أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - الباقي من الزمن ساعة، قراءة سياسية للرواية














المزيد.....

الباقي من الزمن ساعة، قراءة سياسية للرواية


علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)


الحوار المتمدن-العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الباقي من الزمن ساعة
قراءة سياسية للرواية

الباقي من الزمن ساعة، رواية مدهشة من كاتب مدهش. يقرأ روح العصر، ويفهم تغير الزمن وسرعة الأحداث واختلاف وسائط المعرفة. ربما لو عاش اليوم لكان اتبع الروايات القصيرة، ولكن ثمة ما يؤكد بأن مصر ستبقى كما هي. كما يوحي إليه العنوان ومن الأسئلة الكبرى التي تطرحها الرواية فإن ثمة ثوابت لا تتغير، وهنا يدفع القارئ الذي يدرك بأن مصير الدول العربية والمنطقة مرتبطة مع بعضها البعض لا تتغير أيضًا.

رواية مكثفة. أربعة أجيال بأقل من مئتي صفحة، من عام ١٩٣٦ حتى نهاية عهد السادات. بنيت لتقرأ في جلسة واحد ة. لا فصول ولا تبويب من بدايتها حتى نهايتها المفتوحة. تكاد لا تخلو جملة من حرف العطف الواو. سلسلة متصلة من شخص لآخر. تشعر فيها بأن نجيب محفوظ وفدي لم يتغير. تحكي التحولات التي طرأت على الأفراد منذ عهد الانتداب حتى نهاية عهد السادات. تجد فيها الإخواني والوفدي والناصري والشيوعي. تجد الرمزية والواقعية والفنتازيا والنفسية والتاريخية. الانتهازي والبراغماتي والمتزمت والمغلوب على أمره لم يتغير، ذات النظام وذات الدورة وإن بشكل أخر.

هي رواية سياسية بامتياز، يستعمل النوبيلي العربي الوحيد حتى الآن، المظلة الاجتماعية كعادته. بربط بين التحولات السياسية والمتغيرات الاجتماعية في علاقة جدلية. وهذه طبيعة نجيب محفوظ حيث يتناول الحياة وقد تغيرت وفق تغير الحالة السياسية في البلاد.

هي رواية مختصرة، جامعة لمعظم روايات نجيب محفوظ، يقول لك بأن مصر لم تتغير، والنهاية المفتوحة تشير إلى أنّها لن تتغير. الشخصيات المعروفة والمشهورة تعود بصورة جديدة، لكنها تبقى كما هي في الجوهر، تجد ميرامار والكرنك والسراب، وتحضر الثرثرة والثلاثية والقاهرة الجديدة وخان الخليلي.

في الثلاثية، نجد الابن كمال يعاشر خليلة والده أحمد عبد الجواد، وهنا تجد الحفيد (علي) يعاشر الزوجة الثانية لجده حامد برهان. حامد برهان هو أحمد عاكف خان الخليلي في شبابه وهو أحمد عبد الجواد في كهولته. الثرثرة في العوامة، تنتقل هنا الى بيت ميرفت الانجليزية التي عشقها الجد وتزوجها، واستقبلت فيما بعد حفيده.

الأم الطيبة الحنون (سنية المهدي) التي يهمها البيت وحمايته والمحافظة عليه هي ذاتها كما في كل روايات نجيب هي (أمينة) زوجة أحمد عبد الجواد في الثلاثية، هي مصر النقية الحنون المسامحة دائما والحاضنة والغافرة لكل زلات الزوج وشقاوة الاولاد.

الشخصيات الذكورية ما هي إلا السلطات والتيارات الحزبية والايديولوجية المتصارعة، والأمهات يمثلن الوطن والغانيات يمثلن المستعمر والأفكار الهجينة والكنز الذي يتصارع عليه الرجال.

ما هو الجديد إذن في الرواية ؟
الجديد في هذه الرواية موقف الراوي من عبد الناصر، يظهر لك صدمة الوفاة المفاجئة وموت من ظنوا أنه لا يموت، تشعر بأنه رافض للتأليه، وهذه جرثومة عربية ربما شرق أوسطية.
والجديد في الرواية الحركة الدائرية العقيمة من تدوال سلطة الأفكار والأدلجة، لذلك تسلم سهام إحدى الحفيدات -هي ابنة الابن محمد الذي تحول من وفدي إلى إخواني وتزوج من إلفت ربيبة زوجة والده الثانية الإنجليزية- جسدها للتقدمي الذي اشترط عليها ذلك كبرهان على أنها حداثية. وهذه الحالة اللايكية لست حصرًا على المجتمع المصري، بل نجد ذلك عند الأتراك أيضًا، وتناول هذه الحالة اللايكية النوبيلي التركي الوحيد حتى الآن ، أورهان باموق في عدد من رواياته، حيث الأسرة تفتخر بالعلاقة الجسدية غير الرسمية ويعتبرها من شروط الحداثة المجتمع اللايك. ومصر وتركيا من أكثر الدول في الشرق الأوسط شهدت صراعًا بين الأدلجة في القرن العشرين.
وهذا ما يدفعنا إلى السؤال الأهم وماذا عن دول المنطقة؟ سوريا على سبيل المثال لا الحصر، فما حدث ويحدث الآن في شمال وشرق وجنوب ووسط سوريا يبدو أنه مستمر في الحدوث حتى سقوط من لم يسقط حتى الآن.



#علاء_الدين_حسو (هاشتاغ)       Alaaddin_Husso#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهر الدامي _ بارليف الشمالي
- هل آن أوان سحب الثقة من المنصات السورية ؟
- إذا كان هذا يحدث في البرازيل ، فيمكن أن يحدث هنا ... نحو قرا ...
- المجتمع الخامس
- هذه بضاعتنا، وهذه خبرتنا.. فماذا نفعل ؟
- الائتلاف السوري بين المطرقة الدولية وسندان الشعب
- حول الشعر ١
- الخاسرون ديمقراطيا هم الفائزون
- القادم أصعب .. التوحش يزيح الأخلاق عن مكانه
- ومن الشعراء قادة رأي
- هل يتبع حزب الله سياسة الإنكار ؟
- الرجل رقم 2
- العقلية الشمولية في المؤسسات المدنية
- إعلان عن تأسيس حزب سوري جديد
- جدلية الريف والمدينة سياسيا
- سوريا في قرن، ما بين العهد القطني و المأساوي
- مفهوم الرئاسة وطبيعة الحكم عند المضطربين
- الذي حدث في الخامس من حزيران
- هل تم اتخاذ القرار السياسي لحل مشاكل المثلث السوري العراقي ا ...
- أما أن تكون صحفيًا محترمًا أو باباراتزي لاهثًًًا خلف الفضائح


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - الباقي من الزمن ساعة، قراءة سياسية للرواية