لعبة جر الحبل بين أمريكا وإيران

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تكاد تكون لعبة المحادثات التي تجري في عمان بين الوفد الإيراني والأمريكي معروفة النتائج كسابقاتها كما حصل في محادثات جواد ظريف مع مجموعة 5 + 1 وهي خطوات معروفة تصعيد تبادل اتهامات تحشيد ومن ثم مفاوضات وصفقة بين الطرفين تمنح قوة لكل منهم بينما يدفع ثمن ذلك دول معينة تحاول أمريكا أن تجعل منها بنك أستثماري لخططها في العالم من خلال جعل إيران مصدر قلق دائم لتك الدول المجاورة لها وهو ما صرح به ترامب أكثر من مرة بأن القوات الامريكية تقوم على حماية دول الخليج من النفوذ الإيراني .
أما بخصوص ما يحصل بينهما في بعض الأحيان وتبادل للقصف وسقوط ضحايا بين الطرفين فأن ذلك واقع حال في مثل تلك الحالات لأن بدونها لا يمكن تصديق وجود خلاف بين الطرفين ولكي تكون الصورة أكثر مقبولية لدى الأخرين مما يسميهم الرئيس الأمريكي دول البقرة الحلوب ولذلك نرى قوة السيناريو الذي تخرجه الإدارة الأمريكية في كل مرة من تحريك لأسطولها البحري في مياه الخليج من حاملة طائرات وفرقاطات بحرية وطائرات B2 وطائرات الشبح B 10 وهو ما يعطي زخم كبير لأثارة أنتباه العالم حول أمكانية حصول تصادم بين الطرفين فيما يأخذ الأعلام بتصعيد الموقف عبر مواقف أمريكية متشددة وإيرانية عنيدة ومعها تسري أنباء عن جولة مفاوضات من أجل النووي الإيراني الذي انتهت إيران من تجربة القنبلة الذرية وذهبت لإنتاج بعض القنابل الصغيرة وفق معايير تخصيب نسبة اليورانيوم لديها .
أما بخصوص حالة الحصار الإيراني فتلك لعبة أخرى لأن الحصار وهمي وإيران تقوم بتصدير النفط على مدار السنة وتعمل على تطوير بنيتها العسكرية على الدوام ومعها تطوير برنامجها النووي والصواريخ الباليستية وهو ما يعني حاجتها الى مبالغ مالية تفوق قدراتها الذاتية في حال تطبيق الحصار الاقتصادي كما تم تطبيقه مع العراق والذي تراجعت بسببه الأوضاع الاقتصادية في العراق بنسبة كبيرة مع العلم توقفت فيه جميع صورة البناء والتطوير مع توقف المصانع والمعامل كافة وتراجع قدرات البلد في مجال الصحة والتعليم والزراعة والصناعة وهو ما يعطي صورة عن أختلاف حالة الحصار الاقتصادي المفروض على إيران وهي التي تقوم بعقد الاتفاقيات والصفقات وحضور الندوات والمؤتمرات بينما كان ذلك محضور على ساسة العراق في ذلك الوقت كما لا يوجد حالات فقر وجوع ووفيات جماعية في المجتمع الإيراني في ظل الحصار الوهمي الذي أستمر لأكثر من أربعين عاماً .
وبرغم كل ذلك تمددت إيران في المنطقة وجعلت لها فصائل مسلحة أذرع تضرب بها المصالح الأمريكية وأسرائيل وتقوم بإرسال الأسلحة لتك المجاميع المسلحة وتمدها بأسباب القوة والنفوذ وهو ما يعني وجود توافق على ذلك الأمر من خلال السيناريو المتفق عليه لإداره اللعبة السياسية في المنطقة ففي حرب السعودية ضد الحوثيين لم تلبي أمريكا طلب السعودية في تصنيفهم كمنظمة أرهابية بل على العكس من ذلك أعتبر البيت الأبيض الحوثيين مدافعين عن وجودهم أمام القوات السعودية وشاركت مع الفصائل العراقية في محاربة داعش ويمتلك الحرس الثوري أصول مالية في مصارف عالمية وهو ما يعطي شرعية وجود لتلك لقوات الحرس الثوري .
وفي خضم كل ذلك يبقى التوافق السياسي الامريكي الإيراني في المنطقة هو السمة الغالبة في جميع الأحداث التي يرسمها الطرفان لتقاسم المغانم بينهما من خلال جولة مفاوضات ترسم معالم المرحلة القادمة في المنطقة لتعود بعدها إيران أقوى من السابق وتذعن مجموعة دول البقرة الحلوب للأمر الواقع في الخضوع لابتزاز السلطة الأمريكية وفي نهاية المطاف فأن رئيس الولايات الامريكية يعي تماماً خطورة الوقوع في فخ الحرب مع إيران مع تربص الصين وروسيا لتلك المواجهة التي ستكون مكلفة بالنسبة لأمريكا وهي التي تخشى على قواعدها المنتشرة في المنطقة والتي هي سبب نفوذها وقوتها التي ترعب العالم من خلالها لذلك لا يمكن أن تضحي بأسباب وجودها العسكري مقابل منح إيران فرصة المفاوضات مقابل توافق يضمن لها سطوة سياسية مع التفوق العسكرية .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل