أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - الانتخابات البرلمانية القادمة وفساد المال السياسي: خطر داخلي يراقبه العالم














المزيد.....

الانتخابات البرلمانية القادمة وفساد المال السياسي: خطر داخلي يراقبه العالم


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية القادمة، تتوجه أنظار المواطنين في الداخل، كما أنظار المجتمع الدولي، إلى هذه المحطة السياسية الحاسمة، فالانتخابات ليست فقط اختبارًا لإرادة الشعب، بل أيضًا مقياس لمدى نضج الديمقراطية وشفافية النظام السياسي. إلا أن ما يُهدد نزاهة هذه الانتخابات هو تنامي ظاهرة المال السياسي الفاسد، التي لا تعرّض الإرادة الشعبية للتزوير فحسب، بل تُفقد الدولة مصداقيتها محليًا ودوليًا.
بات المال السياسي أحد أبرز أدوات التأثير في نتائج الانتخابات. وفي العديد من الدوائر، أصبحت الحملات الانتخابية سباقًا لمن يدفع أكثر، لا لمن يقدم برامج أفضل. كما يُلاحظ أن بعض المرشحين يستخدمون أموالًا ضخمة لاستمالة الناخبين من خلال:
• شراء الأصوات نقدًا أو عبر خدمات مباشرة مثل توزيع المواد الغذائية أو دفع فواتير.
• التحكم في الإعلام المحلي، وتمويل صفحات إلكترونية لنشر أخبار مضللة.
• توظيف المال لاختراق المجتمع المدني واستخدامه كغطاء للترويج الانتخابي.
هذه الممارسات تُفقد الانتخابات معناها الحقيقي، وتُفرز برلمانات لا تمثل الناس بقدر ما تمثل مصالح رجال المال والنفوذ، كما يُنظر إلى الانتخابات على أنها اختبار لمدى التزام الدولة بقيم الشفافية والحكم العادل، خصوصاً المجتمع الدولي والشركاء الاقتصاديين والمانحين الذين يُتابعون مجريات الانتخابات من خلال تقارير المراقبة الدولية، والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان والديمقراطية.
فساد المال السياسي في الانتخابات يضر الدولة خارجيًا عبر فقدان ثقة المجتمع الدولي في شرعية المؤسسات المنتخبة، والتقليل من فرص الاستثمار والدعم الاقتصادي، إذ يُربط الاستقرار السياسي بنزاهة الانتخابات، بالإضافة الى أن الضغط الدبلوماسي الذي قد يؤدي إلى فرض شروط سياسية على العلاقات الخارجية أو تعليق شراكات بالتالي فإن مكافحة المال السياسي ليست مجرد قضية محلية، بل قضية تتعلق بأمن واستقرار الدولة سياسيًا واقتصاديًا.
بالرغم من إدراك خطورة المال الفاسد في الانتخابات، إلا أن الإصلاح يواجه عدة تحديات منها ضعف تطبيق القانون، رغم وجود تشريعات تنظم الإنفاق الانتخابي، وغياب رقابة فعّالة ومستقلة على الحملات الانتخابية، وتواطؤ بعض وسائل الإعلام مع مرشحين ممولين بشكل مشبوه، بالإضافة الى تطبيع ثقافة شراء الأصوات لدى بعض فئات المجتمع نتيجة الحاجة الاقتصادية.
لذلك بات من الضروري الاعتماد على تفعيل قوانين الشفافية المالية في الحملات الانتخابية، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين، وإنشاء هيئة انتخابية مستقلة وقوية تراقب الإنفاق وتحقق في مصادر التمويل، وإشراك منظمات المجتمع المدني في مراقبة الانتخابات وتثقيف الناخبين،ودعم الإعلام الحر وتوفير حماية قانونية للصحفيين الذين يكشفون الفساد الانتخابي، والتعاون مع المنظمات الدولية لإضفاء مزيد من المصداقية على العملية الانتخابية.
الانتخابات البرلمانية القادمة ليست مجرد محطة انتخابية، بل اختبار حقيقي لنزاهة النظام السياسي أمام الداخل والخارج، وإن ظاهرة انتشار المال الفاسد في العملية الانتخابية يُهدد ليس فقط نتائج الانتخابات، بل شرعية الدولة ومكانتها الدولية، فان مواجهة هذه الظاهرة تتطلب إرادة سياسية قوية، وقوانين حازمة، ومجتمعًا مدنيًا يقظًا، وإعلامًا حرًا. فالديمقراطية ليست مجرد صناديق اقتراع، بل نظام متكامل يقوم على الشفافية والعدالة المجتمعية في البلاد.



#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق وفساد المال السياسي: ...
- قمة بغداد...ماذا سننتظر منها؟
- العراق وسياسة التوازن بين أطماع الخارج وتحديات الداخل
- فرص الدبلوماسية بين واشنطن وإيران.
- القمة العربية في القاهرة والآمال المعقودة عليها.
- هل المواجهة القادمة في العراق.
- الهزات الارتدادية في الشرق الاوسط
- داعش تظهر تحت غطاء التحرير.
- سقوط الاسد والتأثير العكسي على خارطة المنطقة.
- تطور آليات الفساد في مؤسسات الدولة العراقية
- تقسيم العراق..مديات التقسيم واللاعبين الاساس.
- التيار الصدري وكارت العودة الى الحياة السياسية.
- ولاتجسسوا...
- انسحاب التحالف الدولي من العراق وأستعداد داعش للعودة.
- النفط سلاح المعركة القادم !!
- الحدود الشمالية لغزة من الدبلوماسية الى المواجهة المحتملة.
- التحرك التركي بذريعة حزب العمال والآمال المعقودة.
- الانتخابات والتحديات القادمة أمام إيران.
- السيد السوداني والانتخابات البرلمانية القادمة... اتجاهات ومي ...
- صحراء الانبار بين أرهاب متجذر ومخدرات تفتك بالشباب .


المزيد.....




- ضجة يشعلها المستشار الألماني بكشف -وثيقة- عن جد ترامب بلقاء ...
- بعد تصريحات ماسك الصادمة.. شاهد كيف رد ترامب مع استمرار السج ...
- ذكّر بهروبه من سوريا.. أول رد من محمود خليل أمام القضاء الأم ...
- فيديو يظهر لحظة وقوع غارات إسرائيلية عنيفة في الضاحية الجنوب ...
- المناخ يهدد المواشي، فهل يصبح الأضحى بلا أضحية؟
- لماذا تضاعفت الاعتداءات المعادية للسامية في ألمانيا؟
- -التزاوج القاتل-.. سلاح غير تقليدي يقضي على البعوض ويحارب ال ...
- -هدية العيد- من السلطات السورية الجديدة لعوائل جنود وضباط من ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل تمساحا للاشتباه بكونه ديناصورا! (صور) ...
- فولودين: زيلينسكي شخصيا مسؤول عن الهجمات الإرهابية ضد المدني ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - الانتخابات البرلمانية القادمة وفساد المال السياسي: خطر داخلي يراقبه العالم