أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحيم اغا - ازهار جامعية بيضاء















المزيد.....



ازهار جامعية بيضاء


سمير عبد الرحيم اغا

الحوار المتمدن-العدد: 6405 - 2019 / 11 / 11 - 17:37
المحور: الادب والفن
    



حسن يحب سوزان, لا ندري إيهما اكثر حبا, لا يسال : من أنت ..? ومن أنا ..? حسن وسوزان, القرية. المدينة . كل شيء جميل في الكلية بهذا الحب ، في السنة الثانية قالت : ـ نتزوج قال حسن : .. لا ـ ـ إنا أفقر منك وأنت غنية بمالك في الصف الثالث قالت :
ولكني احبك يا حسن ! قال لها :
المستوى الاجتماعي يقف سد بيننا ـ سنتزوج ـ لن يقبل اهلك ،
في الصف الرابع قال :
احبك ... ـ تقدم لي شخص للزواج ... قال لها : ـ والفارق الاجتماعي ماذا افعل به ـ ارميه جانبا ، يكبر جبل الفوارق والعوائق بين حسن وسوزان ... تكثر الأسئلة .. أنا .. أنت ـ تقول : يكفيني الحب يقول لها : انت مشروع حبي للزمن الآتي ؟
سنتخرج غدا قال : أريد أن أنساك ـ قالت : احبك .... يفكر بها في كل يوم, وتفكر به, بعد التخرج تقول :
- لم يعد أمامنا متسع للتفكير ..؟
.. يفترق حسن وسوزان ,تفترق المدينة والقرية ويموت كل شيء .







تقليد

مزاج زميلي داود دائما يحب أن يقلد كل شيء, يقضي يومه في لبس ملابس الغرب, ولم يكن يستطيع أن يفهم معنى هذه الملابس أو التقليد , نزهته الوحيدة سماع الموسيقى في "الكافتيريا" وسخافات بعض الطلبة وسخرياتهم , يثير عاصفة من الجدال, لسوء حظي .. أنني اعرفه منذ كنا في الإعدادية.. , واليوم دخلنا الكلية . أراد أن يغير نفسه .. بل أراد أن يغير صورته .. أنا اعرف عائلته .. فقير الحال, حقق املا يقدر انه سيحققه في يوم من الايام, ما استطعت يوما واحدا ان اتقبل فكرة صورته, كان يكفيه ان يفكر في حاله اكثر مما يفكر غياباته, قلت له : ـ عش كما أنت .. لا تلغ وجودك
أناديه فلا يرد قال : لا يهم أنا أغير ملابسي وشكلي حسب مزاجي أقول له: ـ " لا تحاول ان تجعل ملابسك اغلى شيء فيك حتى لا تجد نفسك يوما ارخص ما ترتديه " . لكنه يتمادى في التحدي منتشينا بالتقليد والنصر كما يسميه, تنطلق ملاحمه بالرضا, وبدا لي صغيرا تافها .









درس قاس آخر


ما اعتقدت وأنا ذاهب إلى الكلية. ان اجد زميلتي انتصار واقفة أمامي في رواق الجامعة , تبدوا كأنها تنتظرني ..انا لا اعرف, لم هي واقفة هنا اما هي فما ظنت انها ستخفي ارتباكها ..., اقتربت منها فرمقتني بنظرة ابتسامة ليس هذا ما تمنيت ان تقوله : ـ هل قرأت جيدا لامتحان المحاسبة اليوم ..? فاجأتني بطلبها.. لم يخطر ببالي أن أجد طالبة تطلب مني هذا الطلب قلت لها بهدوء ... بل تعجبت : ـ لماذا .. هل تريدين شيئا مني ? قالت: أريد ان تساعدني في امتحان اليوم .. فانا لم ادرس قلت لها بأسف : أنا لم اقرأ أيضا ولم استعد جيدا . ذهبت إلى زملائي وتركتها بعيدا, لم اعرف بعدها ماذا فعلت ??? تأسفت ... ندمت لأنها طلبت مني ذلك ... و لم أسعف طلبها ? خمنت هل كانت تعتمد علي اليوم في هذا الامتحان لكي أراجع معها .لم تجد ما ترد به .... ما كان من اللائق ان اقول لها ذلك .. خطيت خطوات بعيدة عنها, متأسفا, أنا اعرفها إنها طالبة مجتهدة مواظبة على الدوام, وحتى في الامتحانات اليومية .. في قراره نفسي حزنت كثيرا , ندمت أكثر, تألمت لأنني ? ماذا كان ينقصني ? كان على الأقل أن استعد بصورة تليق بي, حتى افتخر بين زملائي وزميلاتي , وهل هناك أكثر من ذلك فخر, عجبت وانا اراها ترتجل تلك الكلمة, ولكن الله شاء أن أبقى وحيدا .. كان ذلك درسا قاسيا وأثره لاذعا.. بقي مستقرا في نفسي شديد الألم ... لأنني كنت مقصرا ... حتى العصفور فر من نافذتي ولم يعد يسال عني .


نظام "العبور"


بسرعة البرق انتشر خبر في الكلية يقول .. أن نظام العبور سيلغى ضمن مشروع السنة القادمة .. في لحظة يصبح الخبر حديث الطلبة في السر والعلن ... يطير كالعصفور إلى كليات العلوم والآداب والتربية في مجمع الجامعة, قال احد الطلاب : − كليتنا تسير بهذا النظام منذ تأسيسها , والطلبة راضين به, ثم قال آخر : − كل الطلبة يرونه مساعدة لهم . رد آخر : − وما الضير من بقاءه .. وهو لا يؤثر على المستوى الدراسي − العبور يعترض طريقنا .. ويحول دون نجاحنا.... يقـــــــــول من يقول − ولكن لا يمكن أن نعيد سنة دراسية كاملة من اجل درس او درسين − طول عمرنا نسمع أن نظام العبور يتنقل بين الكليات منذ تأسيسها فكيف هان على الجامعة أن تقترح إنهاء نظام العبور اشتد النقاش وحمي الانفعال كتبت العرائض بتواقيع خفية ... خوفا من رد الفعل .., حل بكليتنا توتر وحزن لم نعرفهما من قبل, دقت الأرض دقات ثقيلة, تلاطمت مع الجدران, ربما ... يتطور الأمر إلى اعتصام, يرتفع صوت معتدل ويقول : − لا وجه للعجلة ... فلننظر حتى يقر بصيغته النهائية ...عند ذلك يحق لنا أن نناقش القرار اوراق طالب جامعي 98 − غلب هذا الرأي... جميع الطلبة .. لنرجع نمارس حياة طبيعية ..مجتهدة ذي طاقة كبيرة وقبل نهاية الموسم الدراسي تراجعت الجامعة عن القرار.. وتأجل المشروع ,بالبحث والتحري نكتشف حقيقة غريبة .. .. أن صاحب المشروع هو عمادة كليتنا .



طائر في الهواء


على مقاعد واحدة في الصف الأول أدارة أعمال . نجلس بنين وبنات مثل النحل في مملكة الكلية نتكلم بصوت واحد .. ولا يفرق بينا أي شيء, .. وقت الفراغ نجلس كل منا مستقبلا زميله في النادي الطلابي الكبير .. نأكل معا .. كل الوجوه مشرقة ضاحكة, في أروقة الجامعة نمشي سوية .. نتكلم في كل شيء إلا السياسة ... يربطنا حب واحد ومصير واحد اعرفهم واعرف عوائلهم ننظر الى القيم الجميلة في لحظة من اللحظات الساحرة ..........سعيد من الناصرية, سهى من البصرة . وليد من كركوك, صافي من الرمادي, سمير من ديالى, سالار من السليمانية, سامي من النجف, سوزان من بغداد, آشتي من بغداد, روباك من بغداد, حميد من بغداد, سعدي من الحلة .. الخ لا يفرقنا مذهب ولا دين, نزور بعضنا في الأعياد, في أيام السفرات .. نذهب إلى البصرة .. إلى كركوك .. إلى سامراء ... إلى كربلاء , نجلس على العشب الأخضر نأكل على مائدة واحدة . اشطر فطيرتي فأعطي منها النصف إلى سامي والآخر إلى سوزان .. نلعب سوية في الحدائق التي اكتظت بالطلبة, أتعرف على طالبة من كلية العلوم .. تمنحني إحساس خفي لا يرى .. نتواعد بالرسائل .. نتهامس بالعيون ... في الليل نعود إلى ديارنا والعصافير تعود معنا . نتباهى بالمقالب التي يدبرها كل منا لصاحبه . نفترق... يلفنا الصمت والذهول " ـ سوف أراك .... ولكنها لا تجيب .. في الصباح نجلس على المصطبة وتجلس معي .. نتكلم بهمس ... يغمرني شعور غريب بلا إسرار, أذوب في إحساس عميق كأنني طائر في الهواء ... أتمنى أن يطول الوقت ... أن ارجع الساعة إلى الوراء ..ولكن دقة الجرس دائما تعترض فرحتنا .

لقاء كبير


في صالة ( الكافتيريا ) تعرفت على أستاذين كبيرين, كلاهما لا يخلو من وقار ومرح احمدهما كما قيل صحفي قديم .. واسمه ليس بالغريب على أذني وان كان بصحفي وهو ممن وضعوا تحت الحراسة لا علم لي بما جاء به إلى الكلية, أثار تطلعي أول الأمر يخفي عينيه في قدح الشاي, متجنبا النظر نحوي.. كبرياء أو تحسبا, تلاطمت في نفسي أحاسيس متباينة تتراوح بين الشماتة من ناحية والرثاء من ناحية أخرى غير ان إحساسا منها استقر في وضوح, وهو ذعري الغريب من فكرة أن يتحول إلى محقق ...ربما جاء في مهمة أمنية أرادان يجاملني فقال : ـ يسرني انك من رجال الاقتصاد .. ان الدولة تعتمد أول ما تعتمد على الاقتصاديين والمهندسين .... تذكرت مدرس الاقتصاد, عاد الرجل يقول : ـ في أيامنا كان جل اهتمامنا على بلاغة البلغاء, ضحكت هازئا متوهجا وكأني بذلك أجاري رأيه غير انه استاء فيما بدا, فأدركت انه لم يكن ينتقد .. ولكنه كان يؤرخ وراح يقول مدافعا عن جيله : − لقد كان هدفنا في السابق أيقاظ الشعب .. والشعوب تستيقظ بالكلمات .. لا بالمهندسين ولا بالاقتصاديين أجبته بسرعة واعتذار:
− لو لم يقم جيلكم بواجبه .. لما تحقق لجيلنا وجود وظل
تصاعد الكلام في اكثر من موضوع ... حتى دق الجرس





"كاس الفوز


" نجح طلبة صفنا.. فقرر الجميع أن يفرحوا ... في حفلة صغيرة ضــــمت كل الطلبة .. اكتظت القاعة بأجواء الفرح ... والأماني, رفعت (قبعات النجاح ) الملونة فوق رؤوسهم .. مثل "كاس "بطولات الرياضة " .. فوز مستحق ....يجدد الحياة من حوله, تدمع الأعين, وتنحل عقدة الفشل .. وارى أسعد وحميد بحيوية النجاح ذو استعداد شديد للحياة الزوجية, هناك في إحدى زوايا الصف يجلس "قلم " مرمي تحت الأرجل .. تدوسه الأقدام, أتفرس في وجهه بعجب, القلم كان مهذبا ولطيفا, يرنو إلينا بألم , شاهد يقف في ركن الغرفة .. مرهق من الكتابة والحك والشطب, لم يجد احد يتبادل التهاني معه, تحركت شفاهه.. خرجت الكلمات محاولة وصف الأيام المرة التي مرت ... لم يمنحه الفرح فرصة التكلم, بدت كلماته باهتة قام ودار في الغرفة .. توقف أمام النافذة اطل منها, كان انيقا اناقة لافته, غمس وجهه في الحزن الذي يطل عليه من الداخل بدأ يحدث نفسه
: − الم أكن إنـــــا أجدر أن ارفع مكان هذه القبعات









فات الأوان


" هرع احد الصحفيين لكتابة تقرير صحفي عن جريمة قتل " حصلت في احد غرف الجامعة , لأول مرة تحصل جريمة, وقفت مثل المسمار انظر من بعيد .. أرى وجوها تأتي مثل الإعصار, دقات أرجل ثقيلة تدك الأرض ... نوبات قلق تدهسني .. لم اعرف لم تبكي "الياسمين " في حدائق دموع هزمت, الجدران الجامعة, لون الموت في عز الظهيرة, يرسم لوحة " تستعصي على الفهم, عند وصول الصحفي إلى مكان الحادث منعه الشرطي من الدخول .. فقال لها لصحفي : ـ أنا صحفي ـماذا تريد ...؟ جئت من اجل أن اعرف تفاصيل الجريمة قال الشرطي : ـ ولكن الجريمة ارتكبت رد الصحفي : ـ أريد أن اعرف كيف وقعت الجريمة ..? رد الشرطي " بلهجة متأسفة
: ـ لقد فات الأوان .. فالجريمة ارتكبت
في ذلك المساء بحثت عن العصافير لم أجدها في الجامعة ... وإنا لا أريد أن أقول : أنها هي التي رأت مصرع الياسمين في ذلك اليوم









صورة التخرج

ركضت سريعا .. أحاول ان احصل على مكان جميل, بين زملائي , مكان ارى الجميع منه, نرسم " يوم سعيد, البنات في الصف الأول وقوفا في يد كل منهن صورة التخرج" وردة .... وصفوف الطلاب في الخلف, الكل يتجمل .. الملابس . الشعر, اسعد يركض يحاول ان يحصل عل مكان .. لمياء لازالت ترتب مكياجها, روباك تبحث عن مكان بجنب أختها آشتي ولا ترضى إلا بهذا المكان, وصباح يريد ان يقف مع لمياء, لحظات تمر مسرعة, نرتب نفسنا والمصور يعيدها حسب لقطة الكاميرا, أسعد يركض في وسط الصف, ونحن أكثر من خمسين طالب .. يجب ان تجمعنا الصورة .. العيون كلها تنظر, لقطة .. ابتسامة .. نظرة . ذكرى, اليوم رمينا الأقلام والكراريس, كل شيء , ولم يبق في جيوبنا إلا الابتسامة نحملها في قلوبنا لصورة التخرج .. يقف المصور, يراجع الصفوف واحدا... واحدا يتكلم مع اسعد وسمير وسعدي ولمياء بأسلوب مهذب ولطيف .. الوجوه كلها سعيدة تحاول ان تتكلم معي وتقول لي احبك . .. أهواك .. .. لحظات ... صمت سكوت .. سكوت "راح نصور " استعدوا وبين همسات الطالبات ونظراتهن على ترتيب شكلهن .. تطلق الكاميرا فلاشها .. استعدوا لقطة أخرى, ثم تتعالى( الهلاهل ) والتصفيق ونتفرق .. وسط التعليقات والصراخ العالي بدون مبرر, في اليوم التالي, تأتي الصورة أعلقها على جدار غرفتي ... انظر إليها وتنظر لي اسلم عليها وتسلم علي . وبمرور الأيام تصبح ذكرى .




بحث تخرج


كلف أستاذ الاقتصاد ..... " سعيد" فيمن كلف من زملائه, بكتابة بحث عن "الحياة الاقتصادية في الدولة العباسية " فاقبل سعيد على هذا الموضوع بدراسة جدية تليق به ,,, مثل جديته في دراسة الكتب التي نبهه إليها الأستاذ, وفكر فيه كما استطاع أيضا, ثم كتب عنه ما أتيح له أن يكتب وقدمه إلى الأستاذ في اليوم المحدد, وجاء يوم المناقشة, فاستعرض الأستاذ ما قدما اليه من الواجبات ناقدا وساخرا منددا موبخا بعض الطلاب .. حتى إذا ذكر اسم سعيد لم يزد إلا أن ألقى إليه واجبه معقبا بهذه الجملة المرة التي لم يسمعها قط
: − سطحي لا يستحق المناقشة
. كان لهذه الكلمة وقع لاذع في نفس سعيد .. عرضه لبعض السخرية, وأقضت مضجعه حين اقبل الليل, وأشعره بأنه لم يتهيأ بعد كما ينبغي ليكون طالبا متخرجا, ألح سعيد في الدرس وكلف نفسه في الجد والعناء المتصل ما كاد يصرفهن غيره من الدروس حتى تتم له أداة كتابها البحث, ومن يدري لعل هذه الكلمات التي تلقاها من الأستاذ ... أن ترده إلى الضوء الذي ظن انه وصل له






لحظة خاطفة


في الزاوية الأخيرة للقاعة الدراسية الكبيرة يجلس " سامي" على مقعده الدراسي قرب النافذة يؤدي امتحان نصف السنة وبجانبه يجلس زميله سالم ... أمد بصري نحوه بفضول لأعرف ما يفعله .. فأرى مشهدا مفزعا ... : رأيت سامي "بأم عيني" يختلس النظر ثم يخرج ورقة من كم قميصه و يدسها بسرعة خاطفة و بسرية تامة في دفتر امتحان " سالم" دون أن يشعر سالم بذلك ... وبنفس السرعة.. جاء المراقب ومسك دفتر سالم . في هذه اللحظة الخاطفة ما بين انحناء سالم إلى الأسفل ورفع رأسه واستوائه حدث الحادث كله ، لحظة خاطفة .
عرفت المجني كما عرفت المجني عليه .أصبحت شاهد إثبات ضحكت في نفسي وقلت : ما اغرب ما رأيت ، كان من الاصح ان اقول الحقيقة ، ان اكون شاهدا على مأتمي وعلى الحقارة التي يمكن ان يصلها البعض دون خجل ، سامي يتباهى بالمقدرة على الغش محتالا عن انتباه الأستاذ الرقيب .. أما سالم فهو الخجول المجتهد الهادئ الطموح أمر غريب غير متوقع .. لا غير ممكن ... مستحيل ،تسمر سامي في مكانه متعثرا وهو يمشي بين زملائه .. ابتعد عنهم وراح يقول :
ـ سالم سيفصل ويرسب
خانه صوته فلم يستطع أن يستمر بالكلام . خيانة في مكانها ، ولكن هناك حقيقة خطيرة .... قلبي يعتصر بالألم أنا الوحيد الذي يعرفها ، دهمني الرفض في قولها .. ثمة أغلال من الشجاعة تحز رقبتي ، وتدق في قلبي مسامير، كأن سامي يتعلم القتال في أعصابي :
ـ لماذا يفعل هكذا .. ؟ هل.. يتصور أن احد لم يره .. ـ . توجد أكثر من جريمة ، شعرت ان صوتي انفصل عن جسدي وانني عاجز عن اجيب بكلمة واحدة .هبط سامي من سلم الكلية مرتبكا لا يقدر أن يفعل شيء ، أنكر أمامي فعلته الشنيعة ،سألته: ما بك يا سامي ! لم نسمع صوتك ،
قال بخوف وارتباك :
ـ ارتفع ضغطي فجأة ولا اعرف السبب
وكان سالم يحب احمد ويعتبره من زملائه المقربين ، يهيم سالم على وجهه ، لقد وصل الكيد .. إلى الخط الأحمر ،تأثر سامي بالموقف لم يستطع الدوام في الكلية ، انتشر الخبر .عرف كل الطلبة ذلك ..".وجد في دفتر سالم ورقة غش في الامتحان فالقي القبض عليه من قبل المراقب "لا يدري احد ماذا سيجري .؟ الأحداث في الساعات المقبلة لن تكون أبدا كما كانت من قبل ....استدعي من استدعي للشهادة عن الحادثة من قبل لجنة الانضباط في الكلية ،سال المحقق سامي كونه كان جالسا بجانبه :
ـ الم تشاهد شيء يلفت النظر ..؟
ـ كلا لا اعرف
ـ أنت كنت قريبا ... إلا تعرف شيئا ..؟
ـ كلا .....
.. كثيرا ما ضقت بوجود سامي خاصة مع استمرار الصمت ، حتى عرفت عنه انه يشرب على الريق خمر، لم اعرف عنه الكثير رغم زميلتنا التي استمرت عاما وبضعة شهور ، وان كان يرتكب حماقة بريئة في بعض الأحيان ، غادر سامي غرفة التحقيق وهو يقول لنفسه :
ـ لقد ورطت نفسي !،
بكى سامي كثيرا .. لم يتصور أن الأمر سيتطور هكذا ، اكتشف إثناء التحقيق وجود ورقة في دفتر سالم فيها معلومات حول الامتحان فوجهت له تهمة الغش .. عرفت أن سالم سوف لن يكمل المشوار معنا . يمتلئ قلبي حزنا، ويتعلم وجهي تلقائيا الابتسامات الكاذبة ، اختصرت ذلك الموقف العجيب في كلمة : كل سيء ممكن ، وصدر القرار بالفصل من الكلية ، تابع سامي أخبار التحقيق باهتمام جنوني وهو يحوم كل يوم إمام جريمته ، اشعر بالخجل من موقفه ، وبتواطؤ غامض معه ، مضى يحترق من أعماقه وينهار عصبا بعد عصب ولكن شجاعته حالت دون قول الحقيقة ، ومن شدة القلق تهدم ودب الضعف والكآبة فيه وفي أعصابه : في ممر الكلية الكبير رايته، كان كمن يبحث عن شيء, يتمادى في كلامه ، حدق في بقوة غريبة قلت له وأنا انفض حزني لفراق سالم :
ـ لقد رآك الله من فوق ... ؟
ثم رددت بقوة
ـ لقد رأيتك ....
بهت سامي وقال :
ـ ماذا تعني أنت مريض ...؟
قلت له بهمس :
ـ اعترف بجريمتك ... يا جبان
حرصت على إبقاء الأمر غامضا وكانت تلك اللحظة هي الأكثر الما في نفسي .. سأله البعض من الطلاب صراحة ليطرد عن ذهنه أسئلة داخلية تتردد من حين إلى حين ، هل ستخرج من هذه المحنة ، ما كنت احترم سره ليحترم صمتي ..؟ يقول طالب عنه : انه محايد أو هكذا يحاول أن يبدو ، كأنه يجيب على أسئلة موجهة إلى شخص آخر بصحبته حتى لا يكون بمفرده ، من المؤكد أن سامي من فعل هذا .
في صباح الأسبوع التالي فاجأ الطلاب احمد بظهوره في الكلية ظهورا مفاجأ تطلعت إليه الإبصار بذهول وهم يقولون :
ـ لا حول ولا قوة إلا بالله !سامي يكلم نفسه وقميصه ممزق .. : سامي ما بك ..
كنت اتوقع ذلك وانا انسحب تدريجيا على رؤوس الاصابع لأترك المجال له يدور في أروقة الكلية متبخترا يتعثر بهذا وذاك... متعثرا في اعترافه :
ــ أنا جبان ....


















درجة 90%


تنطلق أصوات عالية من بين جوانب الممر وانأ أتمشى في رواق الكلية مع زملاء الصف الثالث محاسبة في كلية الإدارة والاقتصاد أكثر من صوت يسأل :
ـ خير أن شاء الله
فينبري جواد قائلا بصوت متعجب :
- سها أخذت 90% في درس المحاسبة
لم اعلق على كلامه وكأن الدرجة العالية لم تعد تهمني بالدرجة الاولى ، يتطاير الخبر إلى مسامع الزملاء ، عبرت إلى الجهة الأخرى من الممر .فوجدت الطلاب والطالبات يهنئون بعضهم البعض بالنجاح ... طبعا لم اكن ادري ان ثمة سر يطفو في الأفق .يشق الحسرات ، أما مغلق وأما مفتوح ، اقتربت لأعرف السر، صوت ناعم ينطلق من ورائي يقول :
- ما معقولة ... ما ( تستأهل ) سها .. هذه الدرجة ...؟
نظرت إلى الخلف وجدت زميلتي (آشتي ) كأن الخبر ارتطم بها ولم يستطع أن يتملص من قبضتها ، هناك شيء اسمه ظلم ، تطاير الدخان منه ، قالت ذلك وهي جالسة تقرأ بنهم وانتظار كعادتها ، قلت بشي من العتاب المهذب : لماذا تصرين انك انت الاولى .؟ تقفز كالملدوغة .. تعدل حقيبتها ، ثم تغادر المكان بسرعة متجهة إلى الممر الخلفي تربط منديلها بين يديها وتمسكه بقوة..... تسرع بجنون محركة طرفيها كجناحي طائر كاسر تلوح بفمها ولسانها ، دائما تعرف كيف تحيط نفسها بذلك الحاجز المرئي الذي يفصل بين العادي والاستثنائي ، ترجع رأسها إلى الوراء متوثبة تندفع وتدفع زميلاتها وهي على يقين أنها هي الأحق بدرجة 90% في امتحان المحاسبة الفصلي : سها لا تستحق ... تعرف أن هذه الدرجة هي تقليد لازمها منذ دخولها الكلية
-سأشتكي على استاذ .. . لم أنا اقل منها بدرجة
أسرعت بالغضب وزادت فورانه :لهجتها حوت تهديدا ..دخلت قاعة المحاضرات فوجدت الطالبات يهنئونها ، لم اسمع غير كلمة " مبارك" تناقلتها العيون قبل الشفاه .. لا تريد لقاء أي شخص ، أنها بحاجة للانفراد بنفسها حتى يخف الظلم الذي لحق بها، تروق ملامحها توقفت لحظات ثم استدارت بدون ألقاء السلام استوقفني كلامها فابتسمت ، تقدمت إليها ومددت يدي ، حاولت أن أكون هادئا ، لأعرف ماذا جرى ..؟ قلت في ابتسامة صغيرة رسمتها بمكر على شفتي
- مبارك
كانت من النوع الذي لا يهتم بأحد ، كنت أشبهها بورد "الجوري " تذوب بسرعة ، تنظر إلى الطلاب من عليائها، وكلنا يعرف ان ورد "الجوري" عمره قصير ، غادرت القاعة مخلفة ورائها ضجة عالية وقالت :
-سأشتكي عند العميد .. سأشتكي .. عند ...
تمضي "آشتي " مخلفة ورائها عاصفة من الشكوى و التوقعات الخطيرة ورغبة في التفرد في الدرجة الامتحانية وعواطفها تتراوح بين التوعد والشماتة ولم ندر كيف انتهت الحــــــــــكاية ؟






الغضب


ما توقعت ان هناك نذر عاصفة من الغضب ستهب علينا وما توقعتها ستمطر وترمي بنا إلى الأرض من العلو الشاهق للغضب ، في المحاضرة الأخيرة التي نحبها جدا وبينما كنا منهمكين في الحديث عن مستوى درجاتنا في امتحان الإحصاء ، بدأت نشرة أخبار إذاعة تفاصيل الدرجات ، لاشي في هذه الدرجات سوى 50% و60% ، ولا يوجد أكثر ، انكسرنا من الذي أصابنا. حتى وصل الخبر إلى "صافي" رأيت في عينيه غمامة سوداء لحظات ثم طلب من سعدي أن يفتح الشباك حتى يخرج صوت الضجة التي أحدثناها بسبب "الدرجات " ، كل يتأسف على مستواه ، الدرجات المتدنية لا يذكرها صاحبها ، أما صاحب الدرجة العالية .. فكل الآذان صاغية له ، تعالت الضجة ومعها تعالت الضحكات .. لم يستطع احد أن يوقفها ..تتملك سعدي نزوة مزاح ....... يقول لصافي :
ـ ولماذا لا تفتحه أنت ؟؟؟
يضحك ( بعض ) طلاب الصف من غير قصد باستهتار ، تزايد يقيني بدخول عاصفة الغضب ،فيغضب صافي ويصيح :
ـ أنت غير مؤدب !
يغضب سعدي بدوره ويتطلع إلى رد صافي ، رأى لهجة تقع ما بين التهديد والطلب يصيح بصوت مباغت :ـ ملعون أبووو..ك. ....
لم يستطع احد تفسير ذلك ، تتبادل قذائف من السب والشتائم بينهما.. بسرعة البرق وفي أمر غريب يندر سماع مثله .. يتجمع طلاب الصف جميعا ، يسعى بعض الطلبة لفض الموقف ، ولكن لا احد يلقي منهم إذنا صاغية فيتشاءموا من الموقف ، يتصاعد الكلام ويتطور صمت مرتفع دق قلبي بسرعة .. يتناول سعدي (مساحة السبورة ) ويقذف بها الشباك فتكسر زجاجه .. ويسقط على الأرض.. يفقد صافي أعصابه فيقبض على لوح خشب يعود لا حد كراسي الصف ثم ينقض على سعدي ويضرب وجهه ولا يتركه إلا وهو على الأرض ،
يهرع أصدقاء صافي وأصدقاء سعدي إلى مكان الحادث يخوضون معركة تستعمل فيها الأيدي والأرجل لا نعرف أن كانت عفوية ام حقيقية ، وبشكل لم نشهده من قبل شعرت بقلبي يحترق من الانفعال ، وينقبض بشدة ....الغضب غطى المكان ورسم خرائط مخيفة ، الدمار أكل من أكل .عقب المعركة ،يتأذى من تأذى . ينتهي مصير كل هؤلاء إلى مكتب العمادة في تحقيق مفصل لمعرفة الواقعة :
أخذت عيناي تتفحصان مكان الحادث ، باب القاعة مفتوح كما تركناه ، اشعر آنذاك بانني اقوم بواجب غير ملزما به ، الوجوه قد نخرها الضرب وهي ما بين كسر يد وإصابة عين ولف رأس بالشاش .. الطالبات يتأسفن.... ويقولن أن ذلك ربما يصعب ترميمه واعلق على ما يناسبه ، فلا املك الا ان اشفق عليهم ، رغم انني كنت من ضمن الجرحى ، لكن المصيبة الكبرى التي تحز في نفسي ، أن أكثر طلابنا يتفاخرون بذكريات الواقعة ويتشرفون بالإصابات جهرا وعلنا .










لوح الكتاتيب

قال أبي :
- يجب أن تأخذ لوحك غدا وتلتحق " بالكتاتيب "
ذهبت إلى "الكتاتيب" بدون لوح وأنا (المقرر ) ألا اذهب جلست بأنامل مرتجفة على مصطبة كبيرة من سعف النخيل يقعد عليها الأولاد، اردد معهم تلك الآيات التي لم نكن نفهمها والتي كنا ننسخها على ذلك اللوح ونحفظها كيفما كان خوفا من " الفلقة " ، بأيديهم " الواح " يضعونها أمام أعينهم ويهزون رؤوسهم رافعين أصواتهم بما كتب فيها من آيات القرآن الكريم ، ، يعرف بعضهم البعض وحتى يعرف اسم أمه وأخواته ، ولكي يكون لي لوح مثلهم يجب انتظر يوم (السوق الأسبوعي ) الذي تباع فيه ... فلم يكون في القرية نجار يقطع الألواح من " صحيفة" ويسوي حروفها ، وكان هناك صناع يأتون من خارج القرية ، أهل القرية جميعا زراعا يأنف الواحد منهم أن يكون نجارا أو حلاقا أو مثل ذلك و هؤلاء الحرفيون يأخذون أجورهم في مواسم الحصاد وموسم التمر فالحلاق يحلق للزبون ولا يأخذ أجرا فوريا حتى إذا جاء وقت جني التمر أو حصاد القمح مر بزبائنه على حماره يأخذ منهم ما يجودون به دون تحديد ؟.
جاءني اللوح من السوق : فرحت بلمعانه وعملوا لي خيطا مثبتا في ثغرة بأعلاه وعلقته على كتفي بحيث تدلى اللوح إلى جانبي وذهبت إلى الكتاتيب ، ولم يمكث لمعان اللوح طويلا ، فقد انطفأ وداخله الصدأ من تعدد المسح والكتابة وما أن ذهبت إلى (الكتاتيب ) وشاهدت تلك العصا الطويلة و منظر الصبي المعلق في وعلامات القسوة البادية على وجه " الملا" حتى بدا الخوف يتسرب إلى ذهني بل إلى إحساسي ومشاعري ، وقد تكرر ذلك المنظر عند اول غلطة ، ودام تجهم " الملا" الذي لم يكن يفارقه هذا التجهم ألا نادرا عندما يضحكه احد من الخارج اذ كان يضحك فتبدو أسنانه الصفراء في منظر لا يختلف عن شكله اليومي .. ظل ذهني شاردا متعلقا بشعاع من الشمس يدخل من كوة بأعلى الجدار ... بقيت أتأمل هذا الشعاع وأتمنى أن أكون مثل الذرات العالقة ، استطيع الهرب من الكوة وأطير ..
أيقظني صوت " الملا" من هذا السرحان وهو يدعوني إلى " التسميع "
جلست إمامه مربعا ، وهو يشاهد ارتباكي ، فرد قامته ، مبرزا صدره حول عنقه مرتين إلى اليمين ثم إلى اليسار ، سمعت طقطقه عظامه . بعد أن اخذ نفسا عميقا . التفت ألي وقال :
قل ..." ألف لا م ميم "
قلت كما قال
فقال
" ذلك الكتاب لا ريب فيه "قلت :
ذلك الكتاب لا ريب فيه
قال: كرر
كان الملا يوشك ان يلطم على خديه عندما اكرر ما قاله ، الداهية العظمى أنه شاهد استفزازي على مهل في الكلام ، لدرجة انزلاقه على حافة المقعد الذي يواجه الطلبة
قال مسرعا :
ـ لا ليس هكذا .. هات الفلقة يا ولد.........
وأخذت " فلقة " حارة رجعت بعدها إلى البيت عبر الطريق المتعرج الضيق ، أعرج لا استطيع إن اثبت قدمي الحافيتين على الأرض ولم أكن لبست حذاء بعد .. ثارت أمي ولعنت " الملا" وارتميت بحضنها لأجد ما فقدته ولكن أبي قال لي :
ـ تعال يا ابن أمك
ثم أملى علي أبي كلام لأكتبه فيما كتبت وغضب غضبا صامتا فقد كان الخط مثل " نبش الأفراخ " مملؤتا بالأخطاء .يضحك أبي ويقول :
- لن تجد الراحة.... والفلقة كفيلة بذلك
في الصباح أخذني إلى " الملا" ودخل عابسا فاستقبله " الملا " متوقعا منه شرا حاول إن يلينه بكلام لطيف ويبرر قسوته علي ظنا منه انه غاضب من اجلي ولكنه فاجأني بقوله لأبي :- ما الفائدة من ذلك ... .. أنت تكـسر وانأ أداوي
................................................
* الكتاتيب : أشخاص يعلمون قراءة وكتابة القران قديما ومنهم الملا
* اللوح : قطعة خشب صغيرة يكتب عيها الطلاب مفردات الدرس














ليس هناك ما يقال


لم انم ليلتها ، نصف ساعة أو أكثر وأنا جالس في غرفتي ، ابحث عن شيء جديد أمد له يدي ، هذا الشيء جعل الدراسة مملة ، حالت دون مواظبتي على حبها ، أضافت معاناة جديدة لي ، وجعلتني مجبرا على أن اقضي جل وقتي في البيت ، أريد أن أصبح حرا من الدراسة في الكلية ولكن إصرار الوالدين يسقط عني هذه الرغبة لا أريد أن أخيب أملهم ، وأضيف معاناة لا تنتهي أبدا بالنسبة لهم
صحوت من نومي ،على أصوات والدي تناديني : اغتسلت ، تناولت إفطاري ، شربت شاي الصباح ،.في داخلي رغبة ملحة أن أتغير .كنت أرى كل ما مر بي في السابق ، رأيت أمي .. وأخوتي ، وبعض زملاء الدراسة ، حملت دفاتر الكلية ونزلت ،... الطريق نفسه والبيوت نفسها.. ، . يتجشأ السام في نوافذها ، ضحكات خجولة ترصدني في الشارع بكل براءة تقول :
- هلو . هلو
لم أرد لأني كنت ساهيا عن كل شيء ، ولم العجب فانا عاشق من باب الصراحة وأنا الذي لم ينتصر في أي معركة حب في المحطة ركبت الباص المتجه إلى الجامعة في منطقة " الوزيرية " ، كان ( الباص ) مزدحما ليس مثل كل المرات الوجوه مازالت تحتفظ ببعض من إغفاءة الصباح وأنا منهم ، رأيت أمامي صبي صغير ، يجلس وحيدا، كأنه مكره على هذه الجلسة ، عند حضور" محصل الباص " طلب منا التذاكر ، لم يكن معي تذكرة أخرجت نقودي بصمت ، أعطاني التذكرة .. والناس من حولي لا تكف عن الكلام ، الصبي في مكانه لم يرد عليه ، كرر الطلب :
أين تذكرتك ......؟
الصبي لم يرد ، وكان شيئا لم يكن ، وعندما لكزه المحصل بقوة ... مد الصبي يديه ، كان في اليد اليمنى ورقة مطوية بعناية شديدة ، وعليها آثار عرق اليدين ، وفي اليد الثانية مبلغ التذكرة .. في صمت اخذ منه المبلغ والتذكرة ، صورة الصبي لا تنسى ، قلت معاتبا في نفسي : لم لا يذهب إلى المدرسة .. تطلعت إلى الورقة كان بها عناوين كثيرة لم افهم منها شيئا ، قلت : لماذا ترك المدرسة وجلس هنا ، عندما التقت عيوننا مد يده يدعوني للجلوس ، جلست وجلس بقربي شعرت بدفء أنامله وحين تأكدت أن أنامله تتحرك قلت له :
ـ إلى أين تذهب
، كنت احسده لأنه لم يذهب إلى المدرسة حيث لا امتحان ولا دروس ولا واجبات ، بت أشاركه الإعجاب بهذه الحالة ، قلت : ربما يعاني الحرمان رحت انظر إلى عيون الصبي بإمعان عسى أن يفيق من غفوته ، كان يشع منهما خيوط غير مرئية تعبر عن حالة غامضة ، حاولت عبثا أن أفك سره ، لم أجد صبيا مصابا بالسكوت ، اتخذت مكانا أمامه لأقرا الرسالة أو الورقة ، في ذيل الورقة الكبيرة ، كان مكتوبا بخط واضح :
سيدي المحصل :
- أرجو أنزال حامل هذه الورقة في بناية (مركز تأهيل الصم والبكم) لا تنس ذلك ولكم الأجر والثواب ،
رد المحصل الورقة والنقود إلى الصبي وتركه ، فجأة اكتشفت انه لم يعد هناك ما يقـال .



#سمير_عبد_الرحيم_اغا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا ونبيل وسؤدد
- سيرة ذاتية
- صور حب جامعية
- ( أرواق عنب ندى فوزي ...................رسائل امرأة من زمن آ ...
- فراشات جامعية
- صورتان
- يوميات دفتر جامعي
- سر اسعد
- صورة رقم 59
- حادثة طريق
- مندوب العبيدي ... بيدر شعرك ممتلى بك
- لاتتركوا النارنج وحيدا
- التشكيل الجمالي في اسلوب التقطيع (في مرآة الحرف )للشاعر اديب ...
- احب الرياضة
- وصايا الجامعة وحكاية ابي
- اوراق طالب جامعي
- آليات النشاط الادبي والثقافي في الجامعة
- البوم طالبة جامعية
- وصايا طالبة جامعية
- السينما والتشكيل الشعري


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحيم اغا - ازهار جامعية بيضاء