رأس السنة بين مسارين

حيدر داخل الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 01:53
المحور: قضايا ثقافية
    

لكل شيء ثمن الا الوقت لا يقدر بثمن
وانت ترى ذلك العجوز الذي انهكته الحياة وهو على اعتاب الثمانين من العمر مستعد لبذل كامل ثروته مقابلاً لمن يقوم بعلاجه ليحصل على بعض من (الوقت) ليستمر في هذه الحياة .
لا شك أن رأسمال الانسان هو ما يملكه من وقت في هذه الحياة وما تبقى من سنوات عمره التي سيقضيها في هذه الحياة ، فكم مهم رأس المال هذا ، فهو ثروة الانسان ، كيف سيتصرف بهذه الثروة ، وكيف سيقوم باستثمارها ، وأين سينفقها ، وعلى من ، فهو ليست كبقية الثروات ،فهي لا تورث ، قد نوجه النقد لأشخاص لمن يحافظوا على ثروة ابائهم التي ورثوها ، فما بالك بمن يفرط في ثروته التي لا تقدر بثمن (عمره)
ونحن على اعتاب عام جديد ونجد حفلاَ هنا واخر هناك واصوات هنا وهناك ، ولسنا ضد الاحتفال ، فكل احتفال له سبب ، ووراءه قصة، فمن يحتفل بنهاية العام فهذا يعني ان عامه كان مليء بالإنجازات ،فالاحتفال دلالة على انه انتهى من شيء يستحق الفرح وإعلان البهجة والسرور وقد امضى اياماً من التعب ، فبنهاية كل مشروع من الطبيعي للإنسان ان يحتفل ، فبعد تحقيق النجاح بعد عام دراسي شاق سيحتفل الناجح وليس الراسب ، كما سيحتفل الانسان بعد ذلك بالحصول على وظيفة ولا يحتفل العاطل عن العمل ، ويحتفل التاجر بعد نجاح صفقة تجارية ناجحة ولا يحتفل التاجر الذي خسر صفقته ، فهكذا هي طبيعة الحياة وفطرة الانسان ،
إن وجود التقويم احدى النعم الكبيرة في حياتنا والتي من خلالها نعرف المواقيت واهميتها فالعلم يكشف لنا أهمية الوقت حين توصل الى تقسم أجزاء المليون من الثانية ، التي قد لا يرى البعض قيمة لها بل لا يرى قيمة للساعات والأيام والاشهر؟ فمن خلال الوقت صرنا ننجز اعمالنا التي تقاس بالوقت بل حتى اجر العامل صار يقاس بالوقت الذي يستهلكه في انجاز عمله ، وصرنا من خلال الوقت ننظم جدول مواعيدنا ، فحياتنا هي مجموع الثواني والدقائق والساعات التي نعيشها في يومنا ، فما احوجنا الى عقل تاجر ذو همة ، بصير بماله حريص على نقوده من الضياع ، ولا يسمح بفقدانها أو ضياع شيء منها ، وان استبدلها فلن يستبدلها بثمن بخس كما نستبدل ساعات عمرنا وايامنا ، فلنحرص على ان يكون ثمن هذه الساعات والأيام شيء يساوي قيمتها بل يفوق ذلك، فما قد مضى لا رجعة فيه لكن امامنا عام جديد لنخطط لبداية جديدة فيه لنحتفل بالإنجاز في نهايته ، وتقاس الاعمال بخواتيمها، وعام سعيد لكل من قرأ هذه السطور وأتمنى ان يكون النجاح حليفه في هذه الحياة

#حيدر_داخل_الخزاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات