أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - كريم محمد الجمال - حوار خاص مع -إسراء جعابيص- من القاهرة















المزيد.....

حوار خاص مع -إسراء جعابيص- من القاهرة


كريم محمد الجمال
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 20:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


حوار خاص مع الأسيرة المحررة "إسراء جعابيص" من القاهرة

شغلت قضية المناضلة الفلسطينية، إسراء جعابيص، الرأي العام العربي منذ عام 2015 بسبب ظروف اعتقالها وصمودها في وجه الاحتلال طوال فترة الأسر حتى نالت حريتها في تبادل أسرى فلسطينيين مع أسرى الاحتلال بعد السابع من أكتوبر، وتخلل هذه الفترة مناشدات لإخراج "أم المعتصم بالله" من الأسر، على الأقل مراعاة لظروفها الصحية مع الإهمال الطبي والصحي والإنساني، المعروف عن سجون الاحتلال.

نالت المناضلة المقدسية حريتها بعزيمة وشجاعة وصمود فلسطيني أصيل، وخرجت إلى العالم لتقدم تجربتها وتجربة أبناء وطنها في كتابين، الأول بعنوان "موجوعة" والثاني بعنوان "فضفضات".

ومؤخرا تقوم السيدة جعابيص بجولة في عدة دول عربية لدعم نضال الشعب الفلسطيني، ومن خلال مؤسسة "سيدة الأرض" التي يترأسها المناضل الفلسطيني د. كمال الحسيني انطلقت من تونس، وكانت القاهرة المحطة الثانية للجولة، وهناك التقينا الأسيرة المحررة في لقاء خاص ومميز.


في البداية نرحب بحضرتك في مصر، وسعداء بتشريفكم لنا، ونتمنى لكم جولة موفقة.

- أهلا وسهلا بكم وأنا سعيدة بهذا اللقاء معكم، وبإذن الله يكون لقاء متميز.


ماذا عن الأجواء في مصر واستقبال الشعب المصري لجولة حضرتك؟

- الحمد لله، الأجواء مع الشعب أجواء حميمية جدا، وقريبة من فلسطين في العادات والتقاليد مثل الشعب الأردني. ويربطنا وحدة الدم والمصير كما الدول المجاورة لفلسطين، وكذلك وحدة الفكر الثوري.


سبقت زيارة حضرتك للقاهرة زيارة تونس، كمحطة انطلاق لهذه الجولة، فهل تطلعينا على أبرز ما جاء فيها، خصوصاً مع الموقف التاريخي للشعب التونسي، وشعوب شمال إفريقيا والمغرب العربي، في دعم القضية الفلسطينية

- في الحقيقة حرص الشعب التونسي بشكل مستمر على تبني القضية الفلسطينية، والحديث عن الشعب الفلسطيني ودعوته للتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية، كما كانت مصر سباقة بإطلاق شرارة الثورة والتحرير في فترة الستينيات بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و الرئيس الراحل ياسر عرفات.

من وجهة نظر حضرتك، ما هي أهم معوقات أمام دعم الصمود المقدسي؟

- أهم عناصر دعم الصمود هو دعم صمود الشعب الفلسطيني في أرضه بحيث لا يتركها، مثلما يحدث في قطاع غزة، وما يواجهون من قصف وإبادة وتجويع وحصار وكافة أشكال المعاناة التي يكابدها الأطفال والنساء والعجائز، بالتالي أقل شيء نوصل لهم المساعدات الإنسانية والطبية للمحافظة على حياتهم أمام هجمات الاحتلال، منعا لمشروعات التهجير وحتى يبقوا في أرضهم صامدين.



لحضرتك تجربة في مجال الكتابة، تروين فيها المعاناة خلال الأسر في سجون الاحتلال، فهل تعطينا نبذة عن ذلك


- داخل المعتقل يتم ممارسة كل أشكال العذاب على الأسرى سواء جسدي أو نفسي، وكل أشكال العنف اللفظي و الضغط على جراح الأسرى والضرب إلى آخره، وذلك يشمل الأسرى رجالا ونساء.

وتبدأ معاناة الأسير منذ بداية فترة التحقيق حيث يتلقى إهانات وتهديدات وضغوط تمارس على الأسير ذاته، وتبدأ رحلة الأسير النفسية إما بالتماسك والنهوض أو السقوط، ومن هنا بدأت أطرح الأسئلة على نفسي مثل كيفية بناء ذاتي وكياني من جديد، وعن الصعوبات التي تعرضت لها.

رأيت بنفسي وحشيتهم وقسوتهم تجاه الأسرى الفلسطينيين، والتهديدات التي مارسوها نحوها، بداية كنت مهددة بالسجن 60 عاما، وكان تهديد بوضعي مع نساء قاتلات مجرمات لوضع الخوف في قلبي. كانت هناك محاولات تنمر مثل أن يأتوا بأجمل نساء من الحارسات للضغط على نفسيتي. كل هذه العوامل تضافرت مع بعض ودفعتني لخوض تجربتي الأولى في الكتابة عن أدب السجون.

ودخلت في تحدٍ مع نفسي أولا، ومع إحدى السجانات إني سأمسك القلم وأكتب. ومن هنا بدأ التحدي الكبير، فكل بداية قد تكون نهاية لمرحلة من الألم والمعاناة وبداية جديدة لحياة الإنسان والعكس صحيح فقد تكون نهاية الإنسان إذا استسلم لمخاوفه وأوجاعه.

وبدأت مرحلة الكتابة بعد فك الشاش عن يدي المصابة من الحادث، ووضعت نفسي أمام هذا التحدي، وخضت العديد من الصعوبات لأكون قوية في هذه المحنة. وفي إحدى جلسات المحاكمة سألني أحد أقاربي "ما بكِ؟" فقلتُ "موجوعة"، ومن هنا خرجت تسمية كتابي الأول بهذا العنوان "موجوعة".

وهذه الكلمة شكلت تحدي بالنسبة لي لأنه بسبب كلمة تمت معاقبتي لمدة شهر ومنعي من الزيارات و و"الكانتين" ولهذا كان هذا العنوان، موجوعة، ليبقى عنوان صمود وتحدي بالنسبة لي في وجه الاحتلال الذي لن يفرض علينا ما نقول.


لحضرتك تجربة أخرى حديثة مع أدب السجون بعنوان "فضفضات"، فهل تعتبر امتداد لإصدار "موجوعة" الأول؟

- كتاب "موجوعة" أول قنديل لإطلاق كتاباتي، وبعده "فضفضات" يعتبر تجسيد لتجربتي كأسيرة فلسطينية داخل سجون الاحتلال. حكيت عن أدب السجون، و هو أدب يحاكي الذات قبل المجتمع، معتمدا على ذكريات وتجارب الأسير ومعاناته.

تم إطلاق الكتاب عام 2023، و في تونس تم إطلاق "فضفضات" مؤخراً، وهو يعبر عن التخلص من الآلام والأحزان وكل شيء يسبب الضغط للأسير. وعلى الأسير أن يتحدث بما في داخله من الألم حتى يبدأ في تكوين حالة من الصمود وتحدي الظروف.



ما هو تقييم حضرتك لتناول الكتاب والأدباء العرب للمأساة الفلسطينية الحالية وهل كان التناول قديمًا أفضل واكبر؟

- أنا أرى أن الكتابة تشكل حالة مقاومة، وكلما كنت تصيغ الشيء بأكثر إنسانية وواقعية كلما كان أفضل لشق طريق مقاوم. الفن أيضا يشكل حالة مقاومة سواء من خلال الغناء أو الرسم.

وهذه المؤثرات لها دور فعال في تشكيل البيئة الحاضنة للمقاومة، وبالتالي أكثر ما يخشاه الاحتلال هو التأثير على العقل وعلى الفكر، حيث أن التأثير على العقل يفوق تأثير الرصاصة، الرصاصة تقتل شخص، أما الكلمة أو الفن تغير مجتمع كامل.



في نهاية هذا اللقاء، ما هي الرسالة التي تودين توجيهها للكتاب والقراء المهتمين بالأدب الفلسطيني؟

- أود توجيه رسالة للكتاب والقراء، ولكل صاحب ضمير حي التركيز على الرسالة التي يدعم من خلالها الآخرين، و لكل صاحب ضمير ميت عليه إيقاظ ضميره الانساني، ونتمسك جميعا بالمبادئ والأخلاق، فكل ما نقدمه للغير يعود إلينا.


في نهاية هذا اللقاء أتوجه لحضرتك بجزيل الشكر والتقدير

- الشكر موصول لكم وللقراء والمتابعين.



#كريم_محمد_الجمال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجموعة القصصية -وهكذا أنهى الله حديثه-
- حوار مع الروائي المغربي الكبير مع - محمد سعيد احجيوج-
- علي حمادي العاملي، ملمح هاديء وسط حالة من الصخب
- بناية الشيوعيين...صرح شاهق للقاصّ مهدي زلزلي فوق جبل القصة ا ...
- خلافة على منهاج النبوة
- ابتسم أيها الجنرال...دراما توثيقية أم مكايدة سياسية؟
- بريتيوم ...تذكرة الحلم
- المجموعة 17 (قصة قصيرة)
- ملامح جديدة تغير وجه عمان الثقافي
- موسى الصدر والخطاب الانساني
- وجه رجل ليس وحيد
- تل أبيض
- دير قانون بلدة الشهداء
- صخرة الكونين وبرزخ البحرين
- حبر الصحيفة
- فيلم سيدة الجنة
- نظرة في بعض إشكالات تراث ابن تيمية
- شخصيات ثورية في تاريخنا الإسلامي
- خواطر حول حادثة الإفك
- معرض بيروت للكتاب


المزيد.....




- ترامب سيطرح شروطا جديدة... ويتكوف يعبر عن تفاؤله بشأن مفاوضا ...
- وزير الخارجية المصري في المغرب بعد اتفاق مع موريتانيا على دع ...
- المغرب - سوريا: بعثة من الخارجية المغربية في سوريا لإعادة فت ...
- ليبيا: رئيس حكومة الوحدة الوطنية يدعو إلى إجراء انتخابات مبا ...
- المملكة العربية السعودية: هل سمحت ببيع الخمور؟
- ليبيا: هل ينجح مجلس النواب في تشكيل حكومة جديدة؟
- -شبكات باكو-: تكريم فرانس24 وإذاعة فرنسا الدولية في حفل جوائ ...
- ترامب: هجوم -7 أكتوبر- أسوأ ما رأيته في حياتي.. وويتكوف يعلن ...
- تفكيك شبكة أوروبية لتجارة المخدرات واحتجاز 800 كلغ من الكوكا ...
- ماتفيينكو تهنئ قاليباف بإعادة انتخابه رئيسا للبرلمان الإيران ...


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - كريم محمد الجمال - حوار خاص مع -إسراء جعابيص- من القاهرة