوضها صراعا وجوديا مع قوى دولية!

إن تراجع الأوضاع في العراق اليوم، يشير إلى ظواهر تكرار التجهيل وتسيّد الأميتين الأبجدية والحضارية عبر تخريب التعليم ومحاصرة ثقافة التنوير وأنشطتها والتضييق عليها بالمطاردة القمعية التصفوية مرة وبحواجز التخلف ومنطق الخرافة والجهل وإغلاق العقول عن أي حوار موضوعي يفضح الحقيقة أو يحاول إضاءة الدروب المدلهمة عتمة وسوادا كالحا.. واقتصاديا عادت البلاد إلى ما قبل مرحلة التصنيع والزراعة مع تجفيف رافديها وفرض التصحر والجفاف وتجريف بساتينها وسهوبها وحقولها التي كانت عامرة ومع تخريب المصانع وتقييد الاقتصاد بالنموذج الريعي ونهجه التشغيلي لا الاستثماري بما سهَّل ويسهل النهب وإشاعة اللصوصية وتجويع الناس لاستعبادهم وإذلالهم وامتهان الكرامة!

وهكذا فإن العراق اليوم هو عراق مأزوم متخم بالمعضلات المستفحلة حدا لن ينفع مع ظواهره الاقتصاسياسية والاجتماعية أي معركة ترقيعية إصلاحية على طريقة المكرمات وفرض مطلب هنا أو مطلب هناك.. فالقضية اليوم هي قضية انعتاق وتحرر لا تستطيعه إلا ((حركة تغيير)) جوهرية كلية شاملة، كتلك التي احدثتها ثورة 14 تموز نهاية خمسينات القرن المنصرم..

لكننا أمام متغيرات نوعية في الأدواتفبينما كان تحالف الحركة الثورية الشعبية والجيش سببا لانتصار الثورة في آلية وصفها أعداء الثورة بالانقلاب العسكري نتيجة خلل في تبصر الحقيقة ونتيجة العنف في التغيير الراديكالي الكبير وهزته الثورية.. إذا كان ذلك صحيحا صائبا يومها على وفق شروط الثورة في الخمسينات ووسائل الكفاح فإن أوضاع الجيش اليوم تنكشف بخلل بنيوي سواء في تركيبته أم قياداته بل تقييده بتشكيلات من خارجه وتشويه ثقافته وخطابه وظروف عمله وآلياته.. هذا إلى جانب أمور منهجية عالمية ومحلية لا تسمح ولا تقر توظيف الفعل العسكري مع الانتباه على ما جرى من نموذج في الثورة الشعبية المصرية..

إن النضال الوطني السياسي وخلق تحالفات جديدة تقبل بوجود اتساعها بنيويا لكل القوى التنويرية الديموقراطية ووضع الاستراتيجية الصائبة للتغيير هو طريق ربما معقد وتقف بوجهه عقبات كأداء إلا أنه على الرغم من كل التضحيات وما يجابه سيكون الطريق لحسم المعركة مع قوى كليبتوفاشية جناحاها المافيا والميليشيا حيث المال السياسي الفاسد وإدارته بعصابات منظمة وليس بمنظومة حزبية كما تمظهر بعض حركات الإسلام السياسي والمحمية بالميليشيا وسلاحها وقوانين الغاب الوحشية التي يتسم بها..

بلى إن طريق الكفاح السلمي وآلياته هو الخيار الراهن للفعل الوطني التحرري بتنوعات خطاه بين المشاركة الانتخابية مرة كليا أو جزئيا والمقاطعة في أخرى وعلى وفق شروط العمل التي تتطلب استثمار منصات متاحة وفرتها متغيرات عصرنا بلإشارة إلى ربع القرن الماضي أو ما ناهزه بعد التغيير الراديكالي الذي جاء بسلطة هجينة سرعان ما كرست نموذجها المرتهن إقليميا الهزيل اقتصاسياسيا والمفكك اجتماعيا..

إن ثورة 14 تموز هي الشمس الساطعة التي مازالت تعيد وتؤكد الثقة بالشعب وحركته التحررية الوطنية ومسيرة دمقرطة الحياة وتلبية شروط العدالة الاجتماعية عبر تغيير منشود ميدانه سوح النضال الشعبي والتفاف الجماهير الأوسع من الفقراء حول الاستراتيجية التنويرية الموحدة الجامعة..

فهلا تبينا أسس البرامج المؤملة لتوحيد الإرادة وتقوية فعلها عبر سلامة الاستراتيجية والتكتيك اللذين تتخذهما؟؟؟

كل عام والمؤمنين بالتغيير هم الأقدر على تنوير العقول والتمسك بخطى تحقيق الأهداف السامية في الانعتاق والتحرر وإنهاء ما يمر به العراق وأهله من ضوائق وتعقيدات كبرى تعيد لحمته وتماسكه الاجتماعي وتخلص اقتصاده ومناهجه السياسية من التبعية ومن كل أشكال الخلل البنيوي الهيكلي….



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط بين بغداد وكوردستان وقطع رواتب شعب لابتزاز الموقف وعرق ...
- هل رُفِع العلم الأحمر على سواري جامعات عراقية!ومن الذي رفعه؟
- لماذا تتناقض التصريحات بشأن إخفاء الشخصية العامة المحامية زي ...
- التعذيب بوصفه جريمة من جرائم ضد الإنسانية وما تتطلبه من حملا ...
- في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي: الإهمال وانتفاء وجو ...
- كل الحروب لها آثارها على الشعب بالفتك والدمار فكيف نقرأ المو ...
- في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية 18 يونيو حزيران: ما أح ...
- في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف17 يونيو حزيران: التص ...
- في اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين 15 حزيران ...
- أطفال العراق عِمالة وتسول اضطراري قهري واستغلال فاحش منفلت ف ...
- في اليوم العالمي للبيئة ما حجم المشكلة عراقياً؟ وما أسبابها؟ ...
- ومضة في الموقف من مخرجات الأزمة الحكومية الحالية في هولندا
- قطع مصادر أرزاق الناس وعيشهم يدخل بإطار الجرائم الجنائية الك ...
- أوضاع أطفال العراق اليوم تظاهي ما يُرتكب في ظل النزاعات المس ...
- هل يمكننا الاحتفال في الأول من حزيران يونيو باليوم العالمي ل ...
- مهام ربط احترام التنوع الثقافي بمسيرة بناء جسور العلاقات الإ ...
- في اليوم الدولي للاتصالات ومجتمع المعلومات: ما الذي يدفع الح ...
- الاستبداد ومناورات إعادة تخليقه المتكرر شرق أوسطياً؟
- منجزات أخرى جديدة للفنان قاسم الساعدي بضيافة مجتمع يدرك غنى ...
- شغيلة العراق في أتون عذابات العيش والمعاناة من المشكلات البن ...


المزيد.....




- قانون الإيجارات المعدل في مصر: تهديد صامت للسلم الاجتماعي وم ...
- محاولة جديدة لكسر الحصار.. سفينة مساعدات تبحر من صقيلية نحو ...
- العيد الوطني الفرنسي: استعراض عسكري تحت عنوان -المصداقية الع ...
- الهند: جمعيتان للطيارين ترفضان نتائج التحقيق في تحطم طائرة - ...
- كيف يبدو مخيم نور شمس بعد 6 أشهر من التوغل الإسرائيلي؟
- 6 أسئلة بشأن اشتباكات السويداء في سوريا
- أميركا قد ترحل مهاجرين إلى -بلدان ثالثة- بعد 6 ساعات من إخطا ...
- صفقة دفاعية ضخمة.. فيديو يعرض خوذة ميتا التي أثارت البنتاغون ...
- أصوات من غزة.. حرمان الأطفال من عامين دراسيين بسبب الحرب
- اشتباكات السويداء.. وزير الداخلية السوري يكشف -السبب والحل- ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ثورة 14 تموز شعلة تتجدد وإن تنوعت أساليب إعلاء إرادة الشعب وتحقيق الانعتاق والتحرر