أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - هل ترامب -جودو- الشرق الأوسط ومنقذ المنطقة العربية من الصراعات؟














المزيد.....

هل ترامب -جودو- الشرق الأوسط ومنقذ المنطقة العربية من الصراعات؟


علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)


الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكلت جولة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط نقطة تحول مفصلية، وكشفت عن ديناميكيات جديدة في علاقات القوى الإقليمية والدولية. فبخلاف الأنماط التقليدية للسياسة الخارجية، بدا أن نهج ترامب يقوم على رؤية مختلفة للمنطقة، مستبدلاً الصراعات المباشرة بـالصفقات الاقتصادية الضخمة كأداة رئيسية لتحقيق الأهداف. هذه الجولة، وما تبعها من أحداث، قدمت مؤشرات قوية على تغير في الأولويات الإقليمية، لا سيما من خلال تزايد ثقل المملكة العربية السعودية ودورها البارز، وظهور مقاربة عملية تفضل المكاسب المادية على الاعتبارات العاطفية أو الأيديولوجية. ولكن هل يكفي هذا التحول ليجعله "جودو" – أي قوة مخلصة غير متوقعة – تنقذ المنطقة من عقود من النزاعات؟
لقاء تاريخي وتداعيات غير متوقعة: الشرع وترامب
لعل أبرز حدث عكس هذا التحول هو اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بترتيب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. هذا اللقاء، الذي قد يبدو للبعض غير منطقي، أثار ردود فعل متباينة في العالم العربي، وخاصة بين السوريين.
من منظور السوريين:
استُقبل هذا اللقاء في سوريا بـفرحة عارمة. لم تكن هذه الفرحة مرتبطة باللقاء بحد ذاته فحسب، بل اعتُبرت إيذانًا بـنهاية حقبة امتدت منذ عام 1979، أي منذ تسلم حافظ الأسد ثم ابنه مقاليد الحكم. هذه الحقبة شهدت عزلة سوريا عن العالم الغربي والعالم أجمع. بالنسبة للسوريين، كانت المصافحة بين الشرع وترامب بمثابة انهيار لجدار العزلة، وبداية لعهد جديد يحمل الأمل في تغيير مسار البلاد. تعززت هذه الفرحة بتصريح ترامب حول رفع العقوبات عن سوريا. ورغم أن الرفع الكامل للعقوبات الأمريكية المعقدة يتطلب مسارًا طويلًا وتوافقات أوسع، إلا أن مجرد الإشارة إلى ذلك من رئيس أمريكي كان بمثابة بارقة أمل لإنهاء عقود من الحصار الاقتصادي الذي أثر بشكل كبير على حياة المواطنين. يتطلع السوريون إلى عودة الشركات الغربية والاستثمارات، وتفعيل الاقتصاد السوري الواعد الذي يمتلك مقومات كبيرة للنمو في ظل مناخ ليبرالي وسوق مفتوحة. فموقع سوريا الجيوسياسي كـمعبر حيوي يربط أوروبا وإفريقيا ودول آسيا، يزيد من جاذبيتها كمركز للاستثمار والتجارة، خاصة مع أمان وفعالية الطرق البرية مقارنة بالنقل البحري أو الجوي.
من منظور العالم العربي:
في العالم العربي، لاقى اللقاء والتوجهات الجديدة ترحيبًا حذرًا. اللافت للنظر في القراءات العربية حول هذا اللقاء هو عدم التطرق بشكل واسع إلى العلاقة مع إيران، وكذلك تجنب القضية الفلسطينية بشكل غير معتاد. يبدو أن هناك قناعة متزايدة لدى دول الخليج، لا سيما المملكة العربية السعودية تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان، بضرورة التفكير كـدولة عصرية تضع المصالح الاستراتيجية والاقتصادية في المقام الأول، بعيدًا عن العواطف أو السياقات التقليدية التي كانت تسيطر في السابق. هذا التوجه يعكس فهمًا بأن دعم القضايا العربية لم يعد بالضرورة يتم عبر المواقف العاطفية، بل قد يتطلب مقاربات عملية تؤدي إلى نتائج ملموسة، كما يتضح من الدور السعودي في الوضع السوري الذي مهد للقاء الشرع وترامب.
ترامب وشرق أوسط جديد: منقذ أم محرك للتغيير؟
تشير هذه التطورات إلى أن الحركة الاقتصادية قد أصبحت العامل الرئيسي في وضع الخطط والاستراتيجيات وتهيئة شكل الشرق الأوسط الجديد. فهل يمكن أن نعتبر أن ترامب، بتركيزه على الصفقات الاقتصادية وتغيير الأولويات، قد يكون بمثابة "جودو" الذي سينقذ المنطقة العربية من سنوات طويلة من الحروب والصراعات؟
بينما يرى البعض في هذا التوجه فرصة لإحلال المصالح المشتركة محل النزاعات، قد يرى آخرون أن هذه المقاربة قد تتجاهل جذور بعض المشكلات الإقليمية أو تتركها دون حلول جذرية. الأيام القادمة وحدها ستكشف مدى تحقق هذه التوقعات، فالتحديات والمشاكل لا تزال قائمة ومتعددة، وربما تكون هناك أبعاد أخرى تتطلب مقالًا منفصلًا لمناقشتها.



#علاء_الدين_حسو (هاشتاغ)       Alaaddin_Husso#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استشراف مستقبل سوريا الجديدة - النموذج الاول (الاتاتوركي)
- استشراف مستقبل سوريا الجديدة - المقدمة
- النصب والذكاء الصناعي
- هل بدأ عصر أشرقة اوروبا ؟
- صراع الوعي
- حركة النص_ انسي الحاج نموذجا
- الباقي من الزمن ساعة، قراءة سياسية للرواية
- النهر الدامي _ بارليف الشمالي
- هل آن أوان سحب الثقة من المنصات السورية ؟
- إذا كان هذا يحدث في البرازيل ، فيمكن أن يحدث هنا ... نحو قرا ...
- المجتمع الخامس
- هذه بضاعتنا، وهذه خبرتنا.. فماذا نفعل ؟
- الائتلاف السوري بين المطرقة الدولية وسندان الشعب
- حول الشعر ١
- الخاسرون ديمقراطيا هم الفائزون
- القادم أصعب .. التوحش يزيح الأخلاق عن مكانه
- ومن الشعراء قادة رأي
- هل يتبع حزب الله سياسة الإنكار ؟
- الرجل رقم 2
- العقلية الشمولية في المؤسسات المدنية


المزيد.....




- أعاصير وعواصف عملاقة تضرب أمريكا.. وخبراء طقس يحذرون من القا ...
- لحظة تحبس الأنفاس.. شاهد صاعقة برق تضرب سيارة شرطة أمريكية ف ...
- بريطانيا تستدعي سفيرة إسرائيل وتُعلق مفاوضات اتفاقية التجارة ...
- المملكة المتحدة تعلّق المفاوضات التجارية مع إسرائيل وتستدعي ...
- بعد 3 أشهر من الحصار الكامل.. دخول أولى شاحنات المساعدات إلى ...
- بعد فضيحة دامت عقودا.. بريطانيا تطلق حملة للكشف عن ضحايا -ال ...
- الدفاع الروسية تكشف حصاد الأمس من العملية العسكرية الخاصة
- مدفيديف يحدد العقبة الرئيسية أمام السلام في أوكرانيا وآخر -ف ...
- معركة كورسك بعيون قوات -أحمد-
- ليبيا.. 67 حزبا سياسيا تعلن دعمها للمحتجين وتدعو لإسقاط الحك ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - هل ترامب -جودو- الشرق الأوسط ومنقذ المنطقة العربية من الصراعات؟