أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحيم اغا - خطوة اخرى باتجاه الشعر














المزيد.....

خطوة اخرى باتجاه الشعر


سمير عبد الرحيم اغا

الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 14:44
المحور: الادب والفن
    


قراءة في نصوص الشاعر حمزة الطائي " فضفضة الاشياء
سمير اغا

يقدم الشاعر الشاب ( حمزة الطائي ) نصوصا شعرية تفصح عن ابداعها ابتداء من العنوان ، لذا انفرد الديوان بعتبة عنوان واضح( فضفضة الاشياء ) ... يعتمد على البوح والانفتاح على القارئ، واثارة دهشته و تفاعله مع موجات النص .
ربنا تعنينا مفردة ( فصفصة ) على نوع البوح الذي عالجه الشاعر بوصفه ( جملة العنوان ) الاشياء التي يفتح فيها الشاعر مشاهد النصوص من قبل ( نوافذ ، قبعات ، اسلحة ، معاطف ، اكواب ، اشجار ، ساعات ، اقلام ، دوائر ، مصابيح ، كراسي، شموع ، حقائب ، شوارع ... الح )
كما تتجلى نصوص الشاعر ( حمزة الطائي ) بالوضوح والمباشرة : بعيدة عن الرموز والالغاز ... تهفو اليها النفس ، وتتميز بألفاظ وتراكيب نثرية تشد القارئ بأفكار تتجمع وتتمحور حول الاشياء وتفاصيل تكوينها . هي الحياة التي تتحرى عن ذاتها ، ويمكن وصف لغته بالسهل الممتنع ، فهو يلتزم بالمعاني ذلت الدلالات العميقة " الستر العسكرية / اشجع من في المعركة / تستشهد قبل الجنود" التي تأخذ القارئ الى فضاءات متخيلة وتقترب نهايات نصوصه من الدهشة او هي قصص قصيرة جدا :
تلدغ المواعيد /عقارب الساعة " بأسلوب سردي بعيد عن الترهل ، وهي الومضة كما يطلق عليها التي استوفي شروط شاعريتها .
نوافذ
ولا اعتى العواصف
تزحزحها عن مكانها
خصوصا
اذا كانت مغلقة
وحده النور
يخترق قلبها بكل هدوء .... ص 13
قصيدة في داخلها ( 11) مقطع .. تتجلى في فضفضة النوافذ بأسلوب الومضة وهو الموضوع العام في النصوص ، حيث تجسد في معاني مباشرة فيها ، وفي الصيغ الإنشائية للعبارات المنطوية على ذلك الوضوح والمباشرة:
" ذلك الوضوح /الذي امتازت به / كان نقمة عليها / عرضها للتجاهل المستمر / كآتها غير موجودة " .. ص 13
البيدق الذي يهرب من المعركة / ويلازم الملك / بحجة الدفاع عنه / هو الاوفر حظا / بمنصب الوزير لاحقا ... ص 77
وفي مقطع اخر يقول :
تحفظ كل حكايات العصافير
ينقصها فقط
ان تطير معهم
لتشاركهم المغامرات ... ص 13
وفي مقطع اخر يقول :
على كثرة اختلاطها بالعصافير
تعلمت لغتهم الزقزقة
لكنها لم تتفن اللكنة
فيبدوا صريرا............... ص 15
نص مباشر سردي ، والتي تطفو غالبا على الصور الشائعة في المعنى ، وهذه الثيمة الشائعة حيث تعتري معظم نصوصه ، وعلى نسب متباينة ، حينا تسيطر على النص كله وحينا اخر ، تتخللها في ابيات تطول او تقصر ، وفي احيان اخرى يعبر الشاعر "حمزة الطائي " في مجاز الرؤيا ، تلك الرؤية الواقعية فيما وراء جدار الحس والعقل والفهم والتقرير ، ويبدع في تشكيل الصور المكثفة النائية الجميلة التي لم تخطر له حتى في اشد احواله ، ذاك ان ( حمزة الطائي ) ربما يفتقد شخصية الناظم والشاعر معا ، كان همه يقتصر على التعبير الفعلي الصادق وكيفما تيسر له الامر يكتب النص ،
لكل قبعة / وظيفتها في الحياة / لكن مع ذلك / القبعة التي تحمي من الشمس / ليست كالقبعة التب تحمي من الرصاص / وليست كالقبعة التي لا تحمي من شيء / صيحة موضة فقط / ص 19
شجاعة جدا
اخر ما يختبئ من الجنود
الخوذة ............ ص 17
اعظم الهدايا
لا تقدر غالبا
ماء العين مثلا .. ص 62
في قصيدة ابجدية التي تتكون من (11 ) مقطع يقول الشاعر :
لا
اللام اقل شجاعة
من ان بقول لا بمفرده!
.......................
الراء
الذي كان مع الخبر
صار مع" الشر "
افسده صديق السوء
الشين
......................
لبتني لام وانت الف
فاحرض الناس على بعضها
واحضنك ب "لا "
هكذا تتغزل الحروف ببعضها ... ص 8

يوظف الشاعر حمزة الطائي حروف الابجدية في هذا النص مختزلا فيها كتاب الحياة ومعالم الاشياء ، يستعيد عالم الحروف ، اشياء تفضفض ما هو اقصى من مداها الطبيعي ، تتسم بشيء من الصفاء ، والطفولة تتراءى في ذاكرة الشاعر بأشكالها وظلالها .
ويقول الشاعر في نصوص " نجوم " التي تتكون من ( 13) مقطع او ومضة : ص 52
اكثر ما يستفز النجوم
ان يلقب المنحطين باسمها
نجمة ...نجم
...................
تترجل عن السماء
لتنام على كتفه
كتفه امن من السماء
الضابط المخلص
..............
سبعون عاما
والحروب مندلعة :
للنجمة
خمسة رؤوس
ام ستة
بعض التفاصيل مهمة جدا ........ ص 54
.............................
تتجلى صور النجوم في ومضات وسردية عالية من فضفضة وانفعالات ومشاهد تتداخل وتومض دون ان تصرح بذاتها ، انها حالة عامة بانتهاء الأشياء ، صور تخفي ورائها عناء الانسان والاهمال الذي يلقاه في الحياة ، وبحكم تجربة الشاعر الشاب حمزة الطائي ( هذا الديوان الثاني له ) وبحكم الوفرة الكمية للشعر في العراق فان المشكلة هنا في نماذج التقليد.
اخيرا ان فصفصة اشياء " حمزة الطائي " الصادرة عن ( دار ماشكي للطباعة والنشر في الموصل 2023) فضفضة مشوبة بالجمال والتنوع و ها هو يضع بين يدي القارئ كتابا جديدا يبشر بنبض الادب الشعري ، وقصائد مألوفة لدى المتلقي .لقد نجح حمزة الطائي في ان يقدم نصوصا تستحق الدراسة والاهتمام .ونجح في ان ينسج صورة اخرى .... باتجاه مشهد الشعر وباتجاه مسار الضوء .نتمنى ان يتحقق حلم الشاعر ، فهو مسكون به ومؤرق بشروط تحقيقه واول هذه الشروط ، التضحية على نحو ما نرى في قصيدة الولادة .
........................................................................



#سمير_عبد_الرحيم_اغا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لون الصبح في هالة مظلمة
- عزف منفرد خارج الجوف
- امير الحلاج ....... كف تلوح لكلمات في الدخان تحولات المعنى و ...
- قراءة في وهج (جدار مر )
- مرويات جابر السوداني الشعرية
- قراءة في مرويات جابر السوداني الشعرية
- فضاء المكان ورمزية اللون تجليات المشهد الشعري في - ليل سمين ...
- قصص اطفال / الجزء الثاني
- قصص اطفال / الجزء الاول
- لاتدع الاطفال يرقدون
- لاتسبق ريح الحب
- لاتغلق الهاتف
- حزينة
- قصص بطعم البرتقال
- لاتبتعد كثيرا
- لاتسرع في سيرك
- طبية وعامل
- ازهار جامعية بيضاء
- انا ونبيل وسؤدد
- سيرة ذاتية


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر الشاعر القتيل محمود البريكان
- -سرقتُ منهم كل أسرارهم-.. كتاب يكشف خفايا 20 مخرجاً عالمياً ...
- الرئيس يستقبل رئيس مكتب الممثلية الكندية لدى فلسطين
- كتاب -عربية القرآن-: منهج جديد لتعليم اللغة العربية عبر النص ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين
- إبراهيم نصر الله يفوز بجائزة نيستاد العالمية للأدب
- وفاة الممثل المغربي عبد القادر مطاع عن سن ناهزت 85 سنة
- الرئيس الإسرائيلي لنائب ترامب: يجب أن نقدم الأمل للمنطقة ولإ ...
- إسبانيا تصدر طابعًا بريديًا تكريمًا لأول مصارع ثيران عربي في ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحيم اغا - خطوة اخرى باتجاه الشعر