وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)
الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 23:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حينما تطرق الصحفي الأمريكي (بوب وودوارد) في كتابه (حرب) إلى حضور الأدميرال البريطاني وودز، في احتفال ذكرى استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي، قال عنه: "كان يتحدث اللغة الروسية بطلاقة، لكونه جزءًا من مهمة التدريب العسكري للمملكة المتحدة في أوكرانيا منذ عام 2018، ليساعد في تحويل الجيش الأوكراني إلى قوة تعمل وفق معايير الناتو، ويعالج الفساد في وزارة الدفاع الأوكرانية، حيث كان يعيش في كييف مع زوجته، وهي ضابطة استخبارات بريطانية تعمل على تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع ضد الحرب الهجينة أو الرمادية التي تشنها روسيا، بما في ذلك الحرب الإلكترونية، والتضليل الإعلامي، والرشوة الروسية، والحرب النفسية".
ما يهمنا في قوله، ذيل مقطع كلامه المتقدم حينما قال إن الحرب عبارة عن حروب إلكترونية وتضليل إعلامي ورشوة وحرب نفسية، طبعا إضافة للحرب بالطائرات والصواريخ والقصف، غير أن حرب الصواريخ لن تنجح ما لم تنجح باقي عناصرها من تضليل إعلامي وحرب نفسية وشراء الذمم في جانب الطرف المقابل.
لذا، ما نشهده عبر مواقع التواصل الاجتماعي في كل حرب دائرة بمنطقتنا هذه الأيام من منشورات كثيرة تتضمن صورًا ومقاطع، الكثير منها مصنوعة بالذكاء الاصطناعي أو يتم التلاعب فيها ببرامج ذكية، ونشر أخبار مضللة وممارسة نوع من الضغط والحرب النفسية على المتابعين، فإنها كلها وسائل حرب يمارسها المتحاربون بذكاء ويروج لها بسطاء الناس بجهل وعدم معرفة، ولا يمكن السيطرة عليها في ظل تعدد وسائل الإعلام وحريتها، فإذا كان فيما سبق للدولة تلفزيون وإذاعة وصحيفة، فإن اليوم أصبح بيد كل مواطن قناة فضائية عبارة عن صفحة في فيسبوك أو يوتيوب أو تيك توك أو تليجرام، وهو مالك القناة والإعلامي فيها وصاحب سياستها، ينشر فيها ما يشاء ومتى شاء وكيفما شاء، فما أصعب حرب العصر الحالي وأشدها خطورة! إنها وليدة التقدم العلمي والإلكتروني الذي يصاحبه قتل للروح وقوة للمادة وولادة للمفاجأة والكوارث والمتغيرات.
#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)
Waleed#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟