أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - الرجل رقم 2














المزيد.....

الرجل رقم 2


علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)


الحوار المتمدن-العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أية حركة سياسية كانت أو فكرية أو اجتماعية أو فنية أو دينية ، لا تتم إلا برجل حكيم، وبرنامج سليم واضح شفاف، وحوله نفر مخلصون صادقون، وشباب ، وتكون حاضنة للجميع.
والرجل الثاني مهم جدًا، فهو الذي يثبت أو يفشل أية حركة، و إذا اعتبرنا الانقلابات في الشرق الأوسط حركات سياسية فإن فشلها يعود للرجل الثاني الذي ينقلب على الأول، وهذا ينبع إما عدم ايمانه بالأول أصلا، أو لخلل في مشروعه وعلى الأغلب لا مشروع له أصلا.
يقدم لنا التاريخ شواهد كثيرة عن الرجل الأول الاحتياطي، ولكن عن الرجل الثاني - الذي نعنيه في هذا المقال- نادر، وربما في العصر الحديث يمكن أن نقول كان هناك الرجل الثاني عند حركة الجدلي الياباني الروائي والشاعر والسياسي القومي الياباني يوكيو ميشيما بعد قيادته لمحاولة انقلاب فاشلة لاستعادة سلطات إمبراطور اليابان المعروفة بـ"حادثة ميشيما، حين أمر جنوده وهم طلبته، بأن ينتحر هو ومساعده الأول فقط الذي أجهز عليه بعد أن غرز السيف في بطنه.
لا أعتقد هناك في الشرق الأوسط، في أية حركة سياسية ما يعرف بالرجل ثاني، هناك رجل أول احتياطي، وفي تاريخنا لا نجد - إن نظرنا للأمر من وجهة سياسية - إلا في الحقبة الراشدية.
حين بدأ الرسول الكريم دعوته، أول أربعة أسلمو ذات اليوم، زوجته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، و ابن عمه علي، ومولاه زيد بن حارثة، وصديقه أبو بكر رضي الله عنهم وعن جميع الصحابة الكرام.
وحين لبى الصديق - وهو ابن ال38- دعوة صديقه الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام، انطلق إلى أصحابه في مقدمتهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وكان جلهم من الشباب، فأسلموا.
وبدأت الدعوة تنتشر حتى وصل عدد المؤمنين إلى مائة وثلاثين صحابية وصحابي، نعرف قسم منهم، ولم يكتفي الصديق بذلك، فقد مر بمؤذن رسول الله بلال الحبشي وهو يعذب فاشتراه وأعتقه لله، وكذلك فعل مع الصحابي أفلح المعروف بأبي فكهية وهو يعذب فاشتراه وأعتقه لله، وكذلك اشترى وأعتق من الجواري اللواتي أسلمن نحو أم عبيس والنهدية وجارية عمرو بن مؤمل، وحين عاتبه والده لصرف ماله لانقاذ الضعفاء بدلاً من الأقوياء يشدون من أزره قال لوالده " إني أريد وجه الله".
وهو صاحب الكلمة الشهيرة" أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله" حين اجتمع من نفر من كفار قريش حول رسول الله، فانصرفو عن الرسول إليه، وضربوه ضربًا مبرحًا حتى نُقل إلى بيته نقلًا بين الموت والحياة، وحين فاق، رفض الشراب والطعام حتى يطمئن على صديقه، أوصلوه ليلًا إلى دار ابن الأرقم حيث رسول الله، فلما وجد الرسول الكريم بخير، ساغ له الطعام والشراب.
وحين ضاقت به السبل وأراد الهجرة إلى الحبشة قال له مالك بن الدغنة سيد من أسياد المنطقة " مثلك يا أبا بكر لا يخرج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق،فأنا لك جار" ولكنه رد جوار ذلك السيد بلطف وقال له بأن يرضى بجوار ربه.
هذا هو الرجل الثاني بعد رسول الله في دعوة الحق، يومها لم يكن حمزة أسد الله ولا الفاروق عمر بن الخطاب قد أسلما، وكان الإمام علي كرم الله وجهه مازال فتى.
للمهتمين:
مصدر المعلومات التاريخية من كتاب: روضة الأنوار في سيرة النبي المختار، تأليف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.



#علاء_الدين_حسو (هاشتاغ)       Alaaddin_Husso#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقلية الشمولية في المؤسسات المدنية
- إعلان عن تأسيس حزب سوري جديد
- جدلية الريف والمدينة سياسيا
- سوريا في قرن، ما بين العهد القطني و المأساوي
- مفهوم الرئاسة وطبيعة الحكم عند المضطربين
- الذي حدث في الخامس من حزيران
- هل تم اتخاذ القرار السياسي لحل مشاكل المثلث السوري العراقي ا ...
- أما أن تكون صحفيًا محترمًا أو باباراتزي لاهثًًًا خلف الفضائح
- باب الشمس، بوابة عبور لشباب حالم بالضوء
- حزب أم دين
- الاستمرارية شريان حياة
- التنظيم ذلك السلاح المرعب
- تنتهي الثورة لحظة اقامة السلطة
- الوطن شجرة المعرفة والخطئية والاستمراية
- المجتمع المدني وفن السينما
- المجتمع المدني السوري وشجرة غودو
- وصية كمال جنبلاط والمجتمع المدني في سوريا


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - الرجل رقم 2