وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)
الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 17:51
المحور:
قضايا ثقافية
أي إنسان يتسنم موقعًا ما، سيكثر التزامه وعمله، ولا يكون ذلك الشخص المتفرغ للجميع في كل الأوقات، بل وتقل جودة عمله لتشتت جهوده وتسرب النسيان وزحام الأعمال عليه، لذا فإن نجاحه يتوقف على دائرة المستشارين والعاملين معه، إن كانوا أمناء عليه ومعاونين له في عمله، ينجح في مهامه، وإن كانوا لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية ويتخذونه وسيلة لبلوغ مطامحهم، فسيكون فاشلًا ويحملونه مسؤولية الإخفاق وحده بعد ذلك.
وأكثر اثنين يضرّان أي مسؤول في عمله ويؤثران عليه، هما المتزلف المتملق الذي لا عمل له سوى تمجيد المسؤول والتقرب إليه بأسلوب تشمئز منه النفوس في سبيل رعاية مصالحه الشخصية، والآخر المعادي له الحاقد عليه، المبغض الذي مهما قدم المسؤول من نتاج ينتقده ويسيء إليه ليل نهار!
وقد تنبه لذلك أمير المؤمنين عليه السلام لذا قال:
"هلك فيّ اثنان: محب غال ومبغض قالٍ".
فهذان الخطران يهلكان المسؤول ويهلكان أنفسهم بطريقتهم في التقرب منه والبعد عنه. لذا فأي مسؤول يريد أن ينجح في مشروعه ينبغي أن يبعد المحب الكاذب المتملق ولا يأبه بالمبغض الحاقد، ويعتمد على أناس يتحدون معه في المشروع وهمة العمل والفكر والإخلاص، ويعتبرون أنفسهم مع هذا المسؤول مشروعًا واحدًا وشركاء معه في النجاح أو الفشل.
أتمنى من كل مسؤول يصله مقالي أن يقرأه بدقة ويراجع خارطة العمل لديه وفقًا لما تقدم، لأن المتملق يضر لا ينفع، وانتهازي سيكون بلا شك أول المتسلقين والتاركين لصديق الأمس والتسكع أمام صديق جديد، لأن لا صداقة دائمة له بل مصالح دائمة!
#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)
Waleed#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟