السعودية والحراك السياسي المشبوه

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تتحدث بعض التسريبات التي تناولتها بعض الأخبار في تحليل مصور أن ولي العهد السعودي طلب من الرئيس الامريكي ترامب خلال زيارته الأخيرة للسعودية كسر الطوق الشيعي في العراق بعد أن تم تدمير حزب الله في لبنان وسقوط نظام الأسد في سوريا وهو ما يبرر ضخامة الأموال التي تبرع بها بن سلمان للرئيس ترامب ولكن الأمور لم تسير وفق رغبات السعودية التي تحاول تغيير النظام السياسي في بغداد التي تعتبرها الرياض موالية لحكومة طهران وتعمل على تقوية نفوذ الحشد الشعبي الذي يرعب وجوده دول الخليج من الكويت الى حدود قطر والسعودية والبحرين والأمارات هذه الفكرة التي رفضها الرئيس المصري الذي أوصل تلك الجزئية للأحزاب الحاكمة في العراق والذي يسعى بدوره الى زيادة حجم التقارب المصري الإيراني في هذه الأيام والزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني عراقجي للقاهرة مؤخراً ومعها زيادة حجم التبادل العسكري بين الصين ومصر الأمر الذي أثار أستياء السعودية التي سربت بعض الإشارات عبر وسائل الأعلام الى الرئيس المصري بضرورة التنحي السلمي عن السلطة قبل فوات الأوان .
وهو ما يبرر تعالي صيحات بعض القوى السياسية بضرورة كسر هيمنة الشيعة على منصب رئاسة الوزراء وتمجيد أطراف أخرى بأيام حزب البعث فيما تسعى قوى سياسية سنية الى دفع بعض الشخصيات البعثية للانتخابات ومعها بعض أعضاء عصابات داعش في سياسة تكتيكية وخطة استراتيجية لتقوية جانب الأحزاب السنية في الانتخابات المقبلة وتتخوف أطراف سنية أخرى من فكرة السعودية التي عرضها بن سلمان على الرئيس الامريكي بسبب كثرة أنتشار السلاح في المناطق الشيعية ومعها وجود عدد كبير من الفصائل المسلحة بالإضافة الى قوة فصائل الحشد الشعبي مع حساب الدعم الإيراني في حال حصول تغيير بالقوة للنظام السياسي في بغداد .
في الجانب الأخر قامت قيادة الحشد الشعبي بأجراء عدة تمارين تعبوية في عدد من قواطع الحشد الشعبي في استعراض مدى استعداد تلك الفصائل وجاهزيتها للقتال في حال تعرضها لهجمات خارجية بالإضافة الى ذلك أكدت بعض الفصائل المسلحة مؤخراً بضرورة مغادرة القوات الامريكية للعراق بما في ذلك قواعدها في عين الأسد وتشير الأخبار الى سعي بعض الجهات الحزبية الى تغيير رئيس هيئة الحشد بعد تأكيدها بوجود بعض الملفات ضده وإمكانية أقالته من منصبه وهو ما يشير الى وجود مستجدات وتحديات حقيقية أمام هذه القوة العقائدية التي تخشى وجودها الكثير من دول الجوار مما يستلزم تعضيدها وزيادة قدراتها اللوجستية وإدامة تسليحها بكافة المعدات والتقنيات العسكرية .
ومما يسترعي الأنتباه هناك تحرك أوربي أمريكي لفرض الهيمنة على العالم عبر استغلال الحرب الاوكرانية الروسية ومحاولة تدمير روسية من خلال دعم الجيش الأوكراني وتقديم كل التقنيات العسكرية الفضائية والجوية بعد عملية شبكة العنكبوت الأخيرة التي أعلن عنها زيلينسكي في قصف مستودع الطائرات الجاثمة شرقي موسكو على بعد 4000 كم في عملية نوعية استخباراتية وتقنية فضائية عززت من نجاح العملية التي مهدت لعملية تفجير أحد أعمدة جسر جزيرة القرم التي أحتلتها روسية عام 2014 ومعها استمرار الضغط الامريكي على حكومة طهران ومحاولات ثنيها عن الاستمرار في تخصيب اليورانيوم وتقويض قدراتها الدفاعية بخلاف نتائج المباحثات السابقة التي جرت في عهد الرئيس الامريكي باراك أوباما التي أعطت أيران الحق في تخصيب اليورانيوم فيما يؤكد ترامب على أهمية صفر تخصيب لاستمرار المفاوضات مع الجانب الإيراني وهو ما يسبب أزمة بين البلدين بسبب أصرار طهران على مواصلة التخصيب ومواجهة التهديدات الأمريكية بشن ضربة جوية على المفاعلات النووية بالتعاون مع حليفها إسرائيل ومما زاد من تكالب حكومة تل أبيب بهذا الشأن مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران بوقف عمليات التخصيب والمثول للإرادة الدولية وهو ما يرسم خارطة الاستهداف الأمريكي للقوى المؤثرة في المنطقة ومحاولة فرض الهيمنة الأمريكية والتي انساقت معها بعض الدول المجاورة للعراق في مشهد ينم عن عداء دفين تتبناه دول الخليج بدوافع طائفية يتناغم مع المصالح الإسرائيلية في المنطقة .
ومن المؤكد أن جميع تلك الأحداث التي تسعى الولايات الامريكية لتصفيرها والتحضير للمواجهة الكبرى مع بكين التي تخشى واشنطن أمكانية سيطرتها مستقبلاً على مجريات الأحداث وكسر هيمنة الدولار على الوضع المالي العالمي وفرض قوتها الاقتصادية والعسكرية على الساحة الدولية .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل