ترامب وسياسة الأكشن

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 6782 - 2021 / 1 / 8 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مثلما بدأ فترة حكمه مهرجاً ختمها ترامب بذات السلوك عندما رفض تسليم زمام السلطة الى الرئيس المنتخب جوزيف بايدن وسمح لأتباعه بغزو الكابيتول الأمريكي مما أساء الى صورة الديمقراطية والأنتقال السلمي للسلطة التي حارب من أجلها ترامب طيلة الأشهر الأخيرة مع أنه كان بعيد جداً عن عالم السياسة ودخل البيت الأبيض من خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2016 عبر الحزب الجمهوري بعد منافسة شديدة مع هيلاري كلنتون مرشحة الحزب الديمقراطي لكنها كانت رغبة الروس في تهديم جدار السياسة الأمريكية ورد الإعتبار لنكسة عام 1991من خلال خريج المخابرات الروسية ( kgp ) وثعلب السياسة الروسية الرئيس بوتن ودعمه لسمسار البوكر والروليت وصالات القمار ترامب .
كانت سياسة ترامب تجاه العراق سلبية طيلة فترة حكمه المشؤمة التي دشن أحداثها في السماح للطائرات الإسرائيلية المسيرة بقصف فصائل الحشد الشعبي والتي أدت الى سقوط العديد من شهداء أبناء القوات المسلحة والتسبب بخسائر مادية ومعدات عسكرية جراء القصف المتكرر طيلة عامين متتالين وكان ختامها جريمة مطار بغداد التي أدت الى إستشهاد الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس فصائل الحشد الشعبي بعد إن وضع سليماني على قائمة الإرهاب بدفع من بعض دول الخليج العربي وكان من سياسة ترامب تجاه العراق أثارة الفتنة بين صفوف المجتمع من خلال توفير الدعم المباشر لتظاهرات تشرين التي راح ضحيتها العديد من الشباب بسبب تقاطع المصالح الأمريكية مع حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي أثر توقيعها إتفاقية التعاون المشترك مع دولة الصين وفق آلية النفط مقابل الأعمار وأستمرار نزيف الدم طيلة عام كامل الى حين تقديم حكومة عبد المهدي أستقالتها بالإضافة الى المعوقات التي وضعتها حكومة ترامب أمام أمكانية النهوض بتنمية مصادر الطاقة في العراق وتعزيز قدراته العسكرية من خلال عرقلة بناء محطات توليد الطاقة الكهربائية والتعاقد مع شركة سيمنس الألمانية ومنع تسليح الجيش العراقي وتنويع مصادر تسليحه عبر شراء الأسلحة الروسية وقيام قواته المنتشرة في بعض القواعد العسكرية الأمريكية في الأنبار وشمال العراق بتوفير الغطاء والدعم اللازم لخلايا عصابات داعش وتسهيل حركتها لضرب نقاط القوات الأمنية وزعزعة الأمن الداخلي بالإضافة الى تهديد العراق المستمر بالعقوبات الإقتصادية في حال تعاونه مع الجارة أيران والضغط باتجاه تقديم الدعم اللازم لحكومة الأردن من خلال بيع النفط بأسعار بخسة جداً أثرت سلباً على معطيات الإقتصاد العراقي بعد هبوط أسعار النفط بسبب جائحة كورونا وقلة الصادرات النفطية مع التهديد بقتل وتصفية قادة فصائل المقاومة المطالبة بخروج القوات الأمريكية وإنهاء وجود قواعدها في العراق .
أستمرت سياسة ترامب الرعناء في زعزعة أستقرار المنطقة وتهديد السلم الأهلي عبر إرسال سرب من طائرات (B52) الى أحدى القواعد الأمريكية في الخليج وزج حاملة الطائرات نيميتز في مناورة عسكرية في الخليج العربي مما أثار حالة من الرعب والتوتر لعدة أسابيع في محاولة منه لإشعال فتيل حرب وإدامة تواجده على سدة الحكم في البيت الأبيض بعد هزيمته النكراء أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن في تعبير واضح ورفض أمريكي لسياسته الخارجية وتأزيم العلاقات الأمريكية مع العديد من دول العالم برغم قدرته على ترويض بعض الحكام العرب وفق مبدأ العصا والجزرة ونهب خيرات بلدانهم وفرض حالة التطبيع وإقامة العلاقات مع إسرائيل وبأسدال ستارة المشهد الأخير على أحداث الكابيتول الدامية يكون ترامب قد حجز مقعده خارج البيت الأبيض بحلول العشرين من كانون الثاني وتكون بذلك دول التطبيع العربي الخاسر الأكبر من بين دول العالم فيما تعزز موقف حلف دول الشرق الأقصى ومنها أيران وكوريا الشمالية وروسيا والصين التي شن ضدها ترامب حرب أقتصادية ضروس لكنها إستطاعت أفشال جميع مخططاته الرامية الى إيقاف زحف التنين الصيني نحو الشرق الأوسط وقيادة العالم في المستقبل القريب .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل