أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي - فلورنس غزلان - في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية نموذجا














المزيد.....

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية نموذجا


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1747 - 2006 / 11 / 27 - 10:29
المحور: الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي
    


لن أتحدث عن تعرض المرأة للعنف الأسري ، والذي يؤدي لفقدانها حياتها، يكفي القول وحسب تقرير هيئة الأمم، أن امرأة تفقد حياتها كل ثلاثة أيام على يد رجلها( الزوج، الأخ، الأب ، الرفيق..الخ ) .
ولن أتحدث عما تعانيه المرأة من عنف معنوي ومادي يومي ، لكنها تلتزم الصمت غالبا، خوفاً من العار المجتمعي الذي يلاحقها، ولأن الأسرة والمحافظة على كيانها هي غايتها، والرجل يستغل صمتها ليمعن أكثر في إذلالها واستعبادها..مما يؤدي لاستلابها إنسانياً، وأعتقد أن الكثيرين والكثيرات قد تناولوا هذا الموضوع، كما سبق لي وكتبت حوله.
لكني اليوم أختار المرأة العراقية كنموذج لعنف مختلف الصورة والواقع، عنف الشارع وكأن البيت والعمل لا يكفيها!..عنف حالة الحرب والرعب المستمر، الذي تعيشه العراقية ويُفرض عليها، لكن نتائجه تقع فوق رأسها ، لا تشهر المرأة العراقية السلاح بوجه أختها أو زوج جارتها ، أو شقيق صديقتها..ولا تصنع حروبا طائفية تفقدها الزوج ، أو الأخ ، أو الأب..لكنهم يقتلونها ويقتلون زوجها وييتمون أطفالها..وتحمل فيما بعد عبء الأسرة...
ماذا حملت لها الحرب الأهلية، ناهيك عن حروب صدام، والاحتلال الأمريكي؟
إن العراق يعتبر البلد الأول في تعداد الأرامل في العالم اليوم، فهناك أكثر من ثلاثة آلاف أرملة جديدة كل شهر في العراق!!، فمن يعيل الأسرة إذن سواها؟، تستغل جسديا وتستغل اجتماعياً ، ودينيا من رجال العصابات والميليشيات، ويقذف بها إلى متاهات البحث عن لقمة العيش بكل الطرق ..
ضحية على الدوام ، وثمن لخطيئة وقرارات لم يتخذ رأيها فيها، ضحية لعبث مجموعة من حكومات تقرر مصيرها ومصير أطفال العراق ومستقبله..ضحية لبازاراتهم ومساوماتهم...ضحية للعمى وانعدام العقل ، وانغلاق البصيرة والتبصر...في الوقت ، الذي نرفع صوتنا لتنال المرأة العربية حقوقها ومساواتها بقوانين تحترم كيانها وتصون كرامتها وإنسانيتها، وتقدس عطاءاتها وأمومتها..تحترم كفاءاتها وطاقاتها الإبداعية، ولم تكن المرأة العراقية يوماً، بأقل مكانة وشأواً من أختها العربية، بل تعتبر من أكثرهن تطورا وتعلما واستطاعت أن تشق طريقها بثبات وعزيمة ، وحازت على الكثير من المكاسب القانونية لصالحها، سواء قبل أن يتسلم الديكتاتور صدام زمام الحكم ، أو حتى في عهده، رغم تراجع القوانين المخلة بحق المرأة بعد حربه مع إيران، وحربه في الكويت..لكن مايحدث لها اليوم، يفوق كل وصف ويفوق كل قدرة على التصور والتعبير، إنها سجينة البيت ، سجينة المجتمع، سجينة حرب لم تصنعها، سجينة التقليد والعادات والطوائف بكل صورها المشَيِئة للمرأة ، والتي عادت بها إلى عصر الحريم والتحريم والتجريم، وبنفس الوقت جعلت منها مادة للبيع والشراء.. كما أنها مادة لتنفيس الأحقاد والضغائن، وموضوعاً لإسقاطات الفشل الذكوري في معمعة الأحداث وأمام عجز الزوج والأخ في مواجهة الضائقة الاقتصادية، أو فشله الإجتماعي، كما أنها مصدرا لعاره وخوفه من الانتقام، وهناك من يعتبر جسدها مصدرا للاسترزاق، فيرسل بها إلى غياهب المجهول لأنها الحلقة الأضعف في حلقات عملية الخسارة والربح في حرب طاحنة لا وجه لها ولا نهاية سوى خراب البصرة وبغداد ...والعراق كله..
وهل يمكننا أن ننسى حملة الأنفال بحق المرأة الكردية، وكيف اعتبرت نقطة الارتكاز في انتقام صدام من انتفاضة الأكراد، فعمد إلى المرأة كرمز للمساس بشرف الكردي وأرسل بهن إلى المجهول ، والموت البطيء والإذلال !!، ولم يكتف العراقي بما عانته أمه وزوجته وأخته، وها هو يغوص في العمى الفكري، فيمارس القتل بحق أبناء وطنه ، يحرم جاره الحياة انتقاماً لشيخ يودي به إلى التهلكة، أو لإمام يريد أن يربح موقعا جديدا في خارطة الكعكة العراقية...ألا تعيد النظر يا أخي فيما أنت فاعل أو مقدم على فعله؟
ما هي المكاسب ، التي سيحققها التشرذم والتشتت والحرب الأهلية لك؟ هل غدت هويتك المذهبية أقوى من كونك عراقي؟
أتخرج للشارع كي تُيتم عصافيراً لم ينبت ريشها بعد؟ وتُرمل صبية أملت في بناء أسرة وحياة؟ وتنصاع لصرخة زعيم ديني يريد أن يحقق نصرا مزيفا بموتك؟ أتعرف ما تعانيه المرأة في وطنك من خوف ورعب هو قوتها اليومي ووجباتها الترهيبية؟
هل لكم أن تسألوا صبية عراقية عن همومها لتحصيل العلم في المدارس والجامعات، هل يقتصر الهم على متابعة الدروس ؟أم يتعداه في كل يوم وكل لحظة تسير بها في طريق الذهاب والإياب إلى مدرستها وجامعتها؟..ومثلها المرأة العاملة، التي تعيل أسرة أو تضمد جراح أسرة..لم يعد همها منحصرا في العنف الأسري، بل عنف الحياة اليومية والرعب منها، فكل يوم يمر عليها هو نجاة ، وعليها أن تفكر بنجاتها ونجاة من حولها كل دقيقة من دقائق حياتها..إنه عنف مستمر ومتواصل بكل أبعاده وزواياه.
هل تسير في شارع دون أن تشك بهذه السيارة أو ذاك الرجل وتقرأ الخوف في كل الوجوه ، التي تطالعها، لأن الوحش الحقيقي هو الإنسان حين يفتقر لقلب وعقل ، ويصبح مُسَيراً، رغم أنه يعتقد أنه اختار درب القتل والموت، لأنه الأكثر ربحا!..أو لأن السلاح وحمله يشعره برجولة يفتقدها وافتقدها عقودا، ولا يستطيع ممارستها إلا بقتل المرأة والطفل وحرمان الآخر المغاير له بالاسم ونوعية الصلاة وطريقتها!..هل لك رب مختلف اللون عن رب الآخر؟ دعوا الله يضمد جراحكم وكفاكم قتلا ورجما باسم الله الواحد ...
اتقوه في نسائكم وبناتكم وأطفالكم...انه يوم عالمي لمناصرة المرأة ورفع الذل عنها...لكن ذل العراقية
يأتي من أهلها...هل ستجد صيحتي مناصرا؟ ، لأني متيقنة من المناصرات...
لك الصبر يا أختاه ..ولك مني ومن كل امرأة تصبو للحق والحرية وتعيش على الأمل، أن نظل أوفياء لصمودك ومناصرين لنضالاتك وجهودك...

باريس 25/11/2006





#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك
- المرأة ستكون صانعة القرارات الدولية في المستقبل القريب
- يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟
- الموت العربي الرخيص
- أين أقف؟
- في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن
- المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة
- العراق بين المحتل والوطني!
- بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله
- هل تقرر الانتخابات الأمريكية سياسة المنطقة في شرقنا الأوسط؟
- نعيش دفئاً ونموت اشتعالا
- كيف يرى العرب والمسلمون قضية الاندماج في الغرب؟
- من يقف وراء إشعال الصراع بين حماس وفتح؟
- أسألك ........ لماذا؟
- متى تبدأ السعادة الزوجية ومتى تنتهي؟
- كيف نفهم لغة الحوار في بلاد العرب والإسلام؟!
- ليس لي...............وليس لكم
- صرخة في وادي النوم السوري من أجل معتقلي الرأي
- الطوفان يغرقنا ونحن لا نجيد العوم ولا استخدام المجداف
- - النصر الإلهي بدون طيور أبابيل


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي - فلورنس غزلان - في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية نموذجا