أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - إذا كان الله معهم فمن هزمهم؟















المزيد.....

إذا كان الله معهم فمن هزمهم؟


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 22:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت المواجهة التي لم تنته بين إسرائيل وخلافة الولي الفقيه في إيران، هي الأحدث في تاريخ المواجهات بين إسرائيل ودول الحوار، التي انتهت دائماً بفوز إسرائيل أو تعادلها مثلما حدث في حرب أكتوبر، ودائماً كان تبرير هزائم الكيانات الدينية هو " تخلينا عن الله فتخلى الله عنا".
إذا كانت مقولة " تخلينا عن الله فتخلى الله عنّا" قد جعلت الشارع الإسلامي يصمت ويتقبل تبرير هزائم كل حروب النظم غير المتأسلمة، فما هو مبرر الضربات الموجعة المُذلة التي تلقتها النظم الإسلاموية، سواء كانت ميليشيات "المقاومات" أو خلافة ملالي إيران منذ أكتوبر 2023 حتى الاسبوع الماضي.
ألم يكن الله مع كل أولي الأمر أصحاب الذقون وعلامة السجود على جباههم، علاوة على من فرضوها عليهم من رجال كياناتهم، وشادور أو حجاب على نسائهم، وألقاب دينية سواء لهم أو لفيالق جيوشهم أو مسيراتهم أو عملياتهم مثل "الوعد الحق" بمسلسله العسكري الفاشل دائما؟
أسقطت المواجهات الأخيرة تماماً تبرير "تخلينا عن الله فتخلى الله عنا"، لأن الشعار مخادع يخفي وراءه لعبة الوصول إلى السلطة واحلال رجل الدين أو المستفيد من التربح بالدين*، مكان رجل السياسة.
ظهر سؤال بعد هذه المواجهات لمن لم يصاب بعد بمرض انفصام الشخصية الديني: هل هناك سبب آخر للهزائم غير التخلي عن الله؟ والجواب الواقعي نعم.
لم تبرر أبداً كيانات الدين السياسي، المتنكرة في شكل دول حديثة، بينما عمقها خلافة دينية، هزائمها باصطفافها وراء مرويات سياسية/دينية يستحيل تطبيقها في عالم اليوم، ورغم ذلك مازالت تُستنسخ ويُنتج عنها حكم الرجل الواحد صاحب الأمر والنهي ورأي من حوله مجرد شورى، وما زاد الأمر سوءاً هو التخلف التقني والاجتماعي والعلمي والحضاري، وفشل أجهزة الاستخبارات ومنظومات الجيوش المختلفة، التي لا تواكب قواعد الحروب الحديثة.
حولت كيانات الدين السياسي، التي تتفاعل مع كل شيء بالكلمات ومشتقاتها، هزائمها إلى حملات انتصارات واهمة، ما زال الشارع لا يجد حلا سوى تصديقها، وهذه الانتصارات الواهمة لم تزل تعيش منذ تصديهم لمدافع بونابرت بالدعوات وقراءة الأوردة، حتى مواجهة إسرائيل الدولة الحديثة، وعبقرية أدائها في كل الحروب سواء كانت ضد دول أو ضد "مقاومات".
هزائم محتومة
واضح تاريخياً وحالياً أن الهزيمة لا مفر منها لأشباه الدول القائمة على العشائرية، ولكيانات الدين السياسي، لأنهم ما زالوا مصرين على التعامل في الواقع بأنماط تاريخية لا تنتمي إلى الحاضر والمستقبل. والملفت للنظر كلما زادت الهزائم والإذلال كلما استفحلت ظاهرة التمسك بالأنماط التاريخية والمرويات، وتعليل الكوارث بالبعد عن الله، وعدم تطبيق أنماط الماضي .
السير للخلف
في الكيانات السياسية إياها، لا مجال للتفكير في اكتساب المعرفة ورؤية العالم اليوم كما هو، والخضوع للشرعية الدولية والتفاعل الإيجابي مع دول الجوار والقوى العظمى.
السير إلى الأمام غير موجود على جدول الأعمال، والتوقع في الماضي وتصديق المرويات التي تصلح لكل زمان ومكان أهم وأقدس. من يطالب بالنظر إلى الواقع لا يعيدون النظر في ما يقوله، بل يلجأوون إلى اشتقاق مصطلحات فخمة خاوية لمحاربته، فقالوا على سبيل المثال: "الهرولة إلى الصلح مع إسرائيل" و"الخروج على اجماع الأمة بالتطبيع" و"العرب الصهاينة".
في الكيانات السياسية إياها، دس الرعب من الحداثة وحضارة الغرب هو التلقين الحيوي المهم المستمر، لتجييش الناس حول نظم فاشلة وتأليه المسؤولين عنها. ومن مقدسات هذه النظم الفكرية تمجيد ثقافات عاشت في زمن ماض لمواجهة التعري الحضاري من الحداثة والتقنية. ومن أمراضها مواجهة واقع تفوق إسرائيل وأميركا بشعارات مستحيلة التطبيق "الموت لإسرائيل والموت لأميركا"، بينما ضربات البيجر والمسيرات تحصد الصف الأول من القادة مؤلفي الشعارات، والقاذفات تصل إلى أعماق الأرض فتقتل سيد المقاومة، وتدك مواقع ذرية تحت الغرانيت.
نثر المليارات
من يقرأ رسالة يحيى السنوار إلى خامنئي والهدف المقدس للمقاومة، لابد له أن يسأل عن جدوى الملايين التي أُنفقت لبناء أنفاق، وهو يرى بقايا بيوت غزة ومدارسها، والسنوار يلفظ أنفاسه الأخيرة، عوضاً عن التجول في باحات الأقصى التي تواعد مع خامنئي على السير فيها.
ومن استمع وصدّق كلمات الوعيد والسحق والعذاب الأليم والتنكيل بالولايات المتحدة قبل تدمير مفاعلات إيران، في عملية استخباراتية تقنية مذهلة بدون إصابة طائرة واحدة، لابد له إذا كان صاحب عقل أن يسأل: ألم يكن أجدى إنفاق نصف تريليون دولار على تقدم الشعب الإيراني ورفاهيته عوضاً عما حدث من إذلال؟
انفصام الشخصية
الانفصام واضح للغاية نتيجة للمشتقات اللفظية التي أصبغوا عليها القداسة، وخدرت أجيال بالحقد ولم تجد نفعاً لا في تقبل التطور أو الحروب.
من صور الانفصام الواضح للعيان التي يستحيل الخلاف عليها، صورة أردوغان مع النصارى في اجتماع الناتو الأخير، ومصافحته للنصراني الذي دمر مفاعلات الخلافة الإسلامية الإيرانية، على رغم نشر جوامع أردوغان في أوروبا واستراليا فكرة شيطة الغرب وعداوته للإسلام.
الانفصام واضح للغاية في سلوك قطر الداعمة للجهاد، وفي الوقت نفسه تهدي ترمب أغلى طائرة مدنية في العالم، بينما هو يساند إسرائيل، بل وتقبل ضرب إيران لقاعدة أميركية على أراضيها، ذراً للرماد في عيون شارع غائب عن الوعي.
الانفصام واضح للغاية في شخصيات الذين هاجروا واكتسبوا جنسيات دول أجنبية، بينما هم يحقدون على الدول نفسها.
وبلغ انفصام الشخصية ذروته بعد قصف المواقع الذرية الإيرانية بقنابل تزن الواحدة منها ثلاثة عشر طناً، حين ظهر خامنئي قدّس الله سره وقال: "إسرائيل كادت تنهار تحت الضربات الإيرانية". "إيران انتصرت على إسرائيل وأميركا". "مواقعنا النووية لم تتعطل". "أميركا لم تحقق أي إنجاز من هذه الحرب". "أي اعتداء إسرائيلي على إيران سيكلفها ثمناً كبيراً". "إيران دمرت القدرات العسكرية الإسرائيلية.. وإسرائيل لم تتصور قوة ضرباتنا". "سنهاجم قواعد أميركا مجددا إذا شنت هجمات علينا". "لدينا القدرة على استهداف قواعد أميركا في أي وقت". "ترمب يحاول إخفاء حقيقة ما جرى."
إذا كانت هذه الأمة ستظل أسيرة ماضيها واجتراره وتمجيده، وعدوة التطور والحداثة والمستقبل، وستتعامل بالمشتقات اللفظية وفخامة المحسنات اللغوية مع الواقع والحروب، لا داعي لإقحام نسيان الله في كل مصيبة، فهذه كذبة تاريخية كبرى، عرتها تماماً مواجهة الجهاديين أنفسهم هذه المرة مع دار الحرب، وهزيمة كبيرة لدين سياسي في مواجهة الذكاء بنوعيه؛ البشري والاصطناعي.
لا تجنّي في استعمال مصطلح دين سياسي لأن الخوميني قدّس الله سره قال: الإسلام هو السياسة وبدونها لا يكون شيئاً.

*تقدر ثروة علي خامنئي قدس الله سره بنحو 200 مليار دولار جمعها كما قال أحمدي النجاد من نهب أموال الإيرانيين.
يتم النهب بصورة دينية مقتبسة عن حصول الله ورسوله على خمس مغانم الغزوات، وهكذا يحصل المرشد الإيراني وفق دستور بلاده على مخصصات هائلة من الموازنة السنوية تذهب إلى "بيت المرشد" ومكتبه الخاص والمؤسسات التابعة له وميزانيتها بالمليارات من موازنة الدولة العامة.
كما يهيمن المرشد الإيراني على مؤسسة عملاقة "هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخوميني" وهي هيئة مصادرة العقارات والأراضي التي تعود لـمناهضي الثورة والنظام سواء من المعارضين لنظام ولاية الفقيه أو بقايا حكم الشاه.
كما صادرت الهيئة أراض وعقارات عامة لا مالك لها، وقامت بمصادرتها لصالح "بيت المرشد" ومؤسساته وتجني له حوالي 100 مليار دولار بين ثروة في حسابات سرية، وأصول غير خاضعة للرقابة ولا تدفع أي ضرائب.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله وكارداشيان وخالة الحاكم
- الملكية الإنسانية لا تخضع للسيادة
- وضع الأقباط في الجمهورية الجديدة
- اعتقلوهن بجرم الغناء (2)
- اعتقلوهن بجرم الغناء
- تقنيات تحارب غيبيات (2)
- تقنيات تحارب غيبيات
- مقاولو هدم الحضارات
- انتهازية الدين السياسي
- تَجَاهَل العلم ليقوى إيمانك
- التخدير الديني سلاح النظم القمعية
- رسائل تنتظر قرارات سياسية
- شجرة زيتون غنّت للمتوسط
- الردع دواء التنمّر والمزايدات
- معايدة المسيحيين في أعيادهم
- أحمد عدوية وازدواجية عصره
- عندما قال فريد الأطرش: مش قادر!
- الرعية الفاسدة تستحق الكاهن الضرير*
- معايير المحاكم الإلهية
- أسرى الأساطير وضحايا الواقع


المزيد.....




- رصاص في المسجد واختطاف الإمام.. حادث يشعل المنصات اليمنية
- يا غنماتي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على القمر الصنا ...
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- أكسيوس: فوز ممداني جعل نبرة كراهية الإسلام عادية في أميركا و ...
- انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور ال ...
- حاخام يهودي دراغ.. صوت يرتفع دفاعا عن الإنسانية
- ثبتها حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر ...
- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - إذا كان الله معهم فمن هزمهم؟