هل تقف أحلام الصهيوأمريكية عند أحداث سقوط دمشق

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مسلسل الأحداث الدراماتيـكي الذي غيب نظام الأسد عن المشهد السيـاسي لم تنتهي حلقاتـه بعد برغم أعجاب بعض المشاهدين بحلقـات تـدمير غزة واستباحـة الجنوب اللبنـاني وقتـل بعض القـادة عبر الاستفادة من بعض العملاء والمندسيـن بين جوانح تلك التنظيمات المقـاومة واستغلال حالـة الفقر والعوز في دفع الأخرين للتـآمر على أبنـاء بلدهم والأخبـار عن أماكن تواجـدهم مما سهل على إسرائيـل النيـل من نصر الله وقيـام بعضهم بتوزيع الحلوى ونشر مشاهـد الفرح بينهم يوم استشهـاده وهو المشهد الذي يميز الغث من السميـن وبين الموالي والعميـل حيث قاتـل الكثير من هؤلاء كمرتزقـة بين صفوف الجيش الإسرائيـلي أبـان معارك تـدمير غزة والاعتـداء على جنوب لبنـان لذلك كانـت مشاركتهم هي فترة أعـداد لهؤلاء لبـدء معارك سوريـا .
حيث وضع بوتن نهايـة لمعارك أوكرانيـا بعد أطلاق صاروخ أوريشنيـك فرط صوتي على مدينـة دنيبـرو شرقي أوكرانيـا وهـدد الدول الاوربيـة بضربـات مماثلـة مما عجل باتخاذ قرار أمريـكي بأعـداد سينـاريو خفض التصعيـد وأطلاق يـد روسيـا في أوكرانيـا مقابـل تخلي بوتـن عن بشار الاسد ومنح مسلحي جبهـة النصرة الذين ساهموا بدعم الجيـش الاسرائيـلي فرصة الزحف على دمشق وأسقـاط نظـام الأسـد بدعم من الجيـش التركي عبر كتـائب تقود منظومة طائـرات بيرقـدار المسيرة التي ساهمت بتسريع حركة الفصائـل المسلحة لغزو سوريـة تحت مسمى جبهة تحريـر الشام بعد تغيير بسيـط بعنوانها القـديم جبهـة النصرة وتغيير بعض مفردات خطـابها .
لتقوم بعد ذلك بفتح البـاب على مصراعيـه أمام إسرائيـل لتقضم ما تـشاء من الأراضي السوريـة المحاذيـة لحدود فلسطين المحتلـة وتـأمين حدودهـا وتوسيع رقعة جغرافيتهـا نحو الشرق على حساب سوريـا وقد تـستمر الفوضى في المدن السوريـة أشهر طويلـة بفعل التـدخل الاسرائيـلي بين حروب أهليـة وتنـاحر سيـاسي على السلطـة .
ولا يمكن تصور انتهـاء مسلسل الأحداث عنـد سقوط دمشق فهنـالك تخوف أمريكي من مطالبـة الحكومة العراقيـة بخروج القوات الامريكيـة من العراق وقاعـدة عين الأسـد والتي تكررت كثيـراً في الآونـة الاخيرة مما يجعلنـا نفسر سبب ذهاب الحلبـوسي الى واشنـطن قبـل أسبوع ولقـاءه بـأعضاء الكونجرس الامريكي في مباحثـات قيـل عنها جاءت للـتشاور بشأن محاربـة عصابـات داعش التي مكنتها أمريكا من أسقاط العـاصمة السوريـة دمشق فيما لا يمتلك الحلبـوسي أي منصب حكومي لدى حكومـة بغـداد وعليـه ملفـات فساد بتهم تزويـر واستغلال المال العـام وهي حلقـة الضعف التي تستغلهـا أمريكـا دائماً في اختيـار أدواتها لتمريـر أجندتهـا من خلالهم بعد منحهم حصانـة الولاء مقابـل تنفيـذ الأجنـدة الموكلـة أليهم ومن غير المستبعـد أن يكلف الحلبوسي في أدارة ملف الاقـليم السني في الأنبـار ومعها يقوم بتشكيـل جيـش من دواعش المدن السنيـة على غرار قوات البيشمركة الكرديـة وخاصة بعد التصويـت على قـانون العفو العـام تحت قبـة البرلمان وبـذلك يتم قطع الطريق كليـاً بين الشام وإيـران وإسكات صوت بغـداد في المطالبـة بخروج القوات الامريكيـة من العراق وهنـا تستتـب الامور لدى تـل أبيـب ليـأتي دور أمريكا في مسلسـل الأحداث .
حيث تعمد حكومة ترامب الى مطالبـة السعوديـة بنصف ثروتها الماليـة ومشاركتهـا في واردات مبيعات البترول وبخلافـه يتم عزل بن سلمـان عن الحكم ومعه يكون حـال بقيـة دول الخليج كالإمارات وقطر والبحريـن والكويت وتـذهب أمريكا الى أبعـد من ذلك في المنطقة عنـدما يتـم لهـا عزل إيـران عن العراق والشام وتهديـد روسيـا بإيقـاف دعمها لطهران نشوب حالـة فوضى داخليـة يكون سببها المـال السعودي الذي يحرك الطائفـة السنيـة هنـاك مع تحريـك لأدوات إسرائيـل في زعزعـة الأمن الداخلي ومحاولـة أثارة الرأي العـام والقيـام باضطرابـات داخليـة تمكنها من أسقاط الحكومة وتغييـر شكل النظام السيـاسي هنـاك .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل