أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - مفهوم الجمال والقبح في عالم متغير: بين السياسة وكرة القدم














المزيد.....

مفهوم الجمال والقبح في عالم متغير: بين السياسة وكرة القدم


علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)


الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم تتشابك فيه الأحداث السياسية مع شغف الجماهير الرياضية، هل يمكن أن نجد "جمالاً" في صور تختلف تمامًا عما نألفه؟ سنستعير من صديقي واستاذنا الدكتور سعد الدين كليب مفهوم الجمال والقبح لنسلط الضوء على ما نعيشه اليوم، من اتفاقيات سياسية معقدة إلى إثارة الملاعب الخضراء.
في خضم الأحداث السياسية المتسارعة، تتوازى أحداث رياضية لا تقل إثارة، وهي بطولة كأس العالم للأندية التي تقام لأول مرة بهذا الكم من الفرق المشاركة. هذه البطولة، التي لا تقل متعة عن كأس العالم لعشاق كرة القدم، تتزامن عادةً مع استغلال إسرائيل لمثل هذه الأحداث لإشعال الحروب. لكن هذه المرة، كانت الحرب مختلفة أيضًا.
الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل كانت حربًا دون تماس مباشر، حربًا عن بُعد. هذه نقطة جديدة في عالمنا، قد نعتبرها خرقًا للمفاهيم التقليدية للحروب التي نعرفها.
في خضم هذه الأحداث، علّق الرئيس السابق دونالد ترامب على الصراع معتبرًا إياه "جميلًا". فقد أعلن عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي أن إسرائيل وإيران اتفقتا على "وقف إطلاق نار شامل وكامل" من شأنه أن يؤدي إلى "إنهاء رسمي لحرب الأيام الاثني عشر". ثم أكد على ضرورة عدم انتهاك الاتفاق: "وقف إطلاق النار ساري المفعول الآن. من فضلك لا تنتهكه! "
وحين أقلعت طائرات إسرائيل بعد اعلان الاتفاق، غرد مخاطبًا إسرائيل: "إسرائيل. لا تسقطوا تلك القنابل. إذا فعلتم ذلك، فهذا انتهاك كبير. أعيدوا طياريكم إلى دياركم، الآن! دونالد ج. ترامب، رئيس الولايات المتحدة." ثم أتبعها بتغريدة أخرى: "إسرائيل لن تهاجم إيران. ستعود جميع الطائرات إلى ديارها، مع القيام ب تحية طائرة ودية لإيران. لن يتضرر أحد، وقف إطلاق النار ساري المفعول! شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر."
بعد الضربة الإسرائيلية، ردّت إيران. وفي صباح اليوم التالي، اتهم ترامب كلا البلدين بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار - مع أنه لم يُنشر أي تأكيد لوجود مثل هذا الاتفاق. وبدا ترامب غاضبًا، إذ قال للصحفيين: "لدينا دولتان تتقاتلان منذ فترة طويلة وبشدة لدرجة أنهما لا تعرفان ما تفعلانه".
لاحقًا، نشر ترامب: "إسرائيل وإيران أرادتا وقف الحرب، بالتساوي! كان شرفًا عظيمًا لي أن أدمر جميع المنشآت والقدرات النووية، ثم أوقف الحرب!". واختتم بمنشور ترامب: "الآن وقد حققنا السلام في الخارج، علينا إتمام المهمة هنا في الوطن بإقرار مشروع القانون العظيم، الكبير، الجميل. "
أين يكمن الجمال هنا؟ هل هو جمال من طرف واحد؟ وماذا نسمي الطرف الآخر؟ بالعودة إلى كرة القدم، حين يفوز فريق، يكون هذا جميلًا لمن يشجعه، وليس كذلك لمن لا يشجعه. أما المتفرج، فيرى هذه الحالة شاعرية، جميل أن يرى الفائز والخاسر يتصافحان بروح رياضية. هنا، يختلف مفهوم القبح والجمال.
لذلك، حين ننظر كمتفرجين إلى هذه الحرب، وليس كحياديين منحازين لأي طرف، سنرى أن من يقف في صف إسرائيل، يرى أن الأمر لم يتم كما يريد، لكنه حقق أشواطًا قوية واستطاع تهديد المرمى عدة مرات، بل أدخل عدة أهداف ومن الطرف الآخر، من الجانب الإيراني، يرى أيضًا الجمال من خلال رد إيران بصواريخها وإيقافها وإخافة وردع إسرائيل وسجلت عدة أهداف.
أما من ينظر بطريقة محايدة ومستمتعًا بالحرب، وهذا نوع من القبح ضمن الجمال، فهو يستمتع بالمشاهدة، تمامًا كالمتفرج على مباراتين بين فريقين متخاصمين للفوز بكأس الأرض العربية. نرى أن كلاهما يلعبان، ويقدمان كل حركة جميلة من أحد اللاعبين تُصدر آهات الدهشة.
أما أمريكا، التي تقوم بدور الحكم والمشرف العام والراعي في هذه "المباراة" السياسية، فقد كان لها دور مختلف. استطاعت إيقاف المباراة بعد أن أعطت، وساهمت في إعطاء عدة "ضربات جزاء" للفريق الإسرائيلي. هنا يظهر القبح في التدخل الموجه، فهل يظل الجمال قائمًا عندما يكون الحكم منحازًا؟
المباراة بين الفرقين لم تنته، بل تم ايقافها. ومهما كانت النتيجة فهي لم تحسم. ربما كان الجمال هنا إيقاف هذا الجنون الذي بدأ ينتقل الى المدرجات وربما تطور لو لم يتوقف. وهذا جمال عام للبشرية.
في النهاية، يبدو أن الجمال والقبح ليسا سوى مرآة تعكس وجهات نظرنا ومصالحنا. فهل سنتمكن كمتفرجين من تجاوز الانحياز لنرى "الجمال" الحقيقي في اللعبة الكبرى، أم أننا سنظل رهناً لمفاهيمنا الذاتية في عالم يتغير بسرعة فائقة؟



#علاء_الدين_حسو (هاشتاغ)       Alaaddin_Husso#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات بناء قاعدة شعبية مستدامة
- هل ترامب -جودو- الشرق الأوسط ومنقذ المنطقة العربية من الصراع ...
- استشراف مستقبل سوريا الجديدة - النموذج الاول (الاتاتوركي)
- استشراف مستقبل سوريا الجديدة - المقدمة
- النصب والذكاء الصناعي
- هل بدأ عصر أشرقة اوروبا ؟
- صراع الوعي
- حركة النص_ انسي الحاج نموذجا
- الباقي من الزمن ساعة، قراءة سياسية للرواية
- النهر الدامي _ بارليف الشمالي
- هل آن أوان سحب الثقة من المنصات السورية ؟
- إذا كان هذا يحدث في البرازيل ، فيمكن أن يحدث هنا ... نحو قرا ...
- المجتمع الخامس
- هذه بضاعتنا، وهذه خبرتنا.. فماذا نفعل ؟
- الائتلاف السوري بين المطرقة الدولية وسندان الشعب
- حول الشعر ١
- الخاسرون ديمقراطيا هم الفائزون
- القادم أصعب .. التوحش يزيح الأخلاق عن مكانه
- ومن الشعراء قادة رأي
- هل يتبع حزب الله سياسة الإنكار ؟


المزيد.....




- لماذا قد -يدفن- مشروع E1 الاستيطاني الإسرائيلي احتمال قيام د ...
- لماذا أعجب روي كاساغراندا بالصحابي خالد بن الوليد؟
- العثور على جثمان ضابط إسرائيلي انتحر بعد القتال في غزة
- باحثون يبتكرون مضادات جديدة لنوعين من العدوى البكتيرية
- إدانات عربية ودولية لخطة إسرائيل الاستيطانية الجديدة
- لماذا يتحدث بوتين عن معاهدة جديدة للأسلحة النووية مع واشنطن؟ ...
- عراقجي ينفي تدخل إيران في الشؤون الداخلية للبنان
- قمة ألاسكا.. بين تفاؤل ترامب ومخاوف أوروبا وأوكرانيا
- مطالب بتحقيق في مجلس الشيوخ حول محادثات -ميتا- مع أطفال
- مخطط سموتريتش.. هل يكون نهاية حلم الدولة الفلسطينية؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - مفهوم الجمال والقبح في عالم متغير: بين السياسة وكرة القدم