|
-وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/4
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 14:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ـ افق نهاية البشرية الارضوية: تتعاظم فعالية الافتراق بين الادراكية الغالبة السائدة، والواقع كما هو متحقق وسائر بحسب الديناميات الناظمه للظاهرة المجتمعية، ومايمنحها خاصياتها ويعين منطوياتها وسر وجودها والى اين هي ذاهبه، الامر المتعلق بالدرجة الاولى وابتداء بالعراق وبنيته وكينونته التاريخيه، فالمجتمعات البشرية لم تصل درجة التبلور الضروري، ولم تكتمل اسباب الانتقال من طور "الصيد واللقاط" الى مابعده، الا بعد توفر اشتراطات اللاارضوية ومقابلها الارضوية في الشرق المتوسطي تحديدا، وفي موضعين نهريين ضمن هذا الجزء من المعمورة احدهما احادي بنهر واحد والاخر بنهرين، الاول متوافق مع العملية الانتاجية والعاملين في الارض، يفيض مع الدورة الزراعية، والمكان يتمتع بالانسجام وبالحماية الطبيعية من شرقه وغربة، فالوادي النهري محمي شرقا وغربا بالصحراء، ومن شماله بالبحر، بخلاف الموضع الاخر السومري المابين نهريني، حيث الاحتراب الانتاجي وعملية الفيضان المخالف للدورة الزراعية، والميل التدميري النهري الاقصى، مع كل الاشتراطات المناخية والبيئية الطاردة صيفا وشتاء وتربة، اضافة لانفتاح جهات المكان الشمالية والشرقية والغربيه، وانصبابها السلالي من الصحارى والجبال الجرداء، حيث السيول البشرية بلا انقطاع، تظل نازله نحو ارض الخصب لتعزز حالة وظاهرة مايمكن ان يطلق عليه "العيش على حافة الفناء". المهم والاخطر بصورة جازمه، ماينطوي عليه هذا الوضع من ديناميات وقوانين تشكل تاريخي تخص العملية المجتمعية ومستهدفاتها التي تتاسس معها، وتنبيء عنها من نوعها، اولا من ناحية الطبيعة والديناميات المتصلة بها، في موضع النهر الواحد التوافقي الانتاجي حيث مجتمع الكيانية والدولة الاحادي المتجسد في الفرعون الاله، والاخر حيث الاصطراعية الانتاجية وانتزاع اللقمه من فم الوحش الكاسر، لاتبقي من تآلف بين الارض وبين من هم عليها، هؤلاء الذين يكونون ماخوذين بالبحث عن مسرب، وعن قوة مقابله تتجلى بصيغة السماوية، ونزوع المغادرة في اجواء تسقط فيها كل مظاهر اليدوية الارضوية الحاجاتيه، التملكية، والتمايزية السلطوية، وفي مقدمها الكيانوية، بمقابل التشاركية والتعاون المحكوم للفزعة والنخوة، يضاف لها نفي وانتفاء اسباب التشكلية الكيانيه، لصالح كينونه منطوية ذاتيا على تعدي الكيانيه المحلية نحو الكونيه، وكل هذه بالاحرى سمات وخصال كافية لان تجعل من المجتمع المشار اليه خصوصية و"نوعا" اخر غير ذلك المعاش، والذي يظل غالبا كنمطية ونموذج اشتراطات انتقالية، ومن ثم مفاهيم، مادامت اليدوية الانتاجية هي الغالبه، مع مايرافقها وهو وليدها من قصورية عقلية، تظل مستمرة بصيغة العجزعن كشف النقاب عن، فضلا عن ادراك طبيعة المجتمعية اللاارضوية، ناهيك عن دلالاتها ومايترتب عليها، وما هي منطوية عليه كحقيقة شاملة مستقبلية ملازمه للظاهرة المجتمعية، ولدت بها ولازمتها بغض النظر عن تعذر كشف النقاب عنها. وليست الكينونه اللاارضوية لوحدها ما يظل مبعدا عن الارداك، فالظاهرة المشار لها تترافق مع نوع بنية اصطراعية تاريخيه تظل حاكمه لتاريخ المكان الذي تولد فيه، وبعدما يكتمل التشكل اللاارضوي بالاصطراع مع الطبيعة خلال قرون تكتمل معه مقومات الصنف المجتمعي اللاارضوي المرهون للتحولية اللاارضوية، ياتي دور الانصبابات البشرية النازله اليه من الجهات العليا ومن الجوانب، وهي مجاميع بنيتها ارضوية يدوية تغلبيه، مفعمه بالرغبة بالسيطرة، تبدا بمجرد وصولها الى الحواف العليا لارض السواد، بفرض منطقها الاحتلالي، غير مقدرة لطبيعة المكان، وخصوصا للمجتمعية ونوعها المباين، المختلف كليا، مايؤدي من يومها الى حصول حالة احتراب لاحل له، قبل ان تتمكن السلالات الهابطة من ادراك استحالة اخضاع المجتمعية السفلى عن طريق فرض منطق وملازمات البنية الارضوية عليها، الامر المستحيل والذي دونه فناء النوع الاسفل، ماينتهي الى ولادة خيارالمجتمعية العليا المتناسب مع الظرف، اذ تقام "دول امبراطورية مدينيه" محصنه اعلى واشد تحصين، معزولة بذاتها، تمارس الغزو الداخلي بهدف حلب الريع، المكلف للغاية، وتعود الى داخل قلاعها واسوارها، مما يدفعها مع الوقت للانكفاء الى وراء، بحثا عن تعويض عما هو غير متاح، وفي افضل الحالات مكلف بالحدود القصوى، مع ان اسباب وموجبات الاصطراعية الازدواجية المجتمعية لاتنتهي، املا بالوصول الى الافنائية التي تظل من اهم انشغالات ومهمات الدول المدن الامبراطوريات، الا في احوال نادرة، عندما تكون الافاق العليا الى الشرق والغرب مفتوحه كليا، كما كان حال بغداد في طورها الاول، في حين كانت بابل اكثر انشغالا وتركيزا على مهمه دحر العالم الاسفل، وهذا مايجعل الوضع العراقي كخاصية، حال اصطراعية ازدواجية مجتمعية تاريخيه محكومة لمفعول وحدة الوسائل الاحترابيه مع تباين النمطية. الامر الهام هنا وفي قلب الاصطراعية التاريخيه، اتسام هذه العملية باللاديمومه وللااستمرارية بعكس الحال المصري الاحادي الدورة، التكراري الاجتراري، فالكيانيه الاصطراعية الازدواجية مابين النهرينيه، هي دورات وانقطاعات فنائية ذاتيه، الاصطراع الحاكم لها يفضي عند نقطه معينة من الاحتدام، بالاضافه لفعل العوامل المحيطة المجافية الضاغطة، الى تاكل البنيه الازدواجية واضطرابها، وصولا الى الانهيار الدراماتيكي كما حل ببابل على عظمتها،ومن ثم بغداد عام 1258 وصولا الى القرن السادس عشر، عندما عادت اللاارضوية وانبعثت انبعاثها الثالث الراهن في ارض سومر التاريخية ذاتها، مع ظهور"اتحاد قبائل المنتفك" عام 1530 جنوبا في ذي قار. ومشهد كهذامن شانه ان يثير تساؤلات حول ظواهر ظلت مطوية وخارج الانتباه على مر التاريخ، من نوع الفارق الممكن بين الطور اليدوي، والطور الاخر الالي بما يخص المجتمعية اللاارضوية، ومامتوقع من متغيرات تطرا عليها، مالايمكن منطقيا التعامل معه بذات منظور الارضوية وممكنات تصور مفعول الالة عليها، بالاخص ابتداء، ابان الطور المصنعي، ومع ثقل ووطاة مفاهيم ومنظورات الارضوية اليدوية الطويلة الباقية اثارها وترسباتها، على الاقل مع بدايات الانتقال الالي، وهنا ينتظر العقل البشري ماقد يكون اهم تحد ظل قابعا بين طيات العملية المجتمعية، واستمرمتمثلا في القصور الادراكي للظاهرة المجتمعية، بحصرها بداهة ضمن وداخل اطار الارضوية لاغير، باعتبارها النموذج والحالة الاوحد، لابل الغاية الوجودية، مع مايترتب على كل ذلك من حصيلة ونتائج اعتقادية وتصورية دنيا احادية تابيدية، لظاهرة كل مايتصل بها وبخصوصيتها يقول بانها ليست خارج الفعاليه والديناميات التحولية التاريخيه، المنطوية في الازدواج المجتمعي المطرود خارج الوعي. من هنا تذهب بنا اللحظة واشتراطاتها اليوم ومع الدورة الثاثة اللاارضوية العراقية، وماقد صادفها في حقبتها الثالثة الايديلوجيه الاخيرة، بعد القبلية الاولى، والانتظارية النجفية، من التقاء مباشر بالانتقالية الانتاجية الالية مع بدايات القرن العشرين، وماينشأ من حينه من تفاعلية افنائية، مظهرها الابرز سعي الغرب الدائب الى فرض نموذجيته ونوع تصوراته على موضع مخالف له كليا، ومايترتب على ذلك ويتولد عنه من اصطراعيه( هي تكرار لمالوف وخاصية تاريخيه لاتتبدل ) تستمر على مدى قرن، هو الزمن اللازم من التفاعلية الضروري لتوقع بدء النطقية اللاارضوية، وحضور الذاتية الازدواجية اللاارضوية الباقية من دون الافصاح الذاتي المطلوب على مر التاريخ اليدوي، يوم كان يتعذر النطق الا بما يتوافق والاشتراطات الغالبة انتاجيا، ماقد جعل التعبيرية اللاارضوية تتخذ شكل النبوية الحدسية الابراهيميه وقتها، مكرسة الازدواج المجتمعي ضمن الشروط اليدوية ازدواجا كونيا، في حين تبدا اسباب النطقية العظمى العليّة السببية بالتشكل اخيرا، ضمن اشتراطات الانقلابية الاليه، مع انها تستهل في غير ارض الازدواج المجتمعي، في اوربا على الطرف الاخر من المتوسط حيث الازدواج الارضوي الطبقي، ليبقى الانقلاب الالي غير مكتمل، مفعم بالتوهمية الارضوية، بانتظار الوصول الى اللاارضوية والسعي لافنائها، فاذا هي نطقت فان الاله وقتها تصبح في موضعها ومكانها الذي وجدت لكي تحتله في المشهد المجتمعي التحولي الاكبر. ـ يتبع ـ
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-توده-والشيوعي العراقي والعدوان الامريكي*
-
-وطن كونيه عراقيه- لاوطنيه زائفه/3
-
-وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/ 2
-
-وطن كونيه عراقية-لاوطنيه زائفه/1
-
اللاارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/4
-
اللا ارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/3
-
اللاارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/2
-
اللاارضوية بدل-الشيوعيه-:نداء اممي؟
-
حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/4
-
حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/3
-
حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/2
-
حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصة/1
-
الجهالة الغربية والازدواج المجتمعي المتوسطي( 2/2)
-
الجهالة الغربية والازدواج المجتمعي المتوسطي( ½)
-
-الوطنية- و-القومية- و-الوطن كونيه-؟
-
الرؤية الكونية العراقية مابعد الابراهيميه/ 4
-
الرؤية الكونية العراقية مابعد الابراهيميه/3
-
الرؤية الكونيه العراقية مابعد الابراهيمه/ 2
-
الرؤية الكونيه العراقية مابعد الابراهيمه/1
-
هل العراق موشك على الفناء؟/5
المزيد.....
-
صورة متداولة لقاذفة B-2 الأمريكية عند ضرب منشآت إيران النووي
...
-
-طريقي لرئاسة أمريكا سهل-.. نجل ترامب يلمّح إلى إمكانية ترشح
...
-
تل أبيب تستعيد أنفاسها.. الحياة تعود رغم هشاشة الهدنة مع إير
...
-
الجنوب الليبي .. كنز مدفون ومعاناة متواصلة
-
مصادر طبية في غزة: مقتل عشرات بهجمات ووفاة أطفال بسوء تغذية
...
-
R?ng th?n t?m kho b?u 789club – M? c?a huy?n tho?i s?n l?c l
...
-
Loki’s Riches 789club – Khi th?n l?a g?t d?n l?i v?n may
-
The Wild Gang 789club – Xông pha mi?n vi?n Tây, s?n th??ng r
...
-
Beware the Deep 789club – S?n kho b?u d? d?i gi?a l?ng ??i d
...
-
جامعة فرنسية تطرد طالبا من حفل تخرج بعدما اتهمها بدعم إبادة
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|