أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - فوبيا التظاهرات وديمقراطية التيار الصدري














المزيد.....

فوبيا التظاهرات وديمقراطية التيار الصدري


محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 7327 - 2022 / 8 / 1 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التظاهر هو أعلى مظاهر الديمقراطية سلوكاً وممارسة في التعبير عن حالة الرفض الشعبي لسلطة النظام وأفرازات سياستها العامة سواء على صعيد السلطة التنفيذية أو القضائية أو التشريعية وهي حالة زخم جماهيري يؤمن بالتغيير وفق قواعد الانتقال السلمي للسلطة ومنظور الشعب مصدر السلطات وتأتي هذه الحالة بعد ضغوط تمارسها السلطة التنفيذية وسياسات لا تتفق ورغبة عامة الناس في التغيير أو إنحراف السلطة عن مسار العملية السياسية بما يحدث شرخاً في العقد الأجتماعي الذي تكونت من خلاله قواعد اللعبة السياسية وتأخذ فوبيا الديمقراطية أبعاداً أخرى في فرض الهيمنة وأستمرار دوام السلطة من خلال إيجاد وهم أو خرافة لكسر أرادة الجماهير وأتخاذ مفردة المؤامرة بعبع لكسب الكثير من الوقت وتحقيق للمصالح الحزبية والشخصية على حساب تأمين مستلزمات الحياة وأسباب تطورها .
تأخذ تظاهرات التيار الصدري بعداً جماهيرياً غير معتاد في طبيعة الزخم البشري ونوعية الحراك الجماهيري وأثرها في طبيعة المطالب السياسية وفي ذلك تختزل الوقت والجهد لنيل مطالبها دون بقية الأمم الأخرى من عامة الشعب حيث ترتكز تلك التظاهرات الى حالة الأيمان بشخص السيد مقتدى الصدر كزعيم روحي وقائد ميداني يمتلك مقومات القيادة برغم أبتعاده عن عالم السياسة وهو طالب علم حوزوي على شاكلة والده محمد الصدر (قدس سره) الذي يعد سر قوة التيار الصدري وبعده العقائدي في الثبات والأصرار على المواجهة والتحدي لذلك كان التيار الصدري مبعث قلق دائم لجميع الحكومات المتعاقبة ومعها التأريخ الناصع في مواجهة الوجود الامريكي الذي كان يخشى الصدام مع أشباح جيش المهدي كما يسميهم أحد قادة الجيش الأمريكي في المعارك التي دارت خلال المواجهات مع القوات الامريكية المتمركزة في محيط مدينة النجف القديمة ومقبرة وادي السلام والتي أنتهت في الشهر الثامن من عام 2004 بعد عودة السيد السيستاني الى البلاد وخروج ألاف المتظاهرين صوب مدينة النجف لدعم ونصرة السيد مقتدى الصدر .
الصراع السياسي بين أقطاب البيت الشيعي وطبيعة تعاملها مع ملف الوجود الأمريكي كان السبب في عزلة التيار الصدري ونهجه في تسمية الأمور بمسمياتها برغم بعض الهفوات والأخطاء التي رافقت مسيرة التيار على مدى أكثر من عقد فهناك الكثير من القوى السياسية لم تكن راضية على مواجهة الصدر للقوات الامريكية في حينها ولا على طبيعة الخطاب السياسي في بعض الفترات برغم مشاركة جيش المهدي في الحرب الطائفية التي مهدت لها القوات الامريكية وحالة الدفاع العقائدي التي كان يمارسها في الدفاع عن الشيعة والمدن الشيعية لذلك ومع التحولات السياسية التي شهدتها البلاد بعد أحداث حزيران 2014 أخذ التيار الصدري على عاتقه الوقوف بوجه محاولات القوى الفاسدة ومحاربة الفساد بطرق ناعمة منها سحب أتباعه من العملية السياسية وترك المناصب والحقائب الوزارية التي كانت أستحقاق أنتخابي في كل دورة حكومية للتعبير عن رفضه لحالة الفساد التي سادت الوضع السياسي وتصدرت قائمة دول العالم في الفساد وبرغم وجود بعض الشوائب في القواعد السياسية للتيار ألا أنه كان يعالج ذلك بنظام الكصكوصة المتعارف عليه بين أوساط التيار الصدري بينما كان أتباع بقية الأحزاب في منأى عن المحاسبة والردع بل كان بعضهم ينال درجات عليا في المناصب والأستحقاق السياسي وهو ما يعد العلامة البارزة التي تميز سياسة التيار عن بقية أطياف البيت الشيعي .
تعددت أساليب التيار الصدري في التعبير عن رفضه لطبيعة وشكل أدارة العملية السياسية التي عمدت الى توفير الغطاء اللازم للفاسدين ومعها توفير الدعم الأقليمي لأقطاب الفساد السياسي وكان من بينها دعوات الخروج للتظاهر في ساحة التحرير وأمام المنطقة الخضراء وقد أستمر ذلك طيلة سنوات كما في حكومة السيد العبادي والسيد عادل عبد المهدي وصولاً الى حكومة مصطفى الكاظمي ورفضها العلني لفساد الأحزاب السياسية وطبيعة تناولها للسلطة وكابينتها الوزارية وشهدت تلك التظاهرات أنفراد لأتباع التيار الصدري في التظاهر دون بقية شرائح الشعب بسبب بعض المخاوف من تسييس تلك التظاهرات وأقتصار مطالبها على بعض المصالح السياسية الحزبية لذلك كان أنعدام الثقة في الشارع السياسي أحد مفاصل عزوف الأخرين عن المشاركة في تظاهرات التيار الصدري برغم كثرة زخمها البشري ولكن الغاية من مطالبة التيار بمشاركة الأخرين هو أصباغها بصفة التظاهرات الشعبية الوطنية وليس بتظاهرات صدرية وهي الكتلة التي أعلنت خروجها من البرلمان بدعوة من السيد الصدر مما فتح الباب على مصراعيه أمام الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة الأمر الذي يشكل فيه الأخرين على تظاهرات التيار الصدري وجدوى المشاركة فيها بعد خروجهم من العملية السياسية ولذلك كانت المخاوف حقيقية لدى الأخرين من تحول التظاهرات الى حالة تصادم بين القوى الشيعية وهو ما يرفضه البعض وينأى بنفسه في عدم المشاركة بالتظاهرات برغم صواب دعواتها المطلبية بالأضافة الى خشية الأخرين من المطالب السياسية الحزبية لتلك التظاهرات وهناك خشية مذهبية لدى البعض وحالة الأصطفاف السياسي لبعض الجماعات وكذلك هناك خشية تدويل القضية وأنفلات الأمور عن السيطرة وأنتشار الفوضى وعدم الأستقرار .



#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمرك دقيقة ونصف
- بعد صيام مقتدى هل يفطر الإطار بتشكيل الحكومة
- العمل النقابي ونظرة موضوعية في الأداء والمضمون
- هزلية المشهد السياسي
- صراع الدب الروسي والخنزير الامريكي
- جلسة السبت المقبل
- صراع الديكة
- الدولار بين النقد والسياسة
- عدنان أبو زيد القاضي مع التحية
- ورووصين
- رسالة بلون البنفسج
- القداسة والإنتكاسة Holiness and setback
- لابد من إيقاف التدخل التركي في العراق
- البعث أفضل أم الحكم الشيعي
- أهل الجنوب نفطهم يرفد موازنة البلد ولا ينالهم سوى دخانه الأس ...
- يوم الوظيفة وذكرى رحيل عبد الكريم لعيبي
- زحف الراغبون
- الزقورة بين اليهود والمسيح
- الشراكوه أهل الجنوب
- كلنا فاسدون


المزيد.....




- البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مد ...
- لكموه بعنف واعتقلوه.. شاهد ما حدث لوالد 3 من جنود مشاة البحر ...
- عهد جديد لحلف شمال الأطلسي.. ما الجديد؟
- مسؤول أمني إيراني ينفي استهداف إسرائيل بهجمات صاروخية بعد وق ...
- هدنة بين إيران وإسرائيل.. وترامب: رجاء عدم انتهاك وقف النار ...
- إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائ ...
- مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض عل ...
- تهميش ونقص في الحماية.. أين يقف فلسطينيو 48 من معادلة الصراع ...
- إيران -تعاقب الشيطان- بضرب قاعدة العديد القطرية.. وطهران لم ...
- بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - فوبيا التظاهرات وديمقراطية التيار الصدري