أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق وفساد المال السياسي: أزمة ثقة داخلية ومراقبة دولية














المزيد.....

الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق وفساد المال السياسي: أزمة ثقة داخلية ومراقبة دولية


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يستعد العراق لإجراء انتخابات برلمانية جديدة وسط ظروف سياسية واقتصادية معقدة، وتراجع ملحوظ في ثقة المواطنين بالمؤسسات السياسية وبينما يُفترض أن تمثل الانتخابات فرصة لتصحيح المسار وبناء نظام ديمقراطي يعكس تطلعات الشعب، فإن ظاهرة فساد المال السياسي تهدد مجددًا بنسف شرعية هذه العملية وتحويلها إلى مجرد “تجديد شكلي” لنفس القوى التقليدية التي تسيطر على مفاصل الدولة منذ سنوات.
شهد العراق في الدورات الانتخابية السابقة العديد من الممارسات التي تشير إلى تغلغل المال الفاسد في العملية السياسية. وتتمثل أبرز مظاهره في:
• شراء الأصوات، خصوصًا في المناطق الفقيرة التي تعاني من نقص في الخدمات، حيث يستغل بعض المرشحين حاجة الناس لتقديم رشى نقدية أو سلال غذائية.
• تمويل حملات إعلامية ضخمة من مصادر غير معلومة، غالبًا مرتبطة بأحزاب أو فصائل مسلحة ذات نفوذ.
• إنفاق مبالغ خيالية على الإعلانات والدعاية الانتخابية دون أي رقابة أو محاسبة.
• استغلال مؤسسات الدولة في الترويج للمرشحين المدعومين من أحزاب حاكمة.
هذه الممارسات أدت في السنوات الماضية إلى إفراز برلمان ضعيف الإرادة الشعبية، يخضع لتوازنات المال والنفوذ أكثر مما يعكس صوت الناخبين، فلقد أظهر الشارع العراقي، خصوصًا منذ احتجاجات تشرين 2019، سخطًا واسعًا تجاه العملية الانتخابية وآلياتها المشوهة. فالكثير من العراقيين باتوا يرون أن الانتخابات لا تُحدث تغييرًا حقيقيًا، بل يتم التلاعب بها عبر المال والولاءات السياسية، مما أدى إلى، عزوف جماهيري متزايد عن التصويت،اتهامات متكررة للمفوضية العليا للانتخابات بعدم الشفافية،ضعف تمثيل القوى الجديدة والمستقلة بسبب قلة الموارد وصعوبة المنافسة أمام الأحزاب الغنية.
المجتمع الدولي، خاصة بعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، يراقب الانتخابات العراقية بدقة. وقد أصدرت بعثات المراقبة في دورات سابقة تقارير تشير إلى وجود مخالفات تتعلق باستخدام المال السياسي وتأثير الفصائل المسلحة على إرادة الناخبين، وهذا ما يضع العراق أمام اختبار كبير لصورته أمام العالم، فاستمرار فساد المال السياسي يقوّض مصداقية العملية الديمقراطية ويؤثر على علاقاته الخارجية، بما في ذلك ثقة المستثمرين الدوليين في استقرار البلد،واستمرار الدعم الدولي المشروط بالإصلاحات، بالإضافة تعامل دبلوماسي أكثر تحفظًا مع حكومة يُنظر إليها على أنها نتاج لعملية انتخابية فاسدة.
بالرغم من التحديات، ما زالت الانتخابات القادمة تمثل فرصة لإصلاح حقيقي، إذا ما تم اتخاذ إجراءات جدية تشمل:
1. تشديد الرقابة على تمويل الحملات الانتخابية، وإلزام جميع المرشحين بالكشف عن مصادر تمويلهم.
2. محاسبة قانونية واضحة لكل من يثبت تورطه في شراء الأصوات أو تلقي أموال غير شرعية.
3. دعم القوائم المستقلة والشبابية لضمان تمثيل أوسع.
4. تمكين المفوضية العليا للانتخابات من العمل باستقلالية تامة.
5. تفعيل دور الإعلام والمجتمع المدني في كشف الفساد الانتخابي وتوعية الناخبين.
الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق ليست مجرد حدث سياسي دوري، بل اختبار حقيقي لإرادة التغيير. فإما أن تكون محطة لاستعادة ثقة الشعب وبناء دولة القانون، أو أن تتحول إلى جولة جديدة من إعادة إنتاج الفساد تحت غطاء صناديق الاقتراع.
إن محاربة المال السياسي ليست مهمة المفوضية وحدها، بل مسؤولية جماعية تشمل الدولة والمجتمع المدني والإعلام والناخب نفسه والذي ينبغي أن يضع معايير الاختيار بعيداً عن الانتماء الحزبي والسياسي لان مستقبل البلاد والعباد مرهون بهذا الاختيار والذي بالتأكيد سيرتبط بمستقبل العراق وعلاقاته الخارجية ومصالحه.



#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة بغداد...ماذا سننتظر منها؟
- العراق وسياسة التوازن بين أطماع الخارج وتحديات الداخل
- فرص الدبلوماسية بين واشنطن وإيران.
- القمة العربية في القاهرة والآمال المعقودة عليها.
- هل المواجهة القادمة في العراق.
- الهزات الارتدادية في الشرق الاوسط
- داعش تظهر تحت غطاء التحرير.
- سقوط الاسد والتأثير العكسي على خارطة المنطقة.
- تطور آليات الفساد في مؤسسات الدولة العراقية
- تقسيم العراق..مديات التقسيم واللاعبين الاساس.
- التيار الصدري وكارت العودة الى الحياة السياسية.
- ولاتجسسوا...
- انسحاب التحالف الدولي من العراق وأستعداد داعش للعودة.
- النفط سلاح المعركة القادم !!
- الحدود الشمالية لغزة من الدبلوماسية الى المواجهة المحتملة.
- التحرك التركي بذريعة حزب العمال والآمال المعقودة.
- الانتخابات والتحديات القادمة أمام إيران.
- السيد السوداني والانتخابات البرلمانية القادمة... اتجاهات ومي ...
- صحراء الانبار بين أرهاب متجذر ومخدرات تفتك بالشباب .
- ‏الشيعة في العراق بين الأغلبية الاجتماعية والأقلية السياسية.


المزيد.....




- زلزال بقوة 6 درجات يهز منطقة حدودية في تركيا يتسبب بهزة أرضي ...
- زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب تركيا ويشعر به سكان مصر
- الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق يعلن اندلاع اشتباكات أمس عن ...
- مراسل RT: هزة أرضية تضرب محافظة الجيزة في مصر
- بريطانيا: الصين تشكل تحديا -صعبا ومستمرا-
- ترامب يعلنها: لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم في إيران
- ماذا قال ترامب عن إمكانية السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم؟
- المبعوث الأمريكي الخاص إلى دمشق: هناك رغبة في إنهاء التمدد ا ...
- وصف بـ -الحدث الأمني الصعب-.. مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإص ...
- الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً من اليمن ويُفعّل صافرات الإنذ ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق وفساد المال السياسي: أزمة ثقة داخلية ومراقبة دولية