حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 10:08
المحور:
المجتمع المدني
الكِيمتيون هم المصريون القدماء، ومصطلح "كيميت" يعنى الأرض السوداء الخصبة حول نهر النيل. ويُفترض أن "كيميت" تمثل الجذور التاريخية لمصر قبل الاحتلال الروماني وما تبعه من قمع وهيمنة دينية كهنوتية وافدة دمرت كثيرًا من الملامح الثقافية الأصيلة، وجسدت تبعية مصر للعدو الرومانى ،
والحديث عن كيميت كمرحلة تاريخية لا يثير أية حساسية، بل هو أمر طبيعي من منطلق أن لكل أمة تاريخًا متعدد الطبقات. فمن حقنا أن ندرس ونتأمل حضارة كيميت، بوصفها جزءًا من هوية مصر الممتدة.
لكن الخطر لا يكمن في المعرفة، بل فيمن يستغل هذا التراث زيفًا وتضليلا . فهناك الآن من يرفعون شعار "كيميت" زورًا وبهتانًا، ويرفعون شعارات تحيا مصر بينما هم فى الحقيقة عملاء ومرتزقة، يسعون إلى تشويه الهوية العربية والإسلامية لمصر، وعزلها عن محيطها، بل ودفعها للارتماء في أحضان الرومان الجدد!
فهؤلاء "الكِمايتة المزيفون " لا يحركون ساكنًا حين تُباع الأرض، أو تُنهب الأصول، أو تُهدَر مياه النيل، بل فى الغالب الأعم يصفقون ويهللون طربا ، لكنهم فى الوقت ذاته يزمجرون ويصخبون ويشنون حملات الكراهية الممنهجة تحت عناوين بغيضة مضللة مثل ( وإحنا مالنا) إذا إستضاف المصريون لاجئًا عربيًا مسلما، أو تعاطفوا مجرد تعاطف مع أطفال يُذبحون على مرمى البصر،
"فكيميتهم" المزعومة ليست إلا واجهة زائفة، يُستخدم فيها التاريخ كستارٍ لأجندات تخريبية وعداء مستتر لكل ما هو عربي وإسلامي.
أما مصر الحقيقية، فهويتها أعمق من شعارات غوغائية عنصرية ، وتاريخها أوسع من أن يُختزل في مرحلة أو يُختطف لخدمة خونة.
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟