أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله














المزيد.....

بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 11:32
المحور: الادب والفن
    


لترحل عن أوجاعي..وتغادر يومي أيها القاتل لكل لحظة فيه...أيها المارق والعابث في زنابق حقلي الكبير ..ونسائم حديقتي الصغيرة..دونك أبواب الجحيم ..مكانك المقدس وبيتك الحقيقي...فدعني مع همومي الثقيلة...وغربتي الطويلة..واذهب بشوكتك النارية ..حيث تجد لك أشقاء في اتعاس البشرية وأحبة يبادلونك الهوية

خذ تكشيرتك العبوس وبسمتك الصفراء..احمل شوكتك النارية..والقها بعيدا ..عن بحيرتي النقية..وينبوعها الصافي...فقبحك الأبدي ..لا يتناسب وحسن ...الأنثى القابعة في جيد العريشة وعلى بساط العشب في راحة الحقل..

أيها الشيطان ...الخالد في رحم الزمن..دونك أبواب أخرى عاشرتك وهادنتك وارتضتك صديقا ورفيقا...دونك نوافذ تعلق بيارقك السوداء..وتنتظر خشونتك ورمادية حضورك..
أيها الصاخب بعنفك القاتل بلهوك...والماكربلغتك...أعرف مقاصدك ومكائدك. ..وترى بصيرتي بيقين...مصائدك.....ثق أني لا أخافك...ولونك الأصفر ريبة وحقداً..لن يقتل الأبيض في قلبي ولا الأحمر في شراييني...
لن تفلح مساعي جنودك ..مهما حفلت بهم طرقات الحي...فكل ما لقنتهم من عظات ودروس..وكل ما علمتهم من لغات ومعاجم... لن تفلح في فك طلاسم الطفولة..وأبداً لن تنطق بلسان الأنوثة في أوردة المرأة فينا..

خذ الشكل الذي تريد...واعتمر ما تهفو نفسك الشيطانية إليه..واحفظ قصائدا ...حالمة وغزلية المقاصد...فكل ما يصدر عنك نباحا...لا طائل ولا جدوى له ...عندي..
عبثا ولدت..وخبثا نشأت..وقهرا ستموت...لن تفلح هنا...فأرض الياسمين حرام عليك...
تنتحل أسماء إلهية، وتغتسل بمياه الندى الدمشقية...تسرق اللقمة من أفواه الجياع في الوطن، وتزني بعفاف العواصم وتاريخها...وتبشر بنزول آياتك الشيطانية..

تعتقد أن لكرومك طعم الدوالي في هضاب اليرموك..وضفاف العاصي...لكنك تنسى أن الحصرم نصيبك والجراد حصادك...فأمة الشام على خبثك عصية..

تعلمت اقتناص الفرص وسرقة الأحلام، وأجدت فنون الاحتيال،جعلت الرعاة ..ذئابا، والقضاة لصوصاً..والحواشي بهلوانات تتراقص على حبال ودك وتلهج بشفاعة اسمك...فهل يشفع الرب لك ولأمثالك؟..

أيمكنك أن تخدعه في نحيبك على ضياع البئر وجفاف الضرع؟ ...أ تستطيع العبور نحو فردوسك المفقود وحلمك الموعود، حين تكشف لله عن خصالك وأفعالك، فالمبصر جعلته أعمى، والموسر جائع، والجاهل خطيبا وفقيها، والسارق سيدا، والخائف المطواع محاربا، والوطن برمته ذليلا...فأي مخرج ..أو مصيدة ستلقى بين يدي الرب في صباح هذا العيد؟
تنتظرك بشائر الشك وتحتفل معك وبك..الأصوات المنكرة...والرب واقف ...يتأمل لحظة بركانه..أنت مدعو اليوم للمثول بين يديه...وعليك أن تجيب وتعترف..عليك أن تنصاع لرب الشعب..ولسانه ..حين يطرق القاضي الرحماني بمطرقة محكمته
قل واعترف...أتعتقد أنك خالد أبدا؟ ..وأن هذا الاستسلام والانصياع ..محبة فيك ولك؟..أما في ضميرك بصيص من نور ...يلهم فيك شيئا من المسؤولية وقليلا من الحكمة، فتنزوي وتعتزل ..وتترك المحراب لأهله وللكفوئين من أهلك؟

لن ينفعك الاستغفار ولا الاعتذار...لن ينصرك ..أتباع الطاغوت ولن يقف معك ..منافقي الوقت وأبناء الساعة..إن لهم لونا في كل يوم..هكذا كنت تعلمهم..وهم تلامذتك..فاحذر..
اسجد في محراب الخراب وصلي في مساجد الفساد ، واذرف دموع التماسيح حزنا على ضحاياك...لكن قلبك المذعور هلعا من انبثاقهم ..ونهضتهم فوق الجراح ومن أقبية العذاب..يسلبك النوم ويحيل ليلك كابوسا متواصلا..خذ أوهامك وارحل ..رفقا بك وبشياطينك ..فربما يأتي عيد لا يعرف الغفران ولا يملك الصفح..
تناديك كلمات الإله..لتتعقل..وتنذرك صيحات الديكة في عيد صومنا الدائم في عهدك المميز!...أن تعلن الندم والتوبة..عل قلوب المستضعفين تتسع وتسامح..
عل بركات الأسياد تغطي على هفواتك وتمرر بعضا من مغالطاتك..فضباب الأحلام في اليقظة سينقشع مع أول شعاع من شمس الحق ونور اليقين..

يا إلهنا الكبير ..في وطننا الصغير تمهل، عند منعطفات أزقتنا وترفق عند انحناءات عجزنا..وترقق عطفا على ضعفنا..لأنا ندرك..أن سحابات الصيف لا تدوم طويلا..وأن يقظة الشعوب ...تمر بمسالك تضيق حتى الاختناق أحيانا...لكن ينابيع الأصالة، لابد أن تتفجر شظايا ماءها العذب وتأخذ كل شوائب التاريخ في مجراها..
نحيي موتانا في عيد صيامنا، ونحيي أحياءنا الأموات فينا..في صومهم المستمر..وغفرانهم الخجول..نحيي طفولتنا البائسة..المنتظرة لأيدينا الكريمة وثقافتنا الجهولة...نحيي شبابنا النائم..وكهولتنا الخائفة وشيخوختنا المقهورة واليائسة.
.فهل نستجدي بعد أملا؟ ، وهل لطقوس أملي هذه ..منفذا إلى قلبك وتشكل مساحة للرؤيا أمام عينيك الرقيبتين؟...هل حقا ستقف منقذا للضائعين والتائهين في بحر أمتنا الخاسرة منذ عقود؟.
أهي لعنة منك حَوَلتها من تيه سيناء لتيه المشرق والمغرب في عروبتنا البائسة؟...هل بات استسقاءنا لرحمتك هي حجرنا الأخير في بحر الزيف والدجل الكبير ؟ هل خسرنا رهاننا على الإنسان فينا، فهرعنا نحو قدرتك اللامرئية علها تريح عذاباتنا وتخفف من حدة نزفنا المتواصل وجوعنا للحرية؟

هل سيستمر العذاب ، ويستمر سقوط الضحايا، ثمنا بخساً لتجار الوطنية، في معابد الجلد ولغة الفقه وحيد الجانب، وألسنة الشوك والخشب ، وأدمغة التخشيب والتخوين؟
هل ستترك الجلاد يعبث طويلا في مقاديرنا ويغتال الزهور والياسمين ويغتصب البراءة والنقاء فينا؟
هل ستفتح آفاق الحب في قلوبنا بيوم كهذا، وتمحو نقطة الكراهية السوداء من قلوبنا التعسة، وتعيد للأزرق نقاءه وللبحر صفاءه ولعيدنا بهجته الشامية؟

إليكم ..أحبتي في المشرق وأشقائي في المغرب...أحمل وردة من قلب لا يعرف سوى المحبة لغة والحوار لسانا...أقدمها لكل من يروم النصر على الذات، وعلى الألم وينشد الحرية وبناء الأوطان لتحقيق حلم أطفالنا وسعادتهم واحتضانهم في بلدان تقيهم شر العوز وشر الحروب وتمنحهم سلاما دائما واعترافا بإنسانيتهم، وبأمهاتهم كمنبع للخليقة ومآل للدفء والسعادة..
وكل عام وأنتم على خير وفرح



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تقرر الانتخابات الأمريكية سياسة المنطقة في شرقنا الأوسط؟
- نعيش دفئاً ونموت اشتعالا
- كيف يرى العرب والمسلمون قضية الاندماج في الغرب؟
- من يقف وراء إشعال الصراع بين حماس وفتح؟
- أسألك ........ لماذا؟
- متى تبدأ السعادة الزوجية ومتى تنتهي؟
- كيف نفهم لغة الحوار في بلاد العرب والإسلام؟!
- ليس لي...............وليس لكم
- صرخة في وادي النوم السوري من أجل معتقلي الرأي
- الطوفان يغرقنا ونحن لا نجيد العوم ولا استخدام المجداف
- - النصر الإلهي بدون طيور أبابيل
- أتعود الإنسانية إلى حروب الأديان وعصور الظلام؟
- نبز العالم أجمع بسلطات من نوع منقرض
- مثل شباط مافي على حكيه رباط- مثل شعبي سوري-
- الحادي عشر من سبتمبر زلزال من صنع البشر لا من الطبيعة
- ماهو دور الشباب في صناعة المستقبل؟
- عالم الأشباح والكوابيس السورية
- المرأة السورية والحجاب
- صارت كبيرة بحجم بيروت
- ما الذي ينتظر المنطقة بعد حرب ال 33 يوماً...حزب الله...سورية ...


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله