تَرْويقَة: الشمس مائلة فوق بغداد/ بقلم فرانسيس جاميه* - ت: من الفرنسية أكد الجبوري

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 02:55
المحور: الادب والفن
    

اختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت: من الفرنسية أكد الجبوري
في البستان حيث أشجار النور،
يذرف لب الثمار الثقيلة دموعه الذهبية،
وبغداد الشاسعة تذبل وتغفو
تحت سماء خانقة تُزرقّ ضفاف النهر.

الساعة الثانية. القصور الصامتة
تتناول وجباتها في غرفها الباردة الكبيرة
وسندباد البحار، تحت الستائر الجامدة،
يجتاز القلاع بجوٍّ شاعري.

يأكلون لحم الضأن المشوي، ثم العصيدة،
يتركون الحياة تتسرب إليهم وهم يستمعون إلى صوت المطر
دلاء الماء التي يرميها عبد أسود على العتبة البيضاء.
يسأله المارة الفضوليون أسئلة.

إنه سندباد البحار الذي يقيم وليمة فخمة!
إنه سندباد، البحار الحكيم الذي يُعرف بثرائه،
والذي ننصت إليه في صمت.
كانت سفينته الشراعية جميلة،
وكانت متجهة إلى هناك!

تفوح منه رائحة زكية،
من الكافور والروائح النادرة.
رأسه معطر،
وأنفه المعقوف يستقر ساخرًا على لحيته الكتانية:
يملك معرفة وحكمة الرجال.

يتحدث، والشمس المائلة فوق بغداد
تُلقي بجمرة هائلة حيث تغفو أشجار النخيل،
والضيوف، جميعهم عاقلون وهادئون،
يستمعون باهتمام إلى ما يقوله لهم السندباد.

(العنوان الأصلي: "البساتين…")، مجموعة "من صلاة الفجر إلى صلاة المساء، 1898".)

يتبع … مختارات فرانسيس جاميه الشعرية
——————
* فرانسيس جاميه/جامِه/ (1868-1938)() شاعرًا وروائيًا وكاتبًا مسرحيًا وناقدًا فرنسيًا،، شكّلت مواضيعه الريفية البسيطة نقيضًا للطابع الانحلالي في الأدب الفرنسي في مطلع القرن العشرين. تُشيد قصائده الحرة والحسية ببساطة الحياة الريفية، وتعكس مسيرة إبداعية متنوعة: سفره مع أندريه جيد (1869-1951)()في الجزائر، وإطلاق بيانه الأدبي "الجاميه/الجامِه/"، ولقائه بول كلوديل (1868-1955)(، الذي شهد لاحقًا عودة جام إلى الكاثوليكية. يُشيد شعره، المفعم بالبساطة والصدق الآسر، بجمال الطبيعة، وفضائل الحياة الأسرية، وعبادة الله والخلق.

يُعد جامِه كاتبًا ريفيًا خجولًا، وقد صادق الشاعر الرمزي ستيفان مالارميه (1842-1898)() والروائي أندريه جيد . عارض شعره الرمزية، وتبع تيارًا شعريًا جديدًا يُعرف باسم "الطبيعية"(). دعا هذا التيار إلى العودة إلى الطبيعة، إلى تفاصيل الحياة اليومية البسيطة، إلى بساطة طفولية. جذب انتباهه لأول مرة ديوانه ("من صلاة الفجر إلى صلاة المساء". 1898)(). أدى اعتناقه الكاثوليكية الرومانية (1905)()، بإرشاد الشاعر بول كلوديل. إلى تقوى متنامية.

كتاب "الجورجيون المسيحيون"، المجلد الثالث (1911-1912)()، هو ملحمة عائلة فلاحية متدينة تُروى بلغة الحياة اليومية. اكتفى جامِه، على الرغم من شهرته، بالبقاء في الريف، مُشاركًا سكانه الحياة اليومية. تُكمل القصص القصيرة والروايات ومذكراته (1923)() إنتاجه الأدبي بنفس النبرة الرعوية والحميمة.

- بلغ مكانة الأب الروحي للشعراء الشباب من جيل ما قبل الحرب العالمية الثانية عند وفاته().

أشاد به معاصروه الفرنسيون، ستيفان مالارميه، وأندريه جيد، وبول كلوديل، وغيرهم، وأصبح جام معروفًا بين الحداثيين الأمريكيين كأحد أهم مؤثراتهم. ثم، وبفضل تقلبات الزمن والذوق، طواه النسيان هو وأعماله. اشتهر جامِه بصوره الشعرية المتقنة وصراحته الساحرة، ويمكن رؤية تأثيره على مدرسة نيويورك وشعراء الصورة العميقة().

بالإضافة إلى أهميته في التاريخ الأدبي، لا تزال أعمال جامِه مدهشة وحاضرة كما كانت عندما نُشرت لأول مرة وحظيت بإشادة واسعة. من حيث مكانة أسلوب وفن كتابة الشعر والنثر التمثيليين لجامِه، إذ جمعت مقالات لشعراء ونقاد معجبين بأعماله. بحيث تُظهر تلك المقالات والتقديرات على مدى سعة تأثير جامِه على تطور شعر القرن العشرين، وتُعيد تعريف القراء بصوت أدبي مذهل يستحق القراءة في أي وقت. إن شئتم.

- توفي في هاسبارين، بالقرب من بايون في الأول من نوفمبر 1938.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: آوكسفورد ـ 06/30/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل