أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - الشراكوه أهل الجنوب














المزيد.....

الشراكوه أهل الجنوب


محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الأزل كان ولم يزل العراق سومري المنشأ جنوبي الوجود في حضارة سبقت العالم بآلاف السنين حيث لم تكن هناك سوى أقوام بربرية هجينة غارقة في أتون الجهل والظلام ولم تكن بعد مدن قد ظهرت أو أمم قد شقت طريقها في خضم التاريخ بينما أزدهرت تلك الحضارة بالعلم والمعرفة في مدن جنوب العراق التي مزجت بين حضارة الأديان والعلوم فكان كلكامش الملك السومري وكانت الزقورة من أقدم المعابد التأريخية..
وعلى مدى التأريخ نسجت القصص والحكايات عن مأثر أهالي سومر وسحنتهم السمراء التي ميزتهم عن غيرهم ممن سكن بـلاد الرافدين ودخل أليها نازحاً طلباً للعيش والأمان ومعها مفردات لهجتهم التي تعد صلب لغة أهل العراق ومعدن حديثهم وما فيهم من صفات في الكرم والشجاعة والنخوة والشهامة وما في نسائهم من عفة وجمال وخلق وحياء فكانت خصوصية حياتهم نسج من وحي طبيعة تضاريس مناطقهم التي مازجت بين السكن حول الأنهار والزراعة في مساحات خضراء ومياه الأهوار وصيد السمك وتربية الجاموس وخشونة رجالهم بما أعتادوا عليه من العمل في ظروف قاسية صعبة حتمت عليهم مواجهة تقلبات طقس جاف بين أرتفاع درجات الحرارة وبرودة فصل الشتاء فخلقت منهم أقوام ذو بأس شديد في أحتمال المخاطر والصعاب ومواجهة الحياة القاسية بكل ما فيها من دلالة المعنى .
لذلك كانت وما تزال مناطق الجنوب منبع ومهد الحسجة والحديث وألوان الثقافة والآداب ومنبر الخطباء والشعراء فكانت واسط والمتنبي وبصرة السياب وذي قار الحبوبي وميسان لميعة عباس عماره والشاعر سعد محمد الحسن وغيرهم من تراث عريق ضم آلاف الكتاب والشعراء والمثقفين ممن غزت بهم مدن الجنوب ديوان الأدب ومنابر الثقافة ومعهم شخصيات لها ثقلها الإجتماعي والعشائري في معترك السياسة وإدارة شؤون مدنهم التي أضحت سمة أهل العراق وعنوان أصالته حين يستدل العالم عن حضارات الأمم وتأريخ شعوبها يمكن التغافل عن طبيعة الفنون وممارسة شتى أشكال الفن الذي ألتصق بميدان الثقافة الشعرية التي تميزت بها مدنهم فكان المحمداوي شجن ومعيار الطرب الريفي الذي يكتنز لحن خاصاً وطوراً مميزاً بأهل الجنوب فشهدت الناصرية داخل حسن وحضيري أبو عزيز وشهدت ميسان سلمان المنكوب وشهدت البصرة أنطلاقة وحيدة خليل وغيرهم من رواد الفن الذي أنثـنت لهم السجادة الحمراء على طريق تألقهم وجودة عطائهم الفني وحتى في عملهم وإنتمائهم السياسي كانوا يحلقون على بساط أبيض من الفكر والثقافـة في حراكهم السلمي فكان سلام عادل رمز إنتمائهم للحزب الشيوعي في الفترة التي سبقت بروز الأحزاب الشوفينيـة التي أستباحت دمائهم فيما بعد من خلال مجازر غادرة على يد الحرس اللاقومي وسجون مظلمة سجلت لهم فيها مآثر بطولية في نقرة السـلمان وسجن بغداد المركزي وسجن بعقوبة .
ومع مرور الأيام وزحمة السنين وتقلب الزمن في صور الحياة وما دار من أحداث أشاحت بوجهها عن جميل مأثرهم أبت حقيقة معدنهم وأصالة نشأتهم ألا أن يرتبط تأريخهم بمأثر أهل البيت عليهم السلام وتكون سمتهم حسينية الهوى وطابعهم علوي الإنتماء فكانوا خير خلف لخير سلف في رفع شأن شعائر تلك العترة الطاهرة في ميادين الحياة ومواسم العزاء التي كانت ديدن حياتهم اليومية وطبيعة سلوكهم المعتاد فكانت مناطقهم تعج بالمواكب الحسينية في عاشوراء وبيوتهم تعلوها رايات الحزن على مقتل أبن الزهراء التي كانت السمة الفارقة في أسمائهم وألقابهم ( عبد الزهرة ) ( عبد الحسين ) فلا ينادى عليه بذات الإسم ألا وعرف شمائل أنتمائهم المذهبي الذي كلفهم الكثير من التضحيات على مدى التأريخ وتقلب الأنظمة وتوالي الحكام منذ فرش الزمن السجادة الحمراء لمعاوية وتوج ملكاً على العرب وصولاً الى طاغية العصر مروراً بهارون الرشيد والحجاج وغيرهم من ختم حكمه بأستباحة دمائهم على طريق الولاية ولن يهدأ لهم صوت ولم ينقطع لهم حسيس برغم جبروت الطغاة فكانت مسيرة الأربعين خير دليل على أصالة وفائهم لأهل البيت عليهم السلام ومعها نداء صرخة الأصوات وتعالت الأكف في ضرب الصدور حزناً وألماً على نكبة عاشوراء وتميزت لهم في ذلك أصوات النعي والخطابة فكان ناعي الزهراء الشيخ جعفر الأبراهيمي وليد مدينة ذي قار وقصيدة حلو بيارغهم للرادود مرتضى حرب وغيرهم من مئات المنشدين بحب الحسين عليه السلام ولم تقف عندهم التضحيات عند باب الشعائر وتخليد ذكراها بل أوقدوا في ظلمة الأرهاب مشاعل من فخر في ساحات الوغى حين نزل بديار أخوانهم رعب الإرهاب وآلـة القتل على الهوية فكانوا رجال أناخت لهم الأرض مناكبها فتطاولت قاماتهم لنيل الشهادة على أديم أرض الرافدين التي حملت على مدى الدهر جذوة شهامتهم ونبل شجاعتهم فكانوا خير من سطر صور الشجاعة في ساحات القتال حتى زرع أسمهم الخوف في أودية ونفوس أعدائهم حين تناخوا رجالاً وركباناً فصائل حشد للدفاع عن حياض وشرف مدن العراق فلم يجد الشرف أعلى مرتبة من السومريون ليعقد قرانه بهم فكانوا على مدى الدهر رجال لا يفض لهم غبار ولا يشق لهم عنان ولم يعرف من التأريخ قوم باعوا نفسهم بحب الوطن كما جاء بحقهم ( يعمارة أبنج بايع روحه ) أبان حرب الثمان سنوات وحين صدحت حناجر المقاتلين حين تم تحرير الموصل على يد أبن ميسان البـار عبد الوهاب الساعدي ( يعمارة أبنج جاب الموصل ) فكانت أهزوجة رددها الزمن بحق السومريون شراكوه أهل الجنوب .



#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا فاسدون
- هيت لك
- ترامب وسياسة الأكشن
- قناة دجلة والخطاب السياسي
- العملة وتبعات تغيير أسعار الصرف
- الحشد الشعبي وطبيعة التأمر الدولي
- حلم الأكراد وتظاهرات كردستان
- المهيلات
- طريق الحرير ومنع التقارب مع بكين
- إشكالية الخريجين والتكتك لتشغيل العاطلين
- التناحر السياسي بين الحكومة والأحزاب
- تظاهرات التيار الصدري مطلب أم مطب سياسي
- صبايا
- الصبح
- الأحزاب وقانون جرائم المعلوماتية
- سلطة القانون وسرقة الجمل بما حمل
- ترافة شوك
- التسقيط السياسي لغرماء السلطة
- هل يطيح المالكي بالرئاسات الثلاث
- الدين والدولة


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - الشراكوه أهل الجنوب