أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلورنس غزلان - حوار مع أبي رشا قبل الرحيل














المزيد.....

حوار مع أبي رشا قبل الرحيل


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:27
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



أبا رشا...يا رفيق الزمن والدرب... ..لماذا تقلع سفنك ..قبل هبوب رياح الشرق ..وقبل انبجاس الفجر؟ ...أتعتقد أن مركبنا الصغير يحتمل صراع البحار ويمتلك القدرة على الموج ..دون ربان؟
ألا تعتقد أن الفراغ بحجم الألم..والظلام بحجم الفضاء؟
فمن سيقرأ الرواية ، ومن سيقص الحكاية؟

كنا نترك لك الزمام..طواعية..تحدونا الثقة ويدفعنا الأمل واليقين أنك خير من يحمل بوصلة البحر..في زمن العاصفة.

أبا رشا.. تضيق مساحة الضوء...وتمتد المسافة أطول بيننا وبين الوطن...ها أنت تقرر الرحيل ، مع أني عرفتك سندباد الحياة، ودمشق زوادتك في الحقيبة..تحتضنها على أمل وتحفظها كياسمينة في كتبك وبين أجفانك....لكنك اليوم..تحلق بجناحي فراشة..وتطير نحو شعاع النور ..تلاحقه حتى منبت الشروق...مترجلاً عن جوادك ...قبل أن تكمل الطريق...كنت تعرف أنه مرير وشائك..وأن مذاقه حنظل وأيامه ليل متواصل.

هل تعبت من السفر معنا؟ ..هل تستمع خلسة لنداء الرفاق الذين سبقوك ..وزغب القطا لم يشبع بعد من أبوتك ، ولم يرويك من محبتة؟ ..أم تعبت من الجري بين فصول القحط العربي؟ هل تعلن خسارة جيلنا وهزيمته أمام حصار الاستبداد؟ ..مازالت خطانا مثقلة تخب بأعباء الماضي ...محملة بأتربة الفكر وغبار الوهم ..وفضاء الضباب...مازالت أيدينا تحمل أصفاد التاريخ وخطوط الحاضر بألوانها المتقلبة حسب مزاجية العنف السياسي... مازال بيتنا الكبير مريضا يحتاج لبراعتك في العلاج ...فلماذا أعلنت تخليك عنا..وفضلت التوحد في الرحلة ؟
كل مساعي العلم فشلت بإقناعك، وكل محاولاتك تصديقها..خابت..كل فوانيسنا المعلقة فوق جدران المعابد وصوامع النساك.أطفأتها ريح البحر والمرض اللعين... وأعلنت التجارب إفلاسها وعجزها...

أبا رشا... هل لنا أن نستبقيك؟ فقد أعلنت الذهاب وضجرت الحضور بين أموات يدبون على الأرض
كثيري الصخب وسريعي العطب... ..
لا أملك إلا أن أقول لك اذهب...وطوبى لرياح الشتاء وأمطارها القادرة على غسل الأحزان والأدران...رغم عجزها عن قتل جراثيم السياسة في الأوطان..

اذهب تحرسك عيون محبتنا... وتنتظرك حلقات من رفاق وأحبة الأمس ....هناك أذرعة تنتظر منك أخبارنا...فلا تبخل عليهم بشرح عجزنا ..ولا تخفي حقيقتنا ..وكيف أضعنا تضحياتهم...وتاجرنا بدمائهم..ومازلنا نلوك ونمضغ فتات قاتليهم ونحمد نعمهم ...أخبرهم أننا أكثر بؤساً مما عرفوا وأضعف حيلة مما يدرون ويحفظون.. وليترحموا علينا...فهم الأحياء ..ونحن من يستحق شفقتهم..
طوبى لك ..وللتراب الذي سيتلقاك ...وطوبى لهم ...يحتفلون بك ...ويغلقون الباب دوننا...لأننا نخونهم في كل يوم...




لا تـــرحل

لا تغمض عينيك طويلاً
فالضوء ...أبيض كالثلج
لا تنم وحدك في عراء الليل
ولا تترك أبالسة النهار يطوفون/
حول مرابع فتوتك وطفولتي
لا تبتعد عن مجرى أحلامك
ولا تحمل معك آلامي
لا تأمن ظلام الريح ولا غبار الأرض
مراكبك المغادرة أبداً
تصدعت أركانها ..عشقاً للبحر
وقمصان شبابك انحلت أزرارها ...في الرحيل
مباركة رياح السفن
مباركة مصابيح السماء
مبارك قمر الغربة
فقد عقدوا معك ميثاق صداقة
ومهرت معهم عقود مصير
تمهل ، لا تطفيء قناديل الوصال
لا تحرق أعشاب الربيع
تمهل ..فأمامك قلوب في الانتظار
وخلفك قلوب في الفجيعة
تمهل ..فقد تركت وطنا ذبيحا
يعيد تشكيل خطاه ..وفوضى رؤاه
يفتح صدور العواصم للريح
يبتكر لغة للحراب
وينصب حناجراً للأحلام
تمهل ..حتى يغادره الغروب
ويعود ربيعه للحقول والدروب
على مرمى حجر منك
جمرة الشرق الصريع
تنتظر جلجلة اليسوع
في عودة التقويم للينبوع
لا ترحل... قبل أن يختفي الرمادي
ويعود للأفق السطوع
لا ترحل ...قبل أن ينتهي القتال
وتنصب أقواس النصر والرجوع

أم رشا ـــ باريس 21/01/2007



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يوجد بين مشايخنا من يشبه ال(Abbé Pièrre
- قصة زواج الفساد ابن بطة من السيدة سلطة
- مقامرة بوش الجديدة في العراق
- أخبار طازجة من إعداد وبرمجة المطبخ العربي الحديث!
- عدالة نموذجية!
- خطورة الدور الإيراني في المنطقة على اوضاع العربية
- نحن والتغيير
- بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن
- هل هو النقد ياسيد جمال الغيطاني، أم الجهل والحسد؟
- نداء من أجل إطلاق سراح الشباب المعتقل في السجون السورية
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية ن ...
- نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك
- المرأة ستكون صانعة القرارات الدولية في المستقبل القريب
- يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟
- الموت العربي الرخيص
- أين أقف؟
- في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن
- المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة
- العراق بين المحتل والوطني!
- بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلورنس غزلان - حوار مع أبي رشا قبل الرحيل