حيدر داخل الخزاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 03:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتصدر شعارات السلام المؤتمرات والقمم الدولية، في مشهد يبدو للوهلة الأولى إنسانياً لكن وسط سيل الدماء ، تصبح هذه الشعارات مجرد غطاء لحقيقة مؤلمة فالسلام لا يدر أرباحاً، بينما الحروب تملأ الجيوب، فخلف مشهد الحروب تقف شركات كبرى لتجارة السلاح التي لا معنى لوجودها دون قيام هذه الحروب ، فهي تنتعش على أصوات الانفجارات وصور الدماء !
كان الشرق الأوسط، ولازال ساحة للصراع بين القوى الكبرى ، ففي الوقت الذي تكثر فيه مؤتمرات السلام ،توقع شركات السلاح الكبرى عقوداَ بمليارات الدولارات مع دول المنطقة، وتجهزها بأحدث ما أنتجته مصانعها من أدوات القتل، وكل ذلك تحت ذريعة الدفاع عن النفس وحفظ السيادة لبعض الدول؟
فقد ازدهرت تجارة السلاح في الشرق الأوسط الفترة بين 2019 و2023، حيث شكلت ما نسبته 32% من واردات السلاح العالمية، وذلك حسب بعض التقارير ، صحيح ان الأسلحة لا تشترى فقط لأسباب هجومية، بل في كثير من الأحيان تستخدم كورقة ضغط سياسي، لكن وجود السلاح مرهون بعقلانية القيادات في دول المنطقة ، التي لا يأمن انجرافها نحو التصادم مع بعضها ، وقد يكون بدفع من القوى الكبرى التي تدار من قبل اللوبيات وفي مقدمتها لوبيات شركات صناعة الاسلحة
فشركات السلاح الامريكية أو البريطانية أو الفرنسية وغيرها لا تنتج أدوات سلام، بل أنظمة صواريخ، مقاتلات، وطائرات مسيرة، فهي الخاسر الاول من وقف القتال،
لكن المفارقة الكبرى في عالمنا اليوم أن الدول المصدرة للسلاح هي نفسها التي تتوسط لوقف إطلاق النار ، بعد ان تقوم بإتمام صفقاتها ، وتعقد مؤتمرات تدعو للتهدئة ونبذ العنف ؟
في الوقت الذي تنفق دول المنطقة مليارات الدولارات على التسلح، تعاني شعوبها من تخلف التعليم، وتدهور قطاع الصحة، وضعف التنمية، بعكس الدول التي تبيعها السلاح بنت مؤسسات التعليم والصحة بأحسن ما يكون في الوقت بينما تقوم دولنا ببناء مخازن للسلاح ومصانع للذخائر.
ان الخاسر الأول والأخير من هذه الصفقات هو المواطن البسيط في هذه البلدان، فهو ما بين لاجئ، أو مجند في صراع لا يفهم أسبابه، أو ضحية قصف لا يعرف مصدره.
اما آن الأوان للعقلاء ومن بيدهم القرار في بلداننا ان يسألوا أنفسهم إلى متى وهل هناك طريق آخر يربح فيه الناس كرامتهم بدل أن تربح الشركات دماءهم
#حيدر_داخل_الخزاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟