أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تاج السر عثمان - الذكرى ال ٥٦ لبيان ٩ يونيو ١٩٦٩















المزيد.....

الذكرى ال ٥٦ لبيان ٩ يونيو ١٩٦٩


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8368 - 2025 / 6 / 9 - 10:33
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


1
تمر الذكرى 56 لبيان 9 يونيو 1969، والبلاد تمر بظروف الحرب اللعينة التي دمرت البنية التحتية والبلاد والعباد، والتي تهدد بتقسيم البلاد، بعد أن اتخذت طالعا عنصريا عرقيا وقبليا، والاتجاه لتكوين حكومة موازية للدعم السريع وحلفائه غير شرعية خارجة من رحم انقلاب عسكري غير شرعي كما في حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، مما يتطلب وقف الحرب، وتحقيق دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن العرق أو اللون أو العقيدة أو الفكر السياسي اوالفلسفي، وفي الحكم الذاتي والوحدة من خلال التنوع والاعتراف بالفوارق الثقافية بين قوميات السودان المتنوعة وحقها في استخدام لغاتها الخاصة في التعليم.
٢
كان بيان 9 يونيو ضربة البداية بعد الاستقلال لتحقيق ذلك الهدف، عندما طرح البيان بعد أسبوعين من انقلاب مايو 1969 الحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان، واعترف بالفوارق الثقافية والتاريخية بين الشمال والجنوب، والتنمية المتوازنة، وحق الجنوبيين في تنمية ثقافاتهم ولغاتهم في سودان اشتراكي موحد، وأشار إلى أن بناء الوطن المتآخي يجب أن يأخذ في الاعتبار هذه الحقائق الموضوعية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتمتع الجماهير بالديمقراطية باعتبار ذلك هو الضمان لنجاح الحكم الذاتي الإقليمي.
صحيح أن الديكتاتور نميري تراجع عن الإعلان، وحدثت مجازر انقلاب 22 يوليو 1971 الدموي التي أُعدم فيها الشهداء عبد الخالق محجوب، والشفيع أحمد الشيخ، وجوزيف قرنق، والرائد هاشم العطا، والمقدم بابكر النور، والرائد فاروق عثمان حمد الله، وغيرهم من الشهداء العسكرين، وتشريد واعتقال الألاف من الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين، لكن ظلت بصمات الشهيد جوزيف قرنق واضحة في إعلان 9 يونيو وبذل جهدًا كبيرًا لتنفيذه رغم المتاريس التي وُضعت أمامه.
٣
والواقع أن الأفكار التي وردت في بيان 9 يونيو، كان قد طرحها الحزب الشيوعي السوداني منذ عام 1954، وفي برنامجه المجاز في المؤتمر الثالث 1956، والمؤتمر الرابع 1967، جاء في بيان الجبهة المعادية للاستعمار عن موقفها من قضية الجنوب بصحيفة الصراحة، العدد رقم 422، بتاريخ: 28/9/1954م ما يلي:
- ترى الجبهة أن حل مشكلة الجنوب يتم على الأساس التالي: تطور التجمعات القومية في الجنوب نحو الحكم المحلي أو الذاتي في نطاق وحدة السودان.
يواصل البيان ويقول:
ونحن حينما نقدم هذا المبدأ لحل مشكلة الجنوب نقر بأن الوضع الحالي للقوميات في الجنوب ليس مدروسًا لدينا ولا لدى غيرنا في العاصمة، وأن دراسته تقتضي الذهاب إلى هناك أو تجئ هي من هناك، ولكنا نرى أن هذا المبدأ الوحيد وبطبيعته يعتمد على الظروف، فإذا كانت ظروف قومية واحدة أو عدة قوميات في الجنوب ورغبة أهلها تقتضي قيام حكم محلي أو ذاتي فلهم الحق في ذلك، كذلك نقر أنه ليست لدينا وجهة نظر محددة عن الموقف بين القوميات السودانية الأخرى في الشمال والشرق، إلا أنه مما يظهر لا توجد مشكلة حالية بالنسبة لها. ولكن من ناحية المبدأ لا ننكر أنه إذا جاء وقت ولو كان بعد الاستقلال بفترة طويلة واقتضت ظروف هذه القوميات نوعًا معينًا من الحكم الداخلي فيجب أن ينفذ (راجع اليسار السوداني في عشرة أعوام، إعداد محمد سليمان، ص60-62).
لكن، كما ذكرنا، لم تنفذ ديكتاتورية مايو الإعلان، ولا الحكم الذاتي الإقليمي بعد اتفاقية أديس أبابا، واستمر نقض العهود والمواثيق التي أبرمتها القوى الحاكمة مدنية وعسكرية مع الحركات في الجنوب ودارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق والشرق، كما حدث بعد الاستقلال في عدم الوفاء بتحقيق الحكم الفدرالي للجنوب، مما أدى لانفجار التمرد عام 1955 وتعميق المشكلة، وكذلك حدث في اتفاقية أديس أبابا 1972، فقد كفل دستور 1973م الذي جاء بعد اتفاقية أديس أبابا الحقوق والحريات الأساسية فيما يختص بالمسألة الاثنية والدينية في المواد 38، 47،52،56. والتي أشارت إلى الآتي:
المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات دون تمييز بسبب اللغة أو الدين أو العرق أو المركز الاقتصادي أو الاجتماعي، وحرية العقيدة والضمير وحرية ممارسة الشعائر الدينية، وحظر السخرة والعمل الإجباري، وحق الأجر المتساوي للعمل المتساوي، وحق استعمال الأقليات للغاتها وتطوير ثقافاتها.
لكن النظام الديكتاتوري الشمولي أو حكم الفرد أجهض اتفاقية أديس أبابا، واندلعت نيران التمرد من جديد، وازداد الأمر تعقيدًا بعد صدور قوانين سبتمبر 1983م، حتى سقوط النظام في انتفاضة مارس - أبريل 1985.

٤
استمر نسف و نقض العهود والمواثيق كما حدث لاتفاقية الميرغني - قرنق التي أجهضها انقلاب الإنقاذ في 30 يونيو 1989، وتم الرجوع للمربع الأول، وتصاعدت الحرب الأهلية، حتى تمّ توقيع اتفاقية نيفاشا التي لم يتم تنفيذها وتحولت لمحاصصات ووظائف، وكانت النتيجة فصل الجنوب.
كما وقع النظام أيضًا اتفاقيات مع الحركات دارفور مثل: اتفاقية أبوجا مع حركة مناوي، وتحولت لمحاصصات ولم يتم تنفيذ الاتفاقية، وكذلك اتفاقية الدوحة مع مجموعة، ولم يتم تنفيذها.
بعد ثورة ديسمبر تم توقيع اتفاق جوبا (3 أكتوبر 2020) مع الجبهة الثورية الذي ليس شاملًا، ولم يتم تنفيذه واصبح حبرا على ورق، كما حدث في اتفاقات أبوجا والدوحة ونيفاشا التي أدت لفصل الجنوب، ونافع - عقار التي أدت لتجدد الحرب، والشرق والتي تحولت إلى محاصصات ومناصب ومنافع شخصية، وتجاهل مطالب أهل دارفور والمنطقتين والشرق في التنمية والتعليم والصحة وتوفير خدمات المياه والكهرباء، وتعويض اللاجئين وعودتهم لقراهم وإعادة تعميرها.
اضافة للاستمرار في نقض العهود والمواثيق كما حدث في انقلاب 25 أكتوبر 2021، تقويض الوثيقة الدستورية، وعدم تسليم المدنيين السلطة، بعد انتهاء مدة حكم العسكر، مما قاد للحرب الجارية حاليا. علمًا بأنه بعد ثورة ديسمبر 2018 توفرت ظروف موضوعية للحل الشامل والعادل لمعالجة قضية الهوّية ووقف الحرب والصراع الدامي في السودان الحديث منذ فجر الحركة الوطنية باندلاع ثورة 1924.

٥
أخيرًا، تبقى العبرة من بيان 9 يونيو، فالبيانات والاتفاقات والتوقيع عليها لا يكفي كما حدث في اتفاقات أديس أبابا 1972 ونيفاشا، أبوجا، والشرق، ونافع - عقار، الوثيقة الدستورية، وسلام جوبا، المهم هو التنفيذ والحل العادل والشامل، والذي يتم في ظروف الديمقراطية، فتجارب الحكم العسكري واللجنة الأمنية بعد ثورة ديسمبر 2018 أكدت أنها غير مؤتمنة على العهود والمواثيق، مما يطيل أمد معاناة الجماهير، ويهدد وحدة البلاد.
مما يتطلب اوسع تحالف قاعدي جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة ، وخروج العسكر والدعم السريع والمليشيات من السياسة والاقتصاد، وتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو الثقافة أو الجنس أو المعتقد السياسي والفلسفي، كما جاء في بيان ٩ يونيو، واستكمال الديمقراطية السياسية بالديمقراطية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بمعني توفير احتياجات الناس الأساسية في التعليم والصحة والسكن والعمل والضمان الاجتماعي وحماية الشيخوخة والأمومة، والتنمية المتوازنة بين أقاليم السودان المختلفة، والسلام الشامل والعادل، وحق القوميات في تطوير ثقافاتها ولغاتها، وعودة النازحين إلى قراهم وإعمار مناطقهم، وعودة المستوطنين لبلدانهم، وحل المليشيات وجيوش الحركات وفق الترتيبات الأمنية، وجمع السلاح، وقيام الجيش القومي المهني الموحد والمساواة الفعلية بين المرأة والرجل، وأن يصبح التعدد والتنوع القومي والثقافي مصدرًا لثراء وقوة ومنعة لبلادنا بدلًا من الحروب الدامية التي حدثت منذ الاستقلال، وكان نتاجها بسبب الاستعلاء العنصري والديني انفصال جنوب السودان.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يجدي الاستمرار في الخضوع لشروط الصندوق بعد الحرب؟
- مع الضغوط الخارجية لابديل غير الحل الداخلي لوقف الحرب
- استمرار طبيعة الانقلاب والحرب بعد تعيين كامل ادريس
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي
- في ذكراها السادسة كيف أدت مجزرة فض الاعتصام للحرب؟
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي
- هل يمكن إعادة الإعمار بدون وقف الحرب؟
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها
- كتاب نهب الذهب الدموي في السودان
- منهج الماركسية متجدد مع تغير الواقع
- الحرب وتفشي الكوليرا ومصادرةحقوق الإنسان
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة
- في ذكرى انقلاب مايو ما هي حقيقة التأميمات والمصادرة عام 1970 ...
- في ذكراه ال ٥٦ كيف حدث انقلاب ٢٥ مايو &# ...
- العقوبات الأمريكية والمزيد من العزلة والمعاناة
- كتاب التعليم في السودان : الحصاد والاصلاح
- تعيين د. كامل إدريس حلقة في المخطط لتصفية الثورة
- الذكرى ال ٥٦ لانقلاب ٢٥ مايو ١¤ ...
- لا جدوى لتعيين رئيس وزراء من انقلاب غير شرعي
- في ذكرى رحيله ٨٤ كيف كان معاوية نور شعلة من الإبدا ...


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تاج السر عثمان - الذكرى ال ٥٦ لبيان ٩ يونيو ١٩٦٩