-علي أنور نجم- سطر جديد في قصيدة شعراء جبل عامل

كريم محمد الجمال
كاتب وباحث

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 10:34
المحور: الادب والفن
    

“علي أنور نجم" سطر جديد في قصيدة شعراء جبل عامل

تضفي البيئة على المبدع صبغة من روحها، فيصطبغ بتلك الروح التي تعبر عن تلك البيئة، فيعيد صياغة هذه الروح في إبداعه، سواء بالكلمة أو أي من أشكال الفنون الجمالية.

وجبل عامل بيئة خاصة تتسم بروح أصيلة متجذرة معطاءة، تهب أبنائها بلا حدود، وتفتح لهم ضفاف أنهار الإبداع المتجدد المنصهر بثورية تاريخية، شكلت هذه الروح العاملية الأبيّة مفاهيم النضال والكفاح والمقاومة مع جمال الكلمة وقوتها، ورقتها وعذوبتها أحيانًا.

واتسمت الروح العاملية المبدعة بالتجدد والاتصال بين الأجيال حتى وقتنا الحالي، وفي المستقبل. ومن الشعراء الذين يمثلون هذا الخط الإبداعي المتصل، الشاعر "علي أنور نجم" الذي يعد سطرًا جديدًا في قصيدة شعراء جبل عامل. فقد نشأ في جو مشبع بالإبداع و حب الثقافة الممتزج بالثورية، حيث يفرض الزمان والمكان على كل من عاش في هذه الظروف وخامر هذه الأحوال أن يتحلى بهذه الروح العاملية.

نشأ "علي أنور نجم" في بلدة "حومين التحتا" إحدى بلدات قضاء "النبطية" حاضرة جبل عامل بتاريخها الكبير من الشهداء والمقاومين والعلماء والشعراء والكتاب. وفي بيت "نجم" أحد أبرز بيوت البلدة نشأ علي أنور نجم العاملي نجلًا لشاعر كبير معروف، الحاج أنور نجم العاملي، وهو أحد أهم شعراء المقاومة في لبنان.


ظهرت موهبة الشعر عند علي منذ صغره، فقد بدأ كتابة الشعر منذ عشرين عامًا متأثرًا بوالده الشاعر الكبير، إلا أن إبداع علي قد ظهر في شخصية شعرية مستقلة تحمل سمات إبداعية خاصة وبصمات فريدة، وإن كان مثل غيره من أبناء جبل عامل يبقى إبداعهم ضمن إطار الروح العاملية المبدعة.

يكتب علي الشعر بالفصحى والعامية والزجل، وإن كان يميل إلى شعر المقاومة والحماسة، ويتبع المدرسة الغَزلية الكلاسيكية، بجانب الشعر يعمل بمجال الصحافة الإليكترونية.

وصدر لعلي ديوان شعر بعنوان "وقفات القلم" عام 2016، صدر عن دار المحجة في بيروت.

وصف موقع دار المحجة الديوان
"هو حروف مقاتلة وأبجدية دافعة، هو صحو في صرخة لاذعة، هو صوت إلى كل الورى في كل المدى, هو من مهجة السجايا في رجع الصدى"

من أشعاره المميزة:
"تَلافَى خَليلِي الّذي أَجْحَفَا
بِحَقِّ الغَرامِ فَحَالَ الجَفَا

أمَا قَد كَفاهُ الّذي بَيْنَنَا
لِيَبْقَى أَصِيلًا كَرِيمَ الوَفَا

أَلا لَيْتَهُ يَلْتَقيني فَكَمْ
أَرتَجِيهِ حَنانًا وَلُطفًا كَفى"

و له أيضًا :
“يا مُغْمِضَ الطَّرفِ الجَمِيلِ لِمَا مَسَارُكَ في الغَلَسْ؟
وَلِمَا تَوَلَّى عَنْ فُؤادِيَ ظَالِمًا حَتَّى عَبَسْ؟

كَمْ كْنتُ أَرغَبُ أَنْ تَكُونَ أسِيرَهُ وَأَنا الحَرَسْ
أَوْ لَيْتَ حُبَّكَ قُربَ حُبِّيَ بِالمَشَاعِرِ قَد جلس"

كما أبدع علي بصدق في قوله:
“يا سُورَةَ الحُبِّ في إنْجِيلِ مَنْ فُتِنُوا
وسُورَةَ العِشْقِ في تَوْرَاةِ مَنْ عَبَدُوا

وسُورَةَ اللهِ في قُرآنِ عابِدَةٍ
وسُورَةَ الوَصلِ عُرفَانًا لِمَنْ سَجَدُوا".

#كريم_محمد_الجمال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل