حلم المدينة

منور نصري

الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 08:32
المحور: الادب والفن
    

هذي المدينة تحنو عليك
تقول بأن الربيع سيأتي
وتسلك ذاك الطريق ومن حولك نسمات الظهيرة
وكان طريقا طَويلا
لذلك رحت بعيدا
وكل الحقول التي في الطريق تميس زهورا
وفي البال لحن تردد "أنت مسافر" لمطربة من زمان قديم
وأفضل شيء لديك وجود الحمامة
وفي "عافن الريش" كنت تريد صعود الجبل
وكانت حمامتك تحلم بجبال بها شجر وصخور
أغاني الحياة تهب عليك
وتجعل فرحتك بالحياة كبيرة
فيا عطر عد إن عمري تقدم
ويا لحن إن فراغا مريرا يحل ببالي
ارجع إلي أنا في انتظارك
يا زمنا راح ليس يعود
إني أرى في المدينة لون زمان قديم
يذكرني بحكاياتنا الماضية
فيا زمنا قد مضى لا أرى العمر إلا وقد رجعت لي حمامة عمري
وحطت على كتفي تارة ثم راحت إلى أحد الأذرع
أحفط ذكراها في القلب
هل تحفظ الذكريات العزيزة في موضع آخر لائق؟
ستظل الحمامة قربي، أراها تعود إلي إذا أنهكتها الثنايا
وكلما عادت، تحط على كتفي وتقول كلاما جميلا أظل أعيش به
طالما صوتها في الفؤاد مقيم
أعود إليه ليلهمني فرحا ولألقى حمامة عمري تعود
لأملأ عيني منها وحتى أقول لها
أنت عمري لماذا تظلين ساكنة في فؤادي وأنت بعيدة؟
أنا يا حمامة عمري أعيش وأنت ببالي
فلو رحت عني تماما تضيع جميع الصلات
ولا يبقى شيء يسر وعيناي لا تريانك
تعودت أسمعك تطلبيني
بصوت خفيض لأن الظروف قضت هكذا
وأنا عارف بالظروف ومقتنع أنك تفعلين الكثير
أفكر في ما عسى أن تكون حياتي وأنت بعيدة
فألفي الفراغ يحول عمري إلى ساحة من ضباب
أظل أسير بدون اتجاه وفي القلب أمنية
أن أراك وأنت كما أنت لا شيء فيك تغير
وعندئذ سوف تختلط صور في فؤادي
حفظتها دوما لذكرى تعز علي
فهل يا ترى تذكرين الطريق الطويل
وشمس الظهيرة ذات ربيع
وزهر الحقول وضحكاتنا والشعور الجميل يرفرف ما بيننا؟
وهل يا ترى تذكرين الجبل؟
أيا "عافن الريش" مهلا ولا تتسرع
فقد تعرف الشوق مثلي
وساعتها يعتريك الندم
هل يا ترى تذكرين زمانا مضى لن يعود
وكانت علاقتنا في البدايات
كنت أرى الشوق حين أغيب عليك من الظهر حتى الغروب
وكنت إذا اشتقت ألمح في ناظريك بريقا غريبا
يذكرني بليالي مضمخة بعطور أليفة
وكنت ولا زلت دوما حمامة عمري
ورغم مرور السنين ورغم الظروف التي شغلتك ورغم أمور كثيرة
تظلين دوما بقلبي حمامة
أظل أحب الجبال
أحن إلى "عافن الريش" والطرقات الطويلة
سلكنا طريقا طويلا وحولنا كان يرفرف حلم
وكان الزمان ربيعا ووقت الظهيرة
وكنت الأماني وكنت ربيعي وكنت الشموس وكنت فصولي
مضت سنوات وها أنت دوما ببالي
وأذكر ذاك النهار وذاك الطريق وذاك الجبل
أيها العمر عد إنني دون معنى
تمر السنين وأنت بفكري وقلبي
ودوما أراك حمامة
20/6/2025

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل