أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - القادم أصعب .. التوحش يزيح الأخلاق عن مكانه














المزيد.....

القادم أصعب .. التوحش يزيح الأخلاق عن مكانه


علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)


الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايمكن التنبؤء بالمستقبل، وإنما يمكن للحاضر أن يشير إلى المستقبل، مثلما الماضي يدل على الحاضر. وإذا أردت أن تعرف طبيعة وسلوك دولة ما، أنظر إلى تاريخ نشؤها. وإذا أردت أن تستشرف مستقبل دولة ما، أبصر في حاضرها.
ولأن الإنسان هو أهم مخلوق على هذه الأرض، كان الحفاظ على حياته وفكره وصحته وحاجاته من أهم الشروط الأساسية لأي حركة أو تيار اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي أو ثقافي.
وإن كان هناك تعريف شامل لذلك وجامع يمكن أن نصفه بالأخلاق وأخلاقيات المهنة. فللحرب أخلاقيتها، وللسلم أخلاقيته، وللفرد أخلاقه، وللمجتمع أخلاقه، وحين قامت الثورة الفرنسية صدرت للعالم مفاهيما كالحرية والعدالة والمساوة انتشرت في أوربا ومن ثم في كل انحاء العالم .
مع الأسف، دخلنا بوابة القرن الواحد والعشرين، والعالم يضع الأخلاق والأخلاقيات على الرف، ويتقلد ما هو نقيضها. ابتدأتها وريثة الفلسفة النفعية وصاحبة الفلسفة البراغماتية و التي تعرف باسم الولايات المتحدة الأمريكية، تجلى ذلك بصورة واضحة مع قدوم ترمب الذي يتصرف كراعي بقر أو بلطجي يطلب ثمنا لقوته وحمايته للدول.
من ارهاصات هذا التحول الخطير هو المقاتل (المأجور) الذي له أكثر من وصف أشهره (المرتزق). بدأ مع غزو العراق ، حين كان أكثر أغلبية الجيش الأمريكي مرتزقا.
يقول الشاعر الايطالي الجنوبي جوسيبه غوفوريدو في كتابه (مخاض السلام في البحر الأبيض المتوسط) بأن اثناء حرب الخليج الاولى حول بوش الجنوب لقاعدة أمريكية لقتل العراقيين. وتحولنا نحن أبناء الجنوب خدما لهم.
ومن ارهصاته الخطيرة جدا، شركات الحرب، مثل شركة فاغنر الروسية، المتخصصة في توظيف المرتزقة المحترفين في الحروب ، ولها تاريخ في مساعدات الحركات الانفصالية في اوكرانيا قبل أن تجد في سوريا وليبيا كنزا لا ينضب لها. وهي مثل الشركة الأمريكية المعروفة باسم بلاك وتر المعروفة اليوم باسم اكاديمي.
لقد تخلت تلك الدول القوية اليوم عن فكرة المقاتل المنتمي لها، للتخلص من الاعباء المالية والالتزامات الاجتماعية. فليس من السهل لتلك الدولة أن تفقد مواطنا لها يخدم في مؤسساتها العسكرية أو الأمنية ويدافع عن مصالحها واهدافها، هناك التزمات (أخلاقية) كرعاية الأبناء وتقديم المعونة والسكن والتعليم الخ...
لذلك لا مانع لديها أن يكون مواطنا لها هو موظفا في شكرة أمنية خاصة، فلا التزمات لها، وحتى ان كانت هي فعليا صاحبة تلك الشركة، ولكنها في النهاية في حل من اية التزمات في حال خسرانه.
ومن ارهصاته الأشد خطورة، استغلال الدين والتحدث باسم الله، لتنجيد شباب واطفال ونساء، وبيعهم كلام لا يكلفهم سوى بضع دقائق تغسل بها ادمغهتم وتداعب احلامهم. والامر ليس مقتصر على دين واحد أو ايديولوجيا محددة أو طيف ما. وسواء هذا الاستغلال باسمه أو محاربته.
ومن ارهصاته الاشد فتكا وتأثيرا هو المال الموظف لتجيند الشاب والمفكرين والمثقفين والعسكريين ، باساليب متعدة وعلى مستويات متفرقة تبدأ بحفنة الدولارات لشاب أو شابة تفتعل حركة ما تخدم غايتها، أو حزمة من الالف الدولارت لدعم حركة انقلابية في بلد ما تخدم غايتها.
في السابق كان هناك نظام استعماري مباشر، وحرب مباشرة، ولها كما قلنا اخلاقياتها والتزماتها. اليوم اختلف الامر ، الدول تتخلى عن ذلك بل تتملص منه بطريقة وقحة لهذا القادم أصعب ولكن مواجهته أيضا أشرف، فكلما كان التحدي كبيرا كان أرفع قدرا.



#علاء_الدين_حسو (هاشتاغ)       Alaaddin_Husso#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومن الشعراء قادة رأي
- هل يتبع حزب الله سياسة الإنكار ؟
- الرجل رقم 2
- العقلية الشمولية في المؤسسات المدنية
- إعلان عن تأسيس حزب سوري جديد
- جدلية الريف والمدينة سياسيا
- سوريا في قرن، ما بين العهد القطني و المأساوي
- مفهوم الرئاسة وطبيعة الحكم عند المضطربين
- الذي حدث في الخامس من حزيران
- هل تم اتخاذ القرار السياسي لحل مشاكل المثلث السوري العراقي ا ...
- أما أن تكون صحفيًا محترمًا أو باباراتزي لاهثًًًا خلف الفضائح
- باب الشمس، بوابة عبور لشباب حالم بالضوء
- حزب أم دين
- الاستمرارية شريان حياة
- التنظيم ذلك السلاح المرعب
- تنتهي الثورة لحظة اقامة السلطة
- الوطن شجرة المعرفة والخطئية والاستمراية
- المجتمع المدني وفن السينما
- المجتمع المدني السوري وشجرة غودو
- وصية كمال جنبلاط والمجتمع المدني في سوريا


المزيد.....




- القسام عقب عملية بيت حانون: سندكّ هيبة جيشكم
- -الصمت ليس خيارا-.. فرق غنائية أوروبية تواجه الحظر بسبب دعمه ...
- محللون: الصفقة ليست نهاية الحرب وخطاب نتنياهو يؤشر لتراجع عس ...
- -بدنا هدنة-..مباحثات الدوحة على وقع لقاء نتنياهو وترامب في و ...
- هآرتس: أميركا تبني لإسرائيل منشآت عسكرية بمليارات الدولارات ...
- وزير الطوارئ السوري للجزيرة نت: 80 فريقا تعمل لإطفاء حرائق ا ...
- هكذا خانت أوروبا نفسها لأجل إسرائيل
- عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
- مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيف ...
- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - القادم أصعب .. التوحش يزيح الأخلاق عن مكانه