أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - عدالة نموذجية!















المزيد.....

عدالة نموذجية!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اختلفنا مع صدام ونهجه طوال حكمه العراق، ونختلف مع أمثاله من الديكتاتوريات عربية كانت أم غير عربية، وهذا من بديهيات العمل السياسي والموقف المبدئي من حقوق الشعوب وحرياتها، وربما يكون الفرح قد دغدغنا حين سقط تمثال صدام المرفوع في بغداد كأيقونة مقدسة، رغم حزننا الشديد على هشاشة السقوط لهذه العاصمة العربية ورغم رعبنا من القادم على أيدي أبناء العم سام بخوذاتهم المبرقعة ودباباتهم ، التي حملت معها معارضة حلمت بالتغيير ووعدت الشعب العراقي بتحقيق الحلم، وطلبت منه الصبر قليلا حتى ينتهوا من آثار( التبعيث)!!..
لكن ما جاء به المغَيرون وأعوانهم الأمريكيون، ضرب مقاييسا لا يمكن للإنسانية جمعاء أن تنساها، وستظل علما وتاريخا ودروسا تتعلمه الأجيال القادمة كمثال على الهمجية ، وانعدام العقلانية والوعي السياسي وتجيير السياسة لمصالح محض مذهبية وعشائرية، تنصاع وتنقاد للشيخ والملا ...للإمام والسيد...قبل أن تأتمر بنظام داخلي لحزب سياسي، فقد جاءوا لتغيير التطييف السياسي بوحدة تقوم على أساس الانتماء للوطن، وتسلموا وطناً موحدا نوعا ما..رغم كل المآخذ ...لكنهم فقدوا إلى غير رجعة وأمل في العودة للصواب بوصلة الاتجاه الصحيح، فقسموا البلد الموحد إلى شيع ودويلات وطوائف وعشائر تنتمي للزعيم والشيخ وللمافيات والميليشيات..
بل وأثبتوا في حقيقة الأمر أنهم ورثة صدام وخير خلف لذاك السلف، وهاهو يموت على أيديهم ضاحكا هازئا من سخرية القدر وفرحا من قدرة ثقافته على الرسوخ والتجذر..فقد أعدموه بطريقة أكثر بشاعة مما كان يفعل مع معارضيه، فما هو التغيير الطاريء على العراق؟؟؟!!

بنفس المنطق وبنفس الأسلوب وتحت ظل الاحتلال الأمريكي حاكموه وبمحاكمة لا ينطبق عليها العدل ولا تتسم بالعدالة....أولا كونها في ظل الاحتلال، وثانيا لأنها اعتمدت على بعض التهم والقضايا ، التي من الواجب أن يحاكم صدام عليها، واختصرت جميعها في قضية الدجيل فقط!!! وكأنه لم يكن هناك لا حلبجة ولا الأنفال ولا غيرها وغيرها...وثالثا..أن السيد المالكي أصر على توقيتها في اليوم الأول من عيد الأضحى وكأني به يقول أن صدام خروف العيد وقربانه لأسياد يحتفظ بولائهم ليوم آخر !!، وهذه سابقة لم تحدث أبدا منذ عصور بعيدة.. وجاءت لتكرس وتعمق كل ما خفنا ونخاف منه ، ليس على العراق وحده ، بل على المنطقة برمتها.
رابعا..وهذا ما حذرنا منه وسنستمر.. الموقف الإيراني ، الذي التبس مع الأسف على الكثير حتى من الوطنيين العرب بكل أصنافهم.. وقد كشف سيد طهران عن حقيقته وإعدام صدام أزال قناعه الإسلامي الزائف...فأعلنت الأفراح في إيران..وقدم هديته ( البخشيش ) للحكومة العراقية ، " مليار دولار " ، كما قدم مثيلها منذ أيام فقط لشراء حماس بمقدار تافه .." 150 مليون دولار "، لا نعرف مقدار المكافأة التي سيحظى بها النظام السوري وحزب الله بعد؟!.
خاصة أنه وردتنا أنباء من دمشق تقول: أن العراقيين هناك فتحوا سرادقا للعزاء بصدام!، تحت سمع وصمت الأمن السوري، وتناقضه الكبير مع ادعاءاته ومقدار محاولاته لتوافقها مع تعاونه وتحالفه الإيراني!!، هذا إن لم يكن تواطئا مدروسا ومسبقا للتقرب من أمريكا والتحالف المستقبلي معها، وإلا ما معنى الإصرار على الحكم بالإعدام وشنقاً؟!!.....أهو الموقف الحضاري؟!

ما الذي أرادوه من هذا التوقيت المتسارع قبل الإعلان القريب عن البدء في الرحيل الأمريكي ولو بشكل متدرج؟...
هل أرادوا إخماد صوت صدام ، قبل أن تتاح له الفرصة العلنية حين سيحاكم على جرائم أخرى ، فيعطي أسماء أو أحداث لن ترضى أمريكا عن كشفها، كما لن ترضى عنها الحكومة العراقية الجديدة، ولا بعض العرب أيضاً؟!!.

كنا نأمل ، أن تفتح صفحة جديدة من صفحات العدالة فوق أي بقعة من أرض المشرق العربي، كنا نأمل أن يستوعب العراقيون معنى الحكم العادل وأن يقيموا محكمة دولية يختار فيها قضاة يتحلون بالنزاهة والمقدرة، وأن يحاكم صدام علنا ويستمع لمحاكمته كل شعوب الأرض، ليكون عبرة لكل ديكتاتور، وألا تتلوث وتتلطخ يد عراقية بدم صدام حتى لا تكون لعنة أو سبة ، أو مجالا للتفرقة والقطيعة بين أبناء العراق، بل يحاكم كمرتكب لجرائم بحق الإنسانية وبحق الشعوب الحالمة بالحرية والديمقراطية والعدالة
فأي عدالة في محاكمة صدام ، وفي إعدامه؟..
الموت والإعدام لا يقرره بشر، ولا تقره محكمة تتصف بالمتحضرة والعادلة....لا يحدد لحظة الموت إنسان بحق إنسان آخر...دعوه ( صدام )، يخدم العراق كل ما تبقى من عمره
ضعوا في عنقه جلجلة واتركوه يكنس شوارع بغداد وأسواقها...دعوه ينظف حدائق الأطفال ، ينشر الخشب ليصنع لعبا للأطفال....كونوا أكبر منه في تسامحكم وعقولكم وعدالتكم، كونوا نموذجا في تحليكم بأخلاق الديمقراطية والعفو ليقتدي بكم جيل العراق والعرب القادم، والذي لم يعرف ولم يتثقف سوى على أيدي القتلة..
كنا نأمل ......أن تكونوا......لكن خيبتنا بكم بالضبط كخيبتنا في كل حكام العرب، ولستم سوى نسخة عنهم...لستم سوى بيادقاً بأيدي الغير ..وهذا يعني أنكم لن تتحكموا بمصائركم ولا بأرواحكم ولا بلحظات الحياة القادمة لكم، ولا بلحظة نهايتكم.

إذن ..هذا ما يدفعنا لفهم حزب الله والسيد لحود والنظام السوري..لأنهم يريدون محكمة صورية ومسخا ، كما هي حال المحكمة العراقية...تخرج عنها أحكاما ترضيهم ، ويعلمون جيدا ، أن الوضع العراقي واللبناني غير قادر ولا يحتمل تشكيل محاكم وطنية دون أن تتحكم بها الأهواء من هذا الطرف أو ذاك،أو يمكن لها أن تتمتع بالاستقلالية والشفافية، وهذا هو سر إصرارهم على رفض المحكمة الدولية واعتبارها تمس بالسيادة الوطنية!!، لكن الغريب في رؤيتهم العوراء أنهم لم يروا هذا الجانب الأشول في المحكمة العراقية واعتبروها تمتع بالمصداقية ـــ وعلى رأي سيد طهران
(أنها لحظة ظفر ونصر )، ويلتقي بهذا التقييم مع السيد أولمرت حين يعتبر أنها أصابت الحق!!!
حين تتفق المصالح والمآرب ، يصبح الاستثناء قانونا والظلم عدلا ...حسب مقاييس المصالح السياسية، والمرارة في الأمر أنها تلتقي مع مصالح من يسمونهم أعداء!!!
لكنها عداوة آنية تخفي وراءها مصالح مشتركة تأتي لاحقا حسب المخطط والبرنامج ودرجات التنفيذ وتوقيتها..

باريس 02/01/2007



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة الدور الإيراني في المنطقة على اوضاع العربية
- نحن والتغيير
- بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن
- هل هو النقد ياسيد جمال الغيطاني، أم الجهل والحسد؟
- نداء من أجل إطلاق سراح الشباب المعتقل في السجون السورية
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية ن ...
- نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك
- المرأة ستكون صانعة القرارات الدولية في المستقبل القريب
- يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟
- الموت العربي الرخيص
- أين أقف؟
- في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن
- المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة
- العراق بين المحتل والوطني!
- بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله
- هل تقرر الانتخابات الأمريكية سياسة المنطقة في شرقنا الأوسط؟
- نعيش دفئاً ونموت اشتعالا
- كيف يرى العرب والمسلمون قضية الاندماج في الغرب؟
- من يقف وراء إشعال الصراع بين حماس وفتح؟
- أسألك ........ لماذا؟


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - عدالة نموذجية!