مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 11:37
المحور:
الادب والفن
1
آهاتك تسكنني
وجراحاتك.. تَهذي وتثرثِرُ في بدني
كم ناباً, وكم مخلباً
ينهش في لحمك يا وطني..؟
2
أبواب الوطن.. مشبَّكةٌ
طبقاً للديمقراطية
والأنياب الضخمةُ مُضمّخةٌ
مصداقاً للحريّة..
والأحزاب..مفرِّقَةٌ,
من أجل الفيدرالية..!
3
جــــــــاء الدخلاءْ
بالجَدبِ, إلى الوطن المقهورِ.
والأحرارُ.. يُصلُّون صلاةَ استسقاءٍ
من خلف السورِ..
4
لا أملكُ شبرَ ترابٍ ,أو دارْ
من ..أو.. في وطني المُنهارْ
فأنا في وطن يسكنُني
أسكن بالإيجارْ
5
كم تُرهقُني عزَّةُ نفسي.
قدَري أنْ
أركضَ خلفَ الزمنِ المَنسي.
قدري يا وطني,
أن أرتشفَ حليبَ اليوم..
بخبزِ الأمسِ
قدري
كاليعسوبِ أموتُ بليلةِ عُرسي.
6
كم أنت سخيٌ, يا وطني,
تَسخو حتى مع أعــــدائِكْ..
حتامَ ورودُك في ظمأٍ..؟
وكلابٌ تَتَمَرَّغ في مائِكْ.
7
وحدَك أنت حبيبي.. ولكنْ
دونَ وصالِك ألفُ رِتاجْ
يقتلُني ,وأنا وسطَ البحر, ظمَأي
وماءُ البحرِ أُجاجْ
وطني بأنك درّ بينَ الأوطانِ
وكلُّ ما عداكَ زجاجْ
8
الديمقراطية
أن يكون الشعبُ قطيعا من الحِملانِ
له الحق في اختيارِ الذئبِ الذي سيأكلُه
9
الشاعر
يثورُ كالبُركانْ
يَهدرُ كالشلاّلْ
يَقتحمُ الفيافي والقفارْ
يحملُ أعباء الأجيالْ
جرارًا من عذبِ الهمومْ
10
الشاعِرُ كالطائرِ
يعشقُ الحريّة!
ويرسمُها للوطنِ المقهورْ
هدية
11
والشاعرُ في وطني لا زالَ غريبًا
بعيدًا عن واجهةِ الضوءِ المشروعةْ
يكتبُ بيدٍ مقطوعةْ
عن عزلتِه في منفاهُ
أشعاراً ممنوعةْ
12
لا يُمكنُك أنْ تَحتلَّ القلوبَ
مهما كنتَ مقتدراً.. إلا بالحبّ
13
الرومانسيّةُ من المسائل النِّسْبيّةِ
ولها اتِّجاهاتٌ متنوّعةٌ لكنْ
جميعُها تنْدرجُ على رفوفِ العاطِفة
14
مزّْقٌ جيوبَك يا مطرُ
كلُّ النوافذِ مُشرعةٌ لاحتضانِ الرَّبيعْ
كثيرا ما أحمل شمعة ( ديوجين ) وسط الدروبِ
بحثاً عن ذاتي
15
ذلك الحائطُ المُهترئُ
يَرمي ظلاًّ مثقوباً في الطرقاتْ
تَتَخَلَّلُهُ رائحةُ الخمرِ واللحمِ الرخيصْ
وفي غرفةِ نَومِه شمعةٌ تَحترقْ
16
توضّأتُ للصلاةْ
ونويتُ نسيانَها
وعندَ التسليمْ
نسيتُ ما نويتْ
فقلتُ :
اللهمَّ اجمَعْني بِها
17
أعمدةُ الكهرباء
ساهمة شاردة
لكنها راسيةٌ
بوجه الريح والأمطار صامدة
لأنها مشدودةٌ
إلى المنازل بأسلاك باردة
18
أعمدة الكهرباء
تحمل أنفاقا
تسير فيها عربات الديجور
دون إشارات مرور
19
والطور
وكتاب مسطور
هرمت أعمدة الكهرباء
في بلادي
وهي لمّا تزل تتهجّى (دار دور)
20
لم تعد فناجينُ
أعمدة الكهرباء صالحة
لرشفة نور
ليست صالحة
إلا لتكون محط رحال الطيور
21
دائما .. يدفع الجسد فاتورة شهية النفس
تولد للنمل أجنحةٌ ......
حين يريد الله أن يحرقها بالشمس
22
الغربة : أن تصرخ ولا احد يسمعك
وحولك الملايين ولا أحد ينفعك
وأن تسير على السلالم ولا سلَّم يرفعك
23
الاعتصام هو
خطواتنا التي قصمت ظهر الطريق
24
موتى يدفنون موتى /نحن
25
حسبنا من الهزيمة انتصارا
اعترافنا بها
26
يا وطني يا عراق
شرعت للقادمين إليك ..أبوابا
وحضناً من الحنان فيه ما لذّ وطابا
لكنهم.. لم يحملوا
للمستقبلين.. إلاّ خرابا
27
لو مات العراق
بحب من.. صدر الحضارات يجيشْ..؟
والله لو مات العراق
سيعود اللات, والعزى إلى قريشْ
28
في كل شبر
من العراق ..
مطرقةٌ وسندان،
وعشبٌ يترَنَّمُ للطَّرق
29
في عصر التصحيح المجيد
مفيدة رياضة المراوحة
لولاها لأغلقت
أغلب الوزارات أبوابَها
30
عجبت من هذا الوطن المضمخ
بالظلام,
ونوافذه مشرعة, تشع بالضياء
31
بين ما كان..وبين
ما كان لزاماً أن يكون,
أُمنياتٌ أَلبست أصحابها,
ثوب الجنون
32
رفضَ أن يميل مع الريح
أعلنوه ..حجراُ
فغادرَتْهُ الأمطار
33
واعَدَ في المقهى .. صديقَينِ
سقَطَ الأوَّلُ من غصنِ المَوعِد
وتَدَلَّت من ثانيهما
كآبَةٌ مُزْهِرة
34
كيفَ يُمكنه,أن لا يكون فحما
وكل الذين يكرهون الشمس والقمر
قد أصبحوا نجوما
35
كان في غَيابة الجُبِّ
مع رفيقي درب
طوال الليل المعتم
وعند الفجر
تسلَّقاه
ورحلا بحثا
عن حبلٍ من مسدِ الوفاء
فاحترقَ انتظارا
36
عيناهما استقرتا تحت صدريهما
لا تلمهما
إذ لم يجدا في الحقول
غير ما يمكن اجتراره آخر الليل.
37
لا يكثر الجراد
وطفيليات الفساد
إلاّ حين يأتلق الحَصاد
38
حين يكون المال إلهاً
تتحوّل الملاهي
إلى محاريب
39
في آخر الليل
كما في أول الليل
دائما ثمة ما ننتظره
40
عشت العمر بلا أعدااااء
رغم الزمان القاسي
ولكني مبتلٍ بحسّاد
كثيرين كشعر راسي
41
تحطيم المرايا
لا يعد انتصارا للقبح
42
ما أفقدني سوء ظن الآخرين صوابي
لأنني أدرى الناس بما بي
كلٌّ يرى الدنيا من خلال
ما فيه من خوابي
43
كثيرون من يحطمون المرايا
انتصارا للقبح الذي يحملون
45
حين تعاندك الأقدار
تُدرك ..
لمَ لا تستوعبُ
الصُّخور لغةَ الأمطار
46
الحمد لله يا سيدتي
أنّي كنت شريفا في زمن
أصعبُ ما فيه أن تكون شريفا
وأنني عشت عمري نظيفا
في زمن أحقر ما فيه أن تكون نظيفا
47
نمتطي كلَّ صنوف الحب ..
إلاّ حبّ الوطن فهو الذي يمتطينا
48
حينَ أسيرُ في مَحَلّةْ
أحسُّني ،في البحرِ، باخِرَةْ
أَنْسُجُ مِنْ خَطَواتي الوَئِيْدَةْ،
على أديمِ الدَّرْبِ ،
سِجّادَةً فاخِرَةْ
لِتَواضُعِي..
وكأنَّ جَيْشاً مِنَ المَلائِكَةْ
تَلْتَقِطُ صُوَري لِصُحُفِ الآخِرَةْ..
49
مؤلمٌ أن تتعدّاك
نيران أعداك
وتقتلك النيران الصديقة
مؤلم أن تكون الحجارة
مقيّدةً والكلاب طليقة
مؤلم أن ترى الحلم قريبا
ولكنك فقدت طريقه
مؤلم أن يزاحمَ التبنُ التبرَ
ويشاركُه تحت الشمسِ بَريقَهْ
مؤلم أنْ يتشبّهَ السرابُ بالنبع
ولمّا يبلِّلِ العصفورُ منه ريقَهْ
مؤلم أن ينتعشَ النباتُ في الفلا
ويزحفَ الخريفُ على حديقةْ
50
كم من الفشل
تحمله حقائب الاندفاع
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟