أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - مقامرة بوش الجديدة في العراق















المزيد.....

مقامرة بوش الجديدة في العراق


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتظرنا وترقبنا مع العراق فرجاً أو مشروعاً عقلانياً يدرأ بعض الآلام ويجنب العراق مزيداً من الانغماس في حربه الطائفية ، ومزيدا من التفتيت، ويبعد عنه شبح التقسيم، اعتقدنا أن سيد البيت الأبيض "سيخرج الزير من البير"
ورغم اعترافه ببعض الأخطاء المرتكبة أمريكياً في غزو العراق، لكن المراقب يرى ويقرأ أن السيد بوش لم يتعلم درساً من هذه الأخطاء، ولم يستطع حتى الآن قراءة الشخصية العربية عامة والعراقية خاصة، وما إرساله المزيد من القوات( 21500 جندي أمريكي)، إلا عملية عدم اعتراف بالهزيمة ، ومحاولة لتضليل الرأي العام الأمريكي والعالمي بسياسة أقل ما يمكن أن يقال بها ــ طائشة أو مكابرة ــ
لقد غزا السيد بوش العراق بعد أن ترك العملية الأفغانية في منتصف الطريق، وبهذا تمكن بجدارة من نقل الإرهاب من معقله الأفغاني إلى معقل أكثر رحابة وأوسع انتشارا ، بل نكاد نقول أكثر تنوعا، فلم يعد إرهاباً يقتصر على القاعدة وأعوانها، بل اتخذ صورا جديدة ذات بعد طائفي وإثني أيضا.
صرح بوش في خطابه الأخير ، منسحبا من مسؤولية الحرب الدائرة في العراق وملصقا تهمة التخلف في الانتماء وتغلغل جذور الطائفية في المجتمع العراقي منذ القرن السادس الميلادي ــ حسب ادعائه ــ ، ناسياً أو متناسياً أن شعار غزوه للعراق جاء ليحمل إليه الحرية والديمقراطية وليجعل منه مثالا يحتذى في المنطقة!، فهل يعني أنه لم يقرأ التاريخ العراقي وتنوعه الطائفي ومع هذا ارتكب الأخطاء الفادحة ، التي ساهمت بتعميق ما يعزيه للجذور التاريخية من خلال تعاونه مع معارضة تحتويها إيران وقبوله بالدعم الإيراني في القضاء على طالبان والقاعدة في أفغانستان ، ثم تقديمه لإيران كل التسهيلات لتدخل وتتمدد بكل ما حلمت به خلال عقود طويلة وجيرة سعت عبر التاريخ للسيطرة عليها ، وهاهو يدرك ما فعلته سياسته العمياء ، معتقدا أنه بمحاولاته إقصاء العراق عن إيران وإنذاره للمالكي، ثم محاولته عزل سورية عن النفوذ الإيراني من خلال محاولات الضغط على إسرائيل لعودتها إلى طاولة المفاوضات ــ حسب تقرير بيكر هاميلتون ــ رغم تحذيره لكلا الدولتين من عدم انصياعه للابتزاز السياسي من قبلهما، وتصوره أن زيادة أعداد الجنود الأمريكيين سيسهل المهمة لتدريب القوات العراقية وتسليمها المواقع والسلطة مما يمهد للانسحاب الأمريكي بصورة أفضل!، ــ وكل هذا حسب الخطة( با) للاستراتيجية البوشية...
ورغم أن بوش يعترف بأنه لم ينتصر ، لكنه لم ينهزم!...ويحرص حسب أقواله على وحدة التراب العراقي..
نسأل بوش : ما الذي حققه من برنامجه في الحرب؟
ــ دخل بحجة أسلحة الدمار الشامل وتهديد السلطة الديكتاتورية لمحيطها وللأمن الدولي!، لكن حجته ثبت أنها خاطئة وفاشلة، بل كذب على مواطنيه ، أو كذبوا عليه مستشاريه ومعاونيه ومراكز الأمن طويلة الباع..وتحول السبب إلى القضاء على الديكتاتورية المتمثلة بصدام حسين، وانطلق الحديث عما ارتكبه من مجازر بحق شعبه، دون أن يتم الحديث عن حربه مع إيران وما جرى فيها ومن خلالها من جرائم بشعة بحق الجنود العراقيين المرسلين للقتال مرغمين، ولم يجر محاسبة صدام عن الأسلحة المستخدمة في هذه الحرب!، لأن السيد بوش وأعوانه يعلمون أنهم على رأس الممولين...
ولهذا تم طمر صدام حسين وطمر المحاكمة والاكتفاء بجزء من التهم دون فتح الباب لتخرج روائح التعاون الأمريكي ودعمه لصدام آنذاك، إن ضد الأكراد أو ضد ثورة الجنوب في البصرة، مما جعل صدام يتمادى أكثر، وحين شكل دخوله الكويت خطرا استراتيجيا على المصلحة الاقتصادية لأمريكا في المنطقة.، ولم نقرأ أو نسمع يوماً بوش وإعلامه يأتي على ذكر الوضع الحقوقي والإنساني لشعوب المنطقة، ولم يؤخذ بعين الإعتبار حقها في الحرية والديمقراطية مثل كل شعوب الأرض، لو أخذنا ادعاء بوش على محمل المصداقية!!..اختلقت كل المبررات للغزو...وهاهي تسقط الحجج وتسقط معها أوراق التوت الأمريكية..
ــ حصرت القوات الأمريكية اهتماماتها بعد الغزو بوزارة النفط، تاركة العبث بكل شؤون الدولة لقطاع الطرق والمرتزقه والميليشيات والمافيات، التي نمت كالفطر على مرأى ومسمع من القوات الأمريكية وبتشجيع منها غالب الأحيان، كما أنها سرحت الجيش العراقي ، والذي يمثل كل فئات وشرائح المجتمع وأطيافه، وهنا بدأ التمزق ، وما نراه اليوم ..أن أمريكا لم تنتصر ولن تنتصر...وكذلك الميليشيات المتحاربة ، ليس بينها منتصر، فلا القاعدة يمكنها الانتصار ، ولا قوات بدر أو المهدي..وحتى قوات الشرطة ، التي يتغلغل بداخلها مختلف أنواع الميليشيات...والمالكي يمثل أحد طواقم الطائفية وينتمي لحزب الدعوة، فكيف يمكن له أن يجعل الانتماء للوطن هو السائد؟
ــ في واقع الأمر المستفيد الأكبر من الأوضاع العراقية اليوم، هي إيران،ودخول المزيد من القوات الأمريكية يساعدها على حصد مكاسب أكبر على الأرض العراقية، رغم أنها لن تتمكن أيضا من الحصول على الأمان بوجود بوارج حربية قرب سواحلها، كما يمكن للحرب الطائفية والاثنية الدائرة في العراق، أن يمتد أوارها ويصل إلى إيران ، والانسحاب الأمريكي دون تحقيق بعض الخطوات نحو الهدوء والاستقرار سيجعل إيران بالذات في مواجهة حرب طائفية مع الإرهاب الآخر( القاعدة)، ويمكنه أن يجر بويلاته إلى تصاعد العنف بينها وبين جاراتها من دول الخليج، ــ وهي التي عملت على الدوام أن تحارب فوق أرض الغير، كما فعلت وتفعل في لبنان ( ولم ننس ما قاله خامنئي بعد) ، حين أكد" إننا سننتصر على إسرائيل وأمريكا في لبنان"!.
هل نستدل من خطاب بوش وتهديده لإيران ، بأنه سيتركها وهذه الأقدار حين ينسحب؟
لكن بوش يعلم أن انسحابه يعني هزيمة وكارثة، رغم الاعتقاد السائد في الكونجرس وفي المجتمع الأمريكي ككل ، بأن إرسال القوات الجديدة لن يحقق سوى المزيد من الكوارث، وخاصة أن بوش لم يأخذ بنصائح تقرير هاميلتون ــ بيكر، ويقف بوجهه الديمقراطيون والكثير من الجمهوريين أيضا، إما يبدون امتعاضهم، أو يعبرون علنا عن قلقهم وتخوفهم إلى جانب شكوكهم، والبعض يوجه انتقادات شبيهة بانتقادات الديمقراطيين،.
على ماذا ومن يراهن بوش إذن؟
إن كان يعترف أن المزيد من هذه القوات لن يحقق النصر على الحرب الأهلية، ولن يعيد استتباب الأمن وعودة المهجرين طائفيا ، أو إعادة توطينهم والتعويض عليهم، ولن يستطيع الهدوء البوسني أن يصبح عراقياً، ثم إنه طلب من الدول العربية المسماة( معتدلة)، أن تقف إلى جانب الاجتياح أو تصمت عليه على أقل تقدير، رغم ما تجنيه اليوم من مخاوف على دولها وأنظمتها وعلى المنطقة ككل، وهاهو اليوم يطالبها بدعم دولة المالكي لتقف على قدميها ولتدعم التوجه الأمريكي في حربه ضد الإرهاب، ولم يقرأ بوش مصالحها وأمنها حين غزا العراق وساهم في تفتيته وتكريس التطييف القائم وتعميق مظاهره، كما لم يسع إلى ربط مصالح شعوب المنطقة وحقوقها الإنسانية، ولم ير إلا مصلحة أمريكا وسيادتها، وكذلك مصلحة حليفته الأولى إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني وتقتيله، ويضع مصلحة العراق بالدرجة الأولى وأمام كل قضايا المنطقة وترابطها، وذلك يعود للشعور بمرارة الخيبة والخوف من تكرار العار الفيتنامي لأمريكا على يديه عراقياً، دون أن يضع في حسابه أن العراق لن يبنى ويعود إلا بأيد أبنائه، حين تتاح له الفرصة بحكومة بعيدة عن الطائفية، وحين تقوم قبل كل شيء بحل شامل للميليشيات، وتنظف بشكل دقيق الفساد في الوزارات ، وتتخذ موقفا جادا وحادا من النفوذ الإيراني في العراق، وتحقق للوطن والشعب سيادته وحريته، مع الانسحاب الأمريكي ، ويكتفي بوش بالدعم الاقتصادي والمادي لبناء العراق من جديد مع مساعدة الدول الأوربية والعربية ليخرج العراق إلى طور النقاهة ، ولو أن هذا يحمل الحلم أكبر من الواقع، ضمن تشابك الأحداث وتعقيد القضايا، لا ننكر أن العراق يتحمل مسؤولية كبرى هو الآخر ، ولا نلقي بكل التهم على رأس الولايات المتحدة، فالنظام العراقي من علاوي إلى المالكي لم يحققا للعراق سوى العمل على إغراقه في مستنقع دموي...
لكن بنفس الوقت لا يمكننا إلا أن نرى في القوات الجديدة نوع من أنواع المقامرة يرتكبها بوش بحق أبناء بلده أولا وبحق العراق والمنطقة ثانيا، وتعنته هذا أشبه بتعنت الراحل صدام حسين، والخاسر الأكبر في هذه الحرب هو الشعب العراقي، والمنطقة من ورائه.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخبار طازجة من إعداد وبرمجة المطبخ العربي الحديث!
- عدالة نموذجية!
- خطورة الدور الإيراني في المنطقة على اوضاع العربية
- نحن والتغيير
- بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن
- هل هو النقد ياسيد جمال الغيطاني، أم الجهل والحسد؟
- نداء من أجل إطلاق سراح الشباب المعتقل في السجون السورية
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية ن ...
- نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك
- المرأة ستكون صانعة القرارات الدولية في المستقبل القريب
- يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟
- الموت العربي الرخيص
- أين أقف؟
- في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن
- المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة
- العراق بين المحتل والوطني!
- بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله
- هل تقرر الانتخابات الأمريكية سياسة المنطقة في شرقنا الأوسط؟
- نعيش دفئاً ونموت اشتعالا
- كيف يرى العرب والمسلمون قضية الاندماج في الغرب؟


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - مقامرة بوش الجديدة في العراق