أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حسين السنجاري - بعض مني














المزيد.....

بعض مني


مصطفى حسين السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


ما أحببتُ البتة
أن أكون عبئاً يوما
واعتدْتُ التعامل مع مشاكلي وحدي
ولا أسمح لأحد ايقافي
وأنا على استعدادٍ تام
للابتعادِ عن أيّ شيء
من شأنِه إيلامي
لاعتقادي بأن الطيور المحلّقةَ بعيداً
عالياً بمفردهم لهم أجنحةٌ أقوى
أختارُ دوماً أن أكون أفضل في كلِّ مرة
رغم ما واجهتُه من مصاعبِ الحياة
لا مانعَ لديّ أبداً
بالتضحيةِ برغباتي
وحتى باحتياجاتي
طالما أن الذين أحبهم سعداء بها
لكن رغم ذلك
فقد استغلني الكثيرون
لأتعلّمَ أنه ليس كل شخص حولي
يملك اهتمامات مثلي كالتي أمتلكها
ولا زلت أحب الجميع وأرعاهم
بل كلما تقدّمتُ بالعمر
ازددتُ حرصاً على ذلك
وإذا قطعتُ أحداً
من غصون حياتي
فهذا يعني أنني
أمتلك لذلك منشارا أو مقصّا
ويمكنني الاستغناء
بنفس درجة الاستغناء عن رغباتي
فإنني لا اعتمد على أحد في جميع أموري
لا أهتمُّ كثيراً برأيك فيّ
وأمارس أعمالي كالعادة
ولتفعل أنتَ ما تريد
أنا لطيف مع كل من ألتقي بهم
لكنني حريص على أن لا
أسمح لأحد باستغلالي طويلا
ذلك أنني أشبه المحيط
لطيف ومريح
فحاول أن تكون لطيفا معي
ولا تعبث
ربما أسامحُك إذا جرحتني مرة
لكنني لن أنظر إليك
في المرة القادمة بنفس المنظار
لقد اتخذتُ في حياتي
العديدَ من القرارات السيئة
وأنا أتحمّلُ مسؤولية ما أعمل
ولا زلت أرتكب الأخطاء
لكنني أسعى جاهدا
أن أكون أفضل من قبل
مما كنتُ عليه
وإن لم أكن الأفضل
طريقي طويل
سأقطعه بعيداً عن المثاليّة
وعندي استعدادٌ
لمواصلة المحاولة
وتأكدوا يا سادة
أنني سوف أنهضُ من رمادي
اذا احترقت
سأنهض بشكل أحدث وأفضل
تماماً.. كطائر الفينيق بعد حرقه
حياتي لم تكن سهلة
وقد عبرت بنضالات عديدة
ورغم كلّ ما واجهت من صعوبات ونكسات
ما زلت مستمرا
لأنني لا استطيعُ الإقلاعَ عن الطموح
علّمني كلُّ سقوط وهبوط
أن أظل صابرا وصامدا
ولا أتخلّى عن نفسي في خضمّ الأحداث
كالموتى في الأجداث
مهما كانت الظروف
لذلك بقيت مثل الماسة
التي تصبح أجمل وأقوى
بعد كلّ تعرّض لضغط شديد
دائما كنت أقول للأنثى
لا تبحثي عن الحبِّ
ولكن ابحثي عن الشخص الذي
لا يمكنه السماح لك بالحاجة لغيره
ابحثي عن الذي يقاسمك المواقف
يشاطرك العفوية والجنون
الذي يتحمل ضحكاتك البلهاء الغبية
وثرثراتك الطويلة
ومزاجك المتقلب كالجو في الربيع
وحتى طلباتك التي لا تنتهي
الذي يحتويك في كل مناخااتك وطقوسك
حين تفقدين السيطرة على نفسك
الذي يأخذ بيديك وينتشلك من السقوط
ابحثي عن الشخص الوطن
الذي تجدين معه الحب
الذي يصنع لك السعادة
الذي يخاف من رحيلك وابتعادك
فليس اجمل من شخص
يكون الملاذ والأمان والاطمئنان
تركنين اليه بعيدا عن عناء الحياة
هو الذي تهربين اليه من مرارة الواقع
وقساوة الظروف وعبث الأقدار
وحاولي الاحتفاظ به
فلتحترق يداك من لهيب تمسكك به
واجعليه شمسا لصباحك
وفجرا لمسائك
والنسيم الذي تدمنه نوافذك
واتخذي أنفاسَه عطرك المفضَّل
وأخبريه بكلّ ذلك
وأشعريه بالحب والحنان
وبلغيه بأنه العشق الوحيد
وأنه نبض الفؤاد وبهجة الروح
كي لا يركب قاطرة الرحيل
فيأخذ معه الذكريات
والعطر المفضَّل.
في القلوب
ليس بوسع أحد
أن يأخذ مكان أحد
أو أن يملأ مكان أحد
فالمقاعدُ في القلوب
لها بصمات كالأصابع
ولا يمكنها التطابق
والانسان يتعافى بأحبّته
بالضحكات التي لا تتوقف
حت تدمع العيون
والحكايا التي لا تنتهي
بالدفء المحيط بهم حتى
في اكثر الليالي برودة
نعم الانسان يتعافى بالأيادي
التي تمسك به عند السقوط
والارواح التي تحتضنه عند الحاجة
نتعافى بالحب والوفاء
وبقرب من نحبه ويحبنا



#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الـ(كلُّ)ُ ينهلَ من معينِك
- دمعة سيف
- بسمةَ حبٍّ
- تحلو الحياة
- نفثات
- حوار
- لا يظالم
- درزن دارميات
- مشروع أغنية
- سكبتِ الرّقيَّ بشعري
- هاتي سلالك
- لولا بارقُ الأملِ
- فاكِهَةٌ فاسِدَةٌ
- تأبى المُروءةُ
- أيها السيد الشرقيُّ
- ضحايا
- المحبة عزيزة
- بِيَدَيْكِ قَنادِيْلُ فَجْري
- رديْفُ الْجُهْدِ
- رتّلوا للناس آياً


المزيد.....




- تحولات الهوية الثقافية الكردية في سوريا.. من القمع إلى التأص ...
- سوزان بريسو تروي عن طه حسين الذي غيّر حياتها وألهم العالم
- -كانت تدغدغني-.. شاهد حشرة تزحف على جينيفر لوبيز خلال عرضها ...
- سوزان طه حسين: الحب الذي أضاء ظلام عميد الأدب العربي رغم اخت ...
- فنان سوداني لاجئ يصرخ في وجه العالم.. -لماذا يهملوننا-؟
- رواية كردية شهيرة
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- وزيرا الثقافة والعمل يتفقدان البلدة القديمة من الخليل
- رحيل المخرج والكاتب المسرحي التونسي الفاضل الجزيري عن عمر نا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حسين السنجاري - بعض مني