أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد عبدالحسين جبر - الحب المجنون














المزيد.....

الحب المجنون


وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)


الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
دخلَ عيادة الطبيب وهو متردد يتملكه الخجل وكأنه بدخوله إليها قد ارتكب جرمًا مفضوحًا، لأنه رغم ثقافته ترسخ في ذهنه تفكير العامة أن الطبيب النفساني لا يراجعه سوى المجانين!
جلس ينتظر دوره في الدخول إلى الطبيب بعد أن قطع سعر ورقة الدخول من السكرتيرة وانتظر أكثر من نصف ساعة جالسًا بذهن شارد وبالٍ مشتت.
عند أول جلوسه أمام الطبيب الذي كان بشوشًا ومثقفًا ومرحًا وقوي الشخصية ومسيطرًا على من يجلس أمامه بجوارحه وفكره وصوته، سأله: ما بك؟
قال له: فضيلة الدكتور العفو، لستُ أنا من يشكو المرض وإنما زوجتي!
استغرب الطبيب من قضيته، فكيف يستطيع علاج مريض لم يره وإنما من خلال رسول عنه!
ومع ذلك فضّل أن يستمع إلى المشكلة التي تعاني منها زوجة هذا المراجع الغريب بعض الشيء!
ونتيجة أجواء الارتياح والهدوء الذي عمّ غرفة الطبيب، شعر ولاء أنه لأول مرة يجد من يستمع إلى مشكلته بهدوء وقد يساهم في إيجاد الحل لها.
راح يحكي بإسهاب كيف تعرّف على زوجته وكيف تزوج منها ومواصفاتها وسلوكها ومواقفها معه وقسوتها الغليظة في بعض الأحيان وبراءة الطفولة والانكسار في أحيان أخرى!
حتى ابتسم الطبيب حينما أخبره بأنها في بعض الأحيان تلملم ذرات الشيء المنكسر وتصلح الذي يعاني من الإتلاف وفي أحيان أخرى تكسّر كل شيء أمامها ولو كان باهظ الثمن!
بادره الطبيب بسؤاله عن متى تكون شريرة وعصبية المزاج ومتى تكون طفلة بريئة!
ابتسم الزوج معتقدًا أنني أنا السبب!
كيف؟
توصلت إلى نتيجة من خلال حياتي معها أنها تحبني حب تملك وترى أنني ملك لها وتخشى أن يكون هناك ولو طير يشاركها بي!
قد تستغرب حينما أقول لك إنها تغار عليّ من صورة عابرة مع زميلة عمل أو رسالة أو اتصال، أو بعض الهفوات التي تحصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بل تغار حتى من عملي!
وما هو عملك؟
محامٍ.
أوه ابتسم إذن لها الحق في فورة غيرتها لأنكم أنتم المحامين مشكلة وضحك!
ولكن دكتور ليس هناك عمل يخلو من الاختلاط مع الجنس الآخر، حتى هي رغم أنها ربة بيت ولكن تخرج دائمًا لشراء الملابس أو الحاجات النسائية أو ما شاكل وتختلط بأصحاب المحلات أو سيارات الأجرة فهل حبي لها وخوفي عليها يحّتم عليّ أن أسجنها في البيت مثلاً!
لا طبعا، ولكن ما تعانون منه ليس مرضًا يحتاج علاجًا وإنما واقع يحتاج تفاهمًا، أغلب الأزواج يعانون مما تعانون منه ولكن قد يختلفون عنكم في مدى تفاهمهم و وضوح حياتهم ومناقشاتهم المستمرة وبهدوء حول واقع حياتهم.
لذلك أتمنى منك أن تراعي حب زوجتك المجنون لك فإنه من الجميل جدًا أن تحب الزوجة زوجها إلى هذا الحد ولكن ينبغي أن يقّدر الزوج ذلك ويتفهم غيرتها المجنونة فحب بجنون خير من حياة زوجية بلا حب!
الأمر ليس هينًا ويحتاج إلى مزيد من الوقت والتفاهم ولكن بادر بذلك قبل أن تكسّر زوجتك كل أثاث المنزل مبتسمًا!
ابتسم ولاء وخرج بشيء من الارتياح إلى مكتبه مرسلًا رسالة قصيرة إلى زوجته:
قرأتُ في كتب الأدب، قيس مجنون ليلى، ولكن لم أقرأ أن ليلى مجنونة قيس إلا فيكِ فإنكِ مجنونة ولاء مع ضحكة هههههه.



#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليكن الكتاب المسموع مقروءاً.
- هل التفريق طلاق يوجب تقويم مؤجل المهر بالذهب؟
- هل كان أهل البيت يتقاضون أجورًا عن الاستخارة؟
- ماذا اقول ؟
- الملك الذي ضحى برئاسة دولة من اجل حبيبته
- محام عراقي مارس المحاماة داخل السجون الامريكية!
- صاحب المصدران الجديدان بالقانون
- العراقي الذي صار عالماً في السعودية
- كَصكَوصة الانتخابات وما ادراك ماهي!
- نحن بحاجة الى دورة لا ثورة
- انتخابات ومواقف
- ماذا جرى في اجتماع نقابة المحامين؟
- هل موافقة كلا الزوجين شرط من شروط تطبيق المدونة الشرعية؟
- محاضرة قضائية عن مرض الموت
- هل يطبق تعديل قانون الاحوال الشخصية على جميع المسلمين؟
- بين شبكة المفسرين وتفسير القانون
- المحكومين الباشوات والمحكومين المكَاريد
- ما الجديد في تعديل قانون العفو رقم ٢٧ لسنة £ ...
- ما علاقتك بمؤسسة افاق العدالة او لماذا انسحبت منها؟
- ابي وكاتب العرائض


المزيد.....




- ألبومات صيف 2025: نجوم الغناء العربي يعودون بقوة والمنافسة ت ...
- مصر.. فتح تحقيق بعد اكتشاف محاولة تنقيب عن الآثار خلال زيارة ...
- الحِكمة والحُكم أو كيف تنعكس المزايا العقلية والثقافية على ت ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة سلطان العويس في دورتها الـ 19
- مدير متحف في برلين يحذر من صراع ثقافي عالمي تقوده واشنطن
- حين ظهرت مكة والمدينة في خريطة أميركا.. قراءة في التسمية وال ...
- المستعرب الإسباني خوسيه بويرتا: غرناطة مركز التراث الأندلسي ...
- المسيح في مصر بين المصادر الدينية القبطية وخيال الرسامين الأ ...
- باستخدام الدم وقشر البيض ويرفض الأدوات الحديثة.. هذا الفنان ...
- إطلاق مشروع ترجمة خطبة -يوم عرفة- بـ34 لغة


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد عبدالحسين جبر - الحب المجنون