أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - أحمد الجولاني: الوجه المحلّي لمشروع تكفيري اقليمي














المزيد.....

أحمد الجولاني: الوجه المحلّي لمشروع تكفيري اقليمي


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم السياسة الدموية، حيث تختلط الأقنعة بالوجوه وتتقاطع المصالح مع الجثث، يبرز اسم "أحمد الجولاني" – أو أحمد الشرع – كأحد أبرز الأدوات التخريبية في المشهدين السوري والعراقي، لا بوصفه قائداً ميدانياً، بل كمنتج استخباراتي مخصص لمهمات سوداء في ساحات ممزقة... ؛ و وصفه بالوجه المحلي في عنوان المقالة اعلاه , من باب المجاز وليس الحقيقة , فلا يوجد دليل واحد على سوريته ؟!
# صناعة الجولاني: من "الرمادي" إلى غرف العمليات الدولية
الجولاني لم يأتِ من فراغ. إنه خريج مرحلة "الارتطام الكبير" الذي شهدته المنطقة بعد الغزو الأميركي للعراق، مروراً بالحرب السورية، ووصولاً إلى مرحلة تصفية الحسابات الإقليمية... ؛ فلا هو ابن بيئة جهادية حقيقية، ولا حامل مشروع فكري، بل عنصر طُبع على عجل في ورشات التزوير الاستراتيجي ومصانع انتاج القادة والعملاء ، ثم أُطلق في أرض الصراع ككائن وظيفي.
فهو ليس سوى واجهة عربية محلية لمشروع يستهدف المكوّن الشيعي في منطقة الشرق الاوسط فضلا عن تنفيذ الاجندات التركية والاسرائيلية والامريكية ، ويحاول تقويض صلابة الحشد الشعبي في العراق، والمقاومة في لبنان، والعلوية في سوريا، عبر تخطيط إرهابي مدروس بواجهة خطابية براقة , ودعم اعلامي واسناد سياسي .
# الدم كوسيلة: الطائفية كسلاح
لا يمكن فصل مسيرة الجولاني عن الدم الطائفي... ؛ فمن عمليات استهداف العراقيين بالمفخخات والاحزمة الناسفة والذبح على الهوية الى مجازر ريف إدلب، إلى استهداف شيعة نبل والزهراء... ؛ ومن الهجوم على بلدات جنوب حلب، إلى إرسال خلايا ارهابية إلى البادية السورية... ؛ ثم العمل على ابادة الشيعة والعلوية في حمص وحماة والساحل واللاذقية ؛ حتى وصل الامر بعصابات الجولاني الى تنفيذ اكبر جريمة بيئية في تاريخ سوريا المعاصر , اذ حرقوا غابات الساحل واحالوا مزارع وبساتين اللاذقية الى حطام تذروه الرياح ... الخ ؛ يشتغل الرجل على مشروع واحد: استنزاف المحور الشيعي، بالوكالة عن أطراف لم تعد تخفي رغبتها في تفتيت الجغرافيا الطائفية ومحاربة الشيعة في كل مكان .
ولا اقول ان الجولاني ومن لف لفه " يكره الشيعة أكثر من "إسرائيل" لأنه يحبها فعلا وهو صنيعتها ؛ بل انه : يكره الشيعة أكثر من أي شيء اخر على وجه المعمورة ... ؛ لذا تراه يقاتل محور المقاومة والشيعة أكثر من خصومه التكفيريين، متماهياً مع خطاب يوفّر لأعداء العراق وسوريا ولبنان وايران مبرراً دائماً لتأجيج الصراع الداخلي والطائفي .
# العراق في مرمى الجولاني
الأكثر خطورة، أن تحركات الجولاني لا تتوقف على الداخل السوري فحسب ؛ فالعراق دائماً على جدول أعماله... ؛ وقد ارسل الجولاني فضلا عن اعوانه ومرتزقته رسائل مبطنة عبر منابر إعلامية، يلوّح بالتنديد بالتجربة الديمقراطية العراقية والشعائر الحسينية تارة , و بالتمدد نحو العراق والتصدي للحشد تارة اخرى ، ويُشتبه بتواصله مع خلايا نائمة على الحدود الغربية، في استغلال صريح للفراغ الأمني والتراخي السياسي في بعض المناطق العراقية ... .
فما حكومة الجولاني والتي تدعى كذبا و زورا بالحكومة الوطنية او "حكومة الإنقاذ" و التابعة لمجرمي الحركات والفصائل الارهابية الاجنبية والتي يشرف عليها الاتراك والامريكان والصهاينة ؛ الا كذبة إعلامية ؛ هدفها التسلل إلى الخطاب الدولي، وشرعنة مشروع هيمنة داخل سوريا قد يُصدّر لاحقاً إلى العراق بلباس مدني مزيف ؛ وقد يصطدم مع شيعة لبنان ويحرض الداخل اللبناني على الاقتتال الطائفي .
# خطاب مزدوج... وظيفي
خطاب الجولاني مليء بالمفارقات والتناقضات والتهافت ... ؛ اذ يتحدث عن "الحرية"، وهو سجّان آلاف المدنيين في إدلب... ؛ و يتغنى بـ"الشرعية الثورية"، بينما يأتمر بأوامر مشغّليه في غرف سوداء خارجية ومعروفة للقاصي والداني ... ؛ و يدّعي الاستقلال، لكنه يلتزم بصمت مريب أمام التمدد الاسرائيلي فضلا عن القواعد التركية – والأميركية أحياناً – في محيط نفوذه.
باختصار شديد : الجولاني ممثل محترف في مسرحية قذرة ، لا يهمه الدين ولا الأمة ولا الثورة ولا سوريا ، بل البقاء في مسرح الدم حتى آخر فصل... ؛ فهو ليس سوى أداة تُحرّكها أصابع خفية لتحقيق مشروع تكفيري – صهيوني – استراتيجي في آنٍ واحد... ؛ وتسلمه للحكم وتبوؤه كرسي السلطة في سوريا ما هو إلا تمهيد لحراك أوسع ، قد يمتد إلى العراق ولبنان وعموم المنطقة، إذا لم تتم مواجهته بالوعي، والمعلومة، والتحصين الأمني والإعلامي.
إن أخطر ما يواجه العراق اليوم ليس عدواً واضحاً بلباس جندي اجنبي ، بل خصماً خبيثاً تكفيريا بوجه عربي ولسان ديني... ؛ كالجولاني وأمثاله من بيادق الخراب وادوات العمالة والخيانة .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الدوني... وين وجهك؟!- .. وجهك في قعر الخيانة، وذيلك في كف ا ...
- سياحة الموت.. التعتيم الحكومي وضحايا الارهاب السوري
- الضمير: الملاك الساقط أم الجلاد الخفي ؟ .. قراءة فلسفية ونفس ...
- الزمنُ حين يختبئ في جيب المعنى
- لا تطرق أبواب الماضي.. فإنها لا تفتح
- ندوب القدر وثارات الغدر
- فلسفة البساطة في زمن الازدحام النفسي
- سطوة المال في عالم السياسة والانتخابات
- أعداء الداخل وتفكيك الخديعة: قراءة فكرية في الطائفية السياسي ...
- لا تُضيء في الظلام... ما لم تكن مستعدًا للنجاة من الحريق
- الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (5)
- الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (4)
- الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (3)
- الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (2)
- الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (1)
- العراق أولاً: الوطنية كميزان للعلاقات الخارجية والانتماء الح ...
- الهوية العراقية بين التعدد والتماسك
- الجولاني: عميل بصيغة -ثائر-.. من سجون الاحتلال إلى حضن الاست ...
- أنت لستَ فاهمًا، ولا أنا جاهلٌ
- معاداة الشيعة.. عقدة مستعصية و عداء بلا منطق و-إيران- مجرد ذ ...


المزيد.....




- سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
- استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاملة وإنهاء ...
- رويترز: الكونغو ستوقع بالدوحة اتفاق لإنهاء القتال مع المتمرد ...
- أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحية
- صاروخ يمني يربك إسرائيل: تعليق الملاحة في مطار -بن غوريون- و ...
- الأمين العام لحزب الله يُحذّر من -ثلاث مخاطر- ويؤكد: جاهزون ...
- انتهاكات بحق العشائر البدوية في السويداء بعد اتفاق انسحاب ال ...
- بعد تشخيص مرضه.. 3 تغييرات منتظرة في نمط حياة ترامب
- تفاؤل أميركي بقرب التوصل لاتفاق بشأن غزة
- موسكو توقف مسافرة أميركية روسية بسبب مسدس في حقيبتها


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - أحمد الجولاني: الوجه المحلّي لمشروع تكفيري اقليمي