أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء الدين حسو - التنظيم ذلك السلاح المرعب














المزيد.....

التنظيم ذلك السلاح المرعب


علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)


الحوار المتمدن-العدد: 6245 - 2019 / 5 / 30 - 14:21
المحور: المجتمع المدني
    


إن أول كلمة ترد على اللسان حين الإجابة على سؤال أو تسأول عن كيفية نجاح شخص، شركة ، مجتمع؟ هي : بالتنظيم . وأول نصيحة تقدم من شخص ناحج هي كلمة تنظيم . وفي كل المقابلات التي كانت تجري مع الطلبة المتفوقين أو مع زويهم كانت الإجابة عن سر التفوق هو بالتنظيم .والتنظيم ليس مفتاحا لنجاح الفرد فقط، وإنما للمجتمعات بكافة أنواعها ومجالاتها، فهو المفتاح لكل بوابات النجاح، وعلى كافة الصعد.

تجد المغترب منا – وقد تحول نصف مجتمعنا اليوم مغتربا- مندهشا من تنظيم المجتمعات الغربية ولا ينفك ولا يمل عن وصف المجتمعات الأخرى بأنها مجتمعات منظمة ، ومنضبطة، ولا أحد يتعدى على أحد، وكل فرد يعرف ما عليه وما له.
ففي تركيا – على سبيل المثال لا الحصر- من أقرب الدول المتطورة الملاصقة لنا، والتي احتضنت اليوم عشرة بالمئة من مجتمعنا أو أكثر ، تجد التنظيم هو من أهم الأسس التي بني عليها تطورها في حين مجتمعها لا يفرق عن مجتمعنا كثيرا في الثقافة والعادات والتقاليد. وأكبر تحد تواجه هذه الدولة مع مجتمعنا النازح هو تعليم مجتمعنا التنظيم، فتجد الفوضى في كل مكان ينتشر فيه السوري، على أبواب الجمعيات الخيرية، أو أمام المؤسسات الرسمية ، أو حتى التجمعات البشرية من حدائق وساحات ومراكز تسوق، وهي من أهم المسببات التي أدت إلى حوادث سلبية مع مجتمعهم .

تقدم الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني التركية التبرعات للاتراك والسورين وغيرهم ،و تعاني معاناة شديدة مع مجتمعنا. يأتي التركي المحتاج في مواعيد منتظمة، ويسأل، ويحدد له موعدا، فيرجع من حيث أتى، إلى أن يعود في اليوم المحدد له . وتجد السوري يسأل ويسأل ولا يعود، يظل قابعا، ثابتا، مكررا السؤال ، ويأتي كلّ يوم، وحتى إن كان يعرف الموعد المقدم له بعد أيام .

تدخل دائرة النفوس مثلا، وتجد المرقم الألي وقد قسم الطلبات إلى أربع حالات ، تسجيل الولادات ، والإقامة ، وتغير العناوين، واظهار الحالة، فيجلس كل فرد منتظرا دوره ، عبر بوابات رقمية ، يتنظر كل مواطن رقمه ، ما أن يظهر على شاشة كبيرة ، حتى ينهض ويتقدم نحو الموظف المختص.

هذه تركيا ، وليست دولة انجلو سكسونية أو اسكندافية، و السؤال الأهم الذي يجب طرحه ، لما نحن هكذا؟ و كلنا يعرف بأن سبب المشكلة بالتنظيم وعدم التنظيم . ولا نجد مبررا أو تفسير لذلك إلا من خلال كلمة واحدة وهي ظاهرة الفوبيا تنظيم.

أساس مشكلتنا، وقد تجذرت في أذهننا، وما أن ترد كلمة (تنظيم) إلى أسماعنا حتى نربطها مباشرة بالإرهاب. فالأحداث التي مرت على بلادنا، في الثمانينات، وماتبعها من مضاعفات ،جعلت النظام يزرع في نفوسنا نفورا عميقا من كلمة تنظيم ، فكان إن فقد أحد ما ، أو اعتقل، أو رفض طلب له ، يرد السؤال التالي: هل هو منظم؟

إن ربط التنظيم بفئة معينة، ظلم للكلمة وظلم للمجتمع ، والعالم اليوم يتجه إلى تخطي حاجز ال11 مليار، و لا شك بأن لديهم قيم ومعتقدات تجتمع بشكل ما حول الخير والشر وفق زوايا متعددة ، وما يميز مجتمع عن أخر هو التنظيم ، فكلما ارتفع نسبة التنظيم زادت نسبة النجاح أكثر.

علينا قبل كل شيء، أن نعيد ترتيب الأوليات في أذهننا وخططنا المستقبلية ، فلا يمكن أن نشهد سوريا جديدة ، حرة ومتطورة وقادرة على تحقيق ذاتها ، وعلى بث الحرية والكرامة في مجتمعها، من دون أن نحرر هذا المجتمع من هذا الخوف ، وأن ندرك أن التنظيم هو الحبل الجامع الرابط لحبات المسبحة، والمانع لها من الانقراض والتشتت والتشرذم. هو السلاح الذي يرعب الانظمة الشمولية والمستبدة



#علاء_الدين_حسو (هاشتاغ)       Alaaddin_Husso#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنتهي الثورة لحظة اقامة السلطة
- الوطن شجرة المعرفة والخطئية والاستمراية
- المجتمع المدني وفن السينما
- المجتمع المدني السوري وشجرة غودو
- وصية كمال جنبلاط والمجتمع المدني في سوريا


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء الدين حسو - التنظيم ذلك السلاح المرعب