كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 16:44
المحور:
سيرة ذاتية
ما اكثر المنغصات المزعجة التي مررت بها، لم تكن لدي وسيلة لمواجهتها ومقاومتها سوى الصبر، حيث لا حلول ولا انفراج ولا محطات استراحة. .
لا ادري كيف اصبحت ضحية للأحزان والمتاعب. استيقظ من النوم وانا مُجهد. واعود للنوم وانا مُثقل بالهموم. عقبات وكوابيس أريدها ان تنتهي حتى ارتاح. ليس لها نهاية. لقد فقدت قدرتي تماما في العودة إلى الأماكن التي كنت فيها سعيداً يوما ما. تغير كل شيء، ولم تعد الأماكن مثلما كانت عليه، ولم تعد الوجوه ودودة مثلما كانت عليه في السابق. .
زمن لئيم، ودنيا عجيبة، وقوى سياسية شريرة تطاردني بلا هوادة في المنافي البعيدة. ربما أنا السبب. لأني لم اكن امتلك الشجاعة في اتخاذ القرارات الحاسمة للتخلص من كل ما يؤذي روحي، قلبي، نفسي، صحتي. كان يفترض ان أضع نهاية لكل شيء يستحق النهاية، وكان يفترض ان لا أكون كريما على حساب راحتي وانا بهذا العمر (73 سنة). وكان يفترض ان أبقى بعيدا عن المقربين، كل الطعنات كانت تأتيني منهم. فالطعنات التي جاءتني من الخلف لم تؤذ ظهري، بل مزقت قلبي، لأنها جاءت من يد كنت اظنها تحميني. لم يشكروني على الخدمات السخية التي قدمتها لهم وكانت كلها فوق طاقتي، لكنهم كانوا على أتم الاستعداد لتوجيه اصابع اللوم لأتفه الأسباب. .
شعرت منذ زمن بعيد بانتهاء صلاحيتي في قلوبهم، لكنني لم اكن امتلك قرار الخروج بما تبقي لي من كرامة كي أرحل بعيدا عنهم. . كل شيء قابل للتعويض بعد خسارته، إلا الثقة: إذا انتهت ليس لها بدل فاقد. .
كلما تعمقت في فهم الناس ادركت ان العزلة ليست هروباً . . بل نجاة. . ما كنت لأبتعد لأعلمهم درساً، ولكني أنا الذي تعلمت منهم الدرس، فابتعدت عنهم ثم انطويت على نفسي لأقضي ما تبقى من عمري في المنفى بعدما نفذ صبري. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟