اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 04:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1 )
ليس من السهل الجواب على سؤال : مَن المنتصر في الحرب التي جرت لمدة 12 يوماً بين ايران واسرائيل . فهذه الحرب هي حلقة في سلسلة حروب تكررت منذ سنة 1948 ، من غير ان يحقق اي من طرفي الصراع أهدافه . فهي حروب من غير نتائج واضحة ، وحتى في هزيمة العرب الشاملة عام 1967 لم تتمكن اسرائيل من ان تكون متطابقة على ارض الواقع مع شعارها عن اسرائيل الكبرى : اذ سرعان ما رد عليها الجيش المصري : باستراتيجية " حرب الاستنزاف " ، ثم اجبرها عبوره العظيم عام 1973 وتحطيم خط بارليف ( من غير سلاح نووي ) على التنازل عن الارض مقابل السلام في معاهدة : كامب ديفيد …
2 )
ما ان اعلن الرئيس الأمريكي عن تحقيق الهدف من قصف برنامج ايران النووي : حتى خرجت علينا كبرى المؤسسات البحثية والإعلامية وأساتذة السياسة في الجامعات وصحافيّون وبرلمانيون ؛ بآراء مشككة في مصداقية الرئيس الأمريكي ، ثم تلاها التشكيك بمصداقية تصريحات الرئيس الإيراني وكذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي عن تحقيق أهدافهما من الحرب ، اذ لم تنوجد في التاريخ حرب ينتصر فيها جميع أطراف الصراع في آن واحد …
3 )
حاولت امريكا في هذه الحرب بان تعلن عن قوتها التي تمكنها من ان تكون مطابقة لشعار رئيسها عن : امريكا أولاً ، وتأبيد انفرادها بالسيطرة على العالم ، كما واثبتت فبها اسرائيل : انها مطابقة لشعارها في ضرورة القضاء على خطر ازالتها من الوجود الكامن في برنامج ايران النووي : فاستخدمت - إلى جانب تقنيتها العسكرية المتقدمة - مهارة استخباراتية جندت فيها الكثير من اهالي البلد لتنفيذ عمليات ضخمة ضد البلد وداخل حدود البلد : وهذا ما يشير إلى ان ايران لم تكن متطابقة مع هدفها المعلن عن ازالة اسرائيل من الوجود ، ، وانها طورت برنامجاً صاروخياً متقدماً ليس لإزالة اسرائيل من الوجود ، بل للدفاع عن برنامجها النووي ومنع امريكا واسرائيل من ضربه ، واكن ايران لم تتمكن من منعهما ، وبهذا لم تكن ايران متطابقة في هذه الحرب مع شعارها عن ازالة اسرائيل من الوجود . ان تحقيق ايران لهدف الإزالة يتطلب منها : ان تحوّل المعركة من معركة جويّة إلى معركة ارضية ، فإزالة الدول وإيجادها تجري على الارض وليس في السماء ، وتحديداً على حدود اسرائيل ، وليس في ايران وفي القلب من طهران …
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟