أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد عبدالحسين جبر - المحامي شاعرًا














المزيد.....

المحامي شاعرًا


وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)


الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 18:38
المحور: الادب والفن
    


المحامي الحقيقي ليس من قذفته ظروف ما وأصبح طارئاً عليها، وإنما المحامي الذي لامست المحاماة دمه ولحمه وعقله وفكره، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ منه. إن أصبح شاعراً أو روائياً أو صحفياً أو قاضياً أو في منصب حكومي، سيكون قوياً وناجحاً ولن يتهيب الكتابة في أي مجال أو القرار.
أقول ذلك ليس انحيازاً لفئة المحامين لأنني منهم، ولكنها حقيقة يعرفها كل من عمل مع من ذكرت من المحامين.
لذلك لا غرابة أن نجد المحامي متفوقاً في الشعر والأدب كتفوقه في إثارة نصوص القوانين والتذكير بها والمطالبة بتطبيقها، فهو عارف بالأدب والفكر والسياسة لا القانون فقط.
أسعدني زميلي المحامي (علي عظيم) وهو يهدي لي ديوانه البكر (حفلة للبكاء ومأتم للضحك)، وهو ديوان عبارة عن قطع رائعة من الشعر الجميل، يستفزك منذ عنوانه الذي يحاكي مأثورتنا العربية "شر البلية ما يضحك"، فهو محاكاة لواقع عراقي عاش الحزن حتى في الفرح، وأصبحت أحزانه غرائب تثير الضحك!
ثم يصارحك أكثر لكي يبين أهمية ما كتبه من قصائد فيه، حينما يخبرنا في الصفحة (٥) منه، أن هذا الديوان ليس كتابة مارسها شاعرنا لترف أو تلاعب بالألفاظ، بل هو ملحمة عاشها ومثل كل حرف فيها عصرة ألم، لذا قال: "أنا لا أكتب بل أحاول الخروج من قبر". وتصوروا معه كم هي مكابدة مؤلمة ومخيفة حينما يكون الميت نائماً ويستيقظ من نومه ويجد نفسه قد تصوره الأهل ميتاً وكفنوه ودفنوه فيبدأ محاولة الخروج من قبره!
وهذا ما اتضح أكثر في قصيدته الأولى "رؤوس" حينما يفصح لنا عن همومه الكبرى وآلامه، معلناً استعداده على استبدال حتى رأسه كي يستريح حينما يقول:
(خذ لو سمحت من على كتفي هذا الرأس ذي التيجان والخطوط الحمر!
وأعطني هذا الرأس المحشو بالضحك
فأنا لم أضحك منذ أن قطعت القابلة حبلي السري
خذه بعيداً أرجوك ولا ترتده أبداً
فماذا تصنع برأس محشو بجميع هؤلاء القتلى؟
وفيه من الدماء ما يكفي لكتابة التأريخ
ماذا تصنع برأس مشوه
بدبابات الطفولة ومفخخات الشباب؟
ما عساك فاعلاً برأس فيه من السلفية ما يكفي لتفجير العالم
وفيه من الليبرالية ما يكفي لإصدار فتوى بإباحة كل شيء
فيه من الرجعية ما يكفي لتفخيخ التكنولوجيا
وفيه من الحداثة ما يكفي لإبادة شعب كالشعوب العربية
أعطني ذاك الرأس وخذ هذا الرأس بتيجانه وخطوطه الحمر فهو لا يستحق جسداً ...
لكن قبل أن تتلفه أعرني ما فيه من شعر وأغان ونساء ولا تأخذ حبيبتي فهي ملك لي لا لرأسي...)
بصراحة وأنا أتمعن في أبيات هذه القصيدة العميقة التي تحكي واقع مثقف يعيش الواقع ويتألم منه، ويريد أن يفهمه أبناء مجتمعه، بدأت أشعر أنني أمام شاعر ليس هيناً وإنما يمتلك القدرة العجيبة على مزج الفلسفة بالفكر والأدب، وفوق ذلك هو محام!
لذا رغم جزالة ديوانه وصغر حجمه إذ يبلغ (١١١) صفحة، إلا أننا أمام ديوان يستحق القراءة بترو وأناة، وأن نقف على أفكار وأبيات كل قصيدة ولا نمر عليها مرور من يريد أن يصل نهاية الكتاب!
فشاعرنا المحامي سيكون شاعراً عظيماً كاسم جده إن استمر في المزاوجة بين المحاماة والشعر، لأنه سيحول لنا بسحر بيانه الوقائع التي يعيشها في المحاماة والتجارب التي يمر بها أثناء ممارسته هذه المهنة العظيمة، سيحولها إلى قصائد تهز بأبياتها كيان من يستمع لها أو يقرأها، وتحدث تجربة جديدة عنوانها: المحامي شاعراً.



#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب المجنون
- ليكن الكتاب المسموع مقروءاً.
- هل التفريق طلاق يوجب تقويم مؤجل المهر بالذهب؟
- هل كان أهل البيت يتقاضون أجورًا عن الاستخارة؟
- ماذا اقول ؟
- الملك الذي ضحى برئاسة دولة من اجل حبيبته
- محام عراقي مارس المحاماة داخل السجون الامريكية!
- صاحب المصدران الجديدان بالقانون
- العراقي الذي صار عالماً في السعودية
- كَصكَوصة الانتخابات وما ادراك ماهي!
- نحن بحاجة الى دورة لا ثورة
- انتخابات ومواقف
- ماذا جرى في اجتماع نقابة المحامين؟
- هل موافقة كلا الزوجين شرط من شروط تطبيق المدونة الشرعية؟
- محاضرة قضائية عن مرض الموت
- هل يطبق تعديل قانون الاحوال الشخصية على جميع المسلمين؟
- بين شبكة المفسرين وتفسير القانون
- المحكومين الباشوات والمحكومين المكَاريد
- ما الجديد في تعديل قانون العفو رقم ٢٧ لسنة £ ...
- ما علاقتك بمؤسسة افاق العدالة او لماذا انسحبت منها؟


المزيد.....




- فنانة شهيرة توجه رسالة إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول ...
- فنانة شهيرة توجه رسالة إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول ...
- مكتبة الحجر: كيف تروي محمية الدبابية المصرية قصة مناخ الأرض ...
- ظهور سينمائي مفاجئ.. تركي آل الشيخ ينشر فيديو -مسرب- لزيزو ب ...
- نقابة الفنانين تنعى الفنانة غزوة الخالدي
- ” اضبطها وشوف أفلام العيد” تردد قناة روتانا سينما الجديد 202 ...
- توم كروز يدخل -غينيس- بمشهد مرعب في فيلم -المهمة المستحيلة - ...
- أوبرا دمشق تنتظر تغيير اسمها الرسمي وعودة نشاطاتها الدورية
- أفلام عيد الأضحى في السينما.. منافسة فنية بين كريم عبد العزي ...
- استقبال تردد قناة روتانا سينما على النايل سات وعرب سات وتابع ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد عبدالحسين جبر - المحامي شاعرًا