حيدر داخل الخزاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 23:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد تخوض حرباً ليس لأجل استعراض قوتك بل الاقدار تجبرك على ذلك فليس كل ما في هذا العالم خير محض، بل في طياته كثير من الشر ، فالضعيف فيه يلقى حتفه ، ولست من دعاة الحروب ،فما خلفت ورائها سوى الخراب ، وما نشرت غير الدمار، لكن في هذا العالم المتوحش ،لا يُحترم الضعفاء ، فهم يُسحقون كما يسحق احدنا النمل تحت قدميه ، ونحن ننظر ونعيش هذا الدمار على مدار السنين في دولنا العربية والإسلامية ، نقف عاجزين امام كيان لا يحترم عهداً ولا ميثاقاً ، ويمضي بعدوانه بلا خوف ولا رادع ، فهل فكرت دولنا في امتلاك ما يردعه ، اليس من حقنا كدول وشعوب ان نعيش بسلام في ارضنا؟ كما يريد الاخرين ان يعيشوا بسلام في ارض غيرهم؟ فمتى نمنع الاخرين من إهانة بلداننا وشعوبنا ؟
ان الكيان الإسرائيلي فرض نفسه بالقوة وصنع لنفسه جدراً حصيناً ، بامتلاكه ترسانة عسكرية ونووية ، واستعملها كقوة ردع ضد كل الدول القريبة منه والبعيدة ، في المقابل تقف دول العالم العربي والإسلامي وما اكثرها دون مشروع ردع استراتيجي ، في ظل ما تشهده دولنا من اضطراب وتعدي ، وهنا نطرح تساؤل متى نمتلك وسائل الردع لا لأجل خوض الحروب بل لأجل منع الاخرين من التعدي على دولنا، وقتل شعوبنا ، اعلم ان الامر ليس سهلاً لكنه ليس مستحيلاً لو تظافرت جهود الدول الإسلامية والكبيرة منها خصوصاً دول منطقة الشرق الأوسط ، فهي تمتلك من المقومات ما يمكنها من بناء قوة نووية رادعه، حتى وان كانت مشتركة، وان لم تتمكن من امتلاك سلاح ردع نووي فعليها ان تفكر ببديل يوازي في قوته السلاح النووي من بناء معاهدات واحلاف مع دول نووية لا تجمعها مصالح مع الكيان الإسرائيلي ، فمن لا يستطيع ان يكون قوياً عليه ان يتحالف مع من هو اقوى ليدافع عنه ، وفي ظل التطور التكنولوجي تحتاج دولنا لبناء قدراتها في مجال الامن السيبراني ، وتوحيد خطابها وتشكل جبهة دبلوماسية للدفاع عن مصالحها فالخطر يهدد الجميع فالحاجة اليوم لبناء جبهة موحدة أولى من الانشغال بالخلافات الجزئية وتصفية الحسابات القومية والمذهبية
فإذا لم تملك الأمة الإسلامية قوة تردع بها من يعتدي، فإنها ستظل ساحة مفتوحة لأطماع الآخرين، بلا حرمة ولا هيبة فالقوة، في هذا العصر، ليست اختياراً، بل ضرورة وجود
والردع، ليس معناه القتل، بل رسالة يفهمها الاخرون لا تعبثوا ببلداننا.
فهل سننتظر مزيداً من الانهيار، أم ننهض ونصنع التوازن؟.
#حيدر_داخل_الخزاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟